> مقالات

الاصلاح للتحسين البيئي ..... منين يودّي على فين؟!!

كتب : د.اميره الحسن |
الاصلاح للتحسين البيئي ..... منين يودّي على فين؟!!


تقريبا في كل دورة تدريبية أقدمها حول التوعية نحو ممارسات الاستدامة البيئية يطرح الحضور نفس التساؤل: على من تقع مسؤولية الحفاظ على البيئة وتحسينها: هل على المواطن أم على الدولة؟
يأتي ذلك التساؤل عندما أقوم بشرح ماهية البيئة ومكوناتها، ثم أنتقل إلى مصادر تلوث البيئة التي من ضمنها النفايات البشرية سواء المنزلية أو الصناعية بشتى أنواعها الصلبة والسائلة والغازية، والآمنة والسامة، والعضوية وغير العضوية، والتي تتحلل وغير القابلة للتحلل والنفايات النووية، الخ.
حقيقة أن تصنيف القمامة لقائمة طويلة من أنواع "القمامات" ليس بالأمر الممتع أو النظيف! وتحديد مصادرها إن كانت من الأفراد أو المؤسسات هي عملية معقده، وبعد ذلك كيف نتصرف بها.. وعمر كيس القمامة ودلالات لونه ومواصفات العامل المثالي.. لا .. لا .. لا!
في البدء استعرض نفايات الأفراد وأحاول أن أقنعهم بأن المواطن يجب أن يقلل من اسرافه في كل شيء وفق الآية القرآنية الكريمة: كلوا واشربوا ولا تسرفوا.. وإن المسرفين كانوا من اخوان الشياطين .. وبالتالي تقنين الاستهلاك *اوتوماتيكياً* سوف ينقص من كمية الفضلات ..
وبعد التقنين .. لازل عندك قمامة وأنت بحاجة لعامل تنظيف .. ومن سوف يحملها إلى القمامة؟؟.. احمم احمم
هنا تبدأ حيرة الحضور في الدورة التدريبية عند التطرق إلى عراقيل النفايات وآلية مناقصة ومشاكل مدافن النفايات وتأثيرها على أسعار العقار، وغيرها.
ثم ينتقل الحديث إلى تلوث المصانع وطرق البناء وبقع النفط في البحار وأمراض التلوث .. هنا يطرح سؤال المليون:
**هل من واجب الناس عمل مظاهرة لاقناع المسؤول حول ضرورة اتخاذ تدابير بيئية جديدة أسوة بالعالم المتقدم؟ وهل نحن بحاجة لنوع *معين من البشر* الواعين وعيا بيئيا الذين-ليس بالضرورة-واعين عقليا!!!
ومثال على ذلك : كان الهيبيز في ستينيات القرن الماضي من أكثر البشر وعيا ورغبة بحماية البيئة، ولكنهم آمنوا بالالتصاق مع الطبيعة بطريقة حميمية تغيّب العقل! وكانوا في صدام كبير مع حكوماتهم من أجل منع تلوث البيئة بالمبيدات الحشرية والنباتية وبالتالي الاضرار بالكائنات الحية. إضافة لسمعتهم كمستهلكين للمخدرات !!
**هل من واجب الحكومة أن تتخذ تدابير بيئية صارمة بغض النظر عن معرفة أو عدم معرفة الناس بأسباب هذه الإجراءات والقوانين؟
أذكر من تاريخ المنطقة العربية أن احدى الحكومات العربية قامت بافتتاح الاذاعة واستيراد الراديو للدولة فكان أن اتهم العامة الحكومة بالكفر والالحاد!! لم يخطر ببالهم فوائد الاذاعة التي لا تعد ولا تحصر، وإنما همهم أن هذا الجهاز مصدره ديار الكفار!
الحقيقة أن عملية تحسين البيئة هي مسؤولية جماعية مشتركة تعتمد على تبادل الشد والجذب بين من يعرف ولا يريد أن يتصرف وبين من يعرف ويريد أن يتصرف .. وهكذا هو حال الدنيا .. التغيير للأفضل يتطلب الكفاح .. فحتى الرياضي يتعب لكي يحصل على لياقة بدنية ممتازة ليحصل على الكأس!
وتذكروا .. ان البحار في العالم متصلة ببعضها بعضا.. والهواء متصلا بعضه ببعض والتراب كذلك .. لا تغرنكم المظاهر.. كلنا في كوكب واحد متصل! ألو .. ألو .. معاي عالخط؟؟
   د. أميره الحسن

عدد الزيارات : 2661 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق