> محليات

سمو الأمير: المأساة الإنسانية في سوريا لن تنتهي إلا "بحل سياسي يحقن الدماء ويعيد الإستقرار لعالمنا"


سمو الأمير: المأساة الإنسانية في سوريا لن تنتهي إلا


اكد حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ان المأساة الإنسانية في سوريا لن تنتهي إلا "بحل سياسي يحقن الدماء ويعيد الإستقرار لعالمنا".
وقال سمو امير البلاد في كلمته في المؤتمر الرابع للمانحين لمساعدة سوريا والمنطقة الذي بدا اعالمه هنا اليوم الخميس ان اصدار مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2254 شكل بارقة أمل لنا جميعا باستعادة وحدة مجلس الأمن من أجل التصدي لهذه الكارثة وإنهائها.
 
 
واعرب عن الامل بأن نصل بهذا الصراع إلى حل سياسي ينهي معاناة شعب بأكمله ويخلص العالم من تبعاته المدمرة معبرا عن تطلعه لأن تحقق إجتماعات جنيف برعاية الأمم المتحدة ممثلة بمبعوث الأمين العام ستيفان دي مستورا النتائج المنشودة. وهذا نص الكلمة بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،، معالي رئيس وزراء المملكة المتحدة الصديقة السيد/ ديفيد كاميرون،،، معالي مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة السيدة/ أنجيلا ميركل،،، معالي رئيسة وزراء مملكة النرويج الصديقة السيدة/ إيرانا سولبرغ،،، أصحاب المعالي ،،، معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ بان كي مون ،،، أصحاب السعادة ،،، السيدات والسادة ،،، يسرني بداية أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى معالي الصديق ديفيد كاميرون رئيس الوزراء وإلى حكومة وشعب المملكة المتحدة الصديقة على ما لقيناه منذ وصولناإلى هذه العاصمة العريقة من حسن وفادة وإعداد متميز لهذا المؤتمر الهام وعلى إستضافتهم له.
 
 
كما أشكر معالي الصديقة أنجيلا ميركل مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية ومعالي الصديقة السيدة/ ايرنا سولبرغ رئيسة وزراء مملكة النرويج على مشاركتهما في رئاسة هذا الحدث الهام ، ولما بذلاه من جهود مقدرة في الإعداد له وهي جهود تعبر عن إدراكهما وإحساسهما بحجم معاناة الشعب السوري الإنسانية وإستجابة لوضع حد لها.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،، أصحاب المعالي،،، ينعقد المؤتمر الرابع للمانحين لمساعدة سوريا والمنطقة إستكمالا لثلاثة مؤتمرات إستضافتها بلادي الكويت على مدى السنوات الثلاث الماضية ، إستطاعت خلالها جمع تعهدات تجاوزت سبعة مليارات وثلاثمائة مليون دولار ، سددت دولة الكويت منها مليارا وثلاثمائة مليون دولار ساهمت في تأمين الإحتياجات المطلوبة للتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق الذي يواجه أكبر كارثة إنسانية في عالمنا المعاصر وتدخل عامها السادس.
 
 
إن آثار هذه الكارثة المدمرة لم تقتصر على إقليمنا الذي يعاني حالياً من تبعاتها بل تجاوزت لتصل إلى قارات أخرى ومنها أوروبا التي وفد إليها اللاجئون بأعداد كبيرة طلباً للأمن والعيش الكريم ، كما إنتقلت إليها المنظمات الإرهابية التي إنطلقت من بؤرالتوتر لتمارس أعمالها الإجرامية الدنيئة في بعض الدول الأوروبية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،، أصحاب المعالي ،،، إن ما شهدناه مؤخراً من حركة نزوحٍ كبيرة لأعداد النازحين تعكس حجم معاناتهم وتضاعف من حجم الأزمة التي يعيشها هؤلاء الأشقاء، وأسجل لهذه الدول هنا كل الإشادة والتقدير على ما تبذله من جهود سخية ولما يقدمونه من خدمات للاجئين ، كما أشيد أيضا بالجهود المقدرة التي تقوم بها الأمم المتحدة ووكالاتها الدولية المتخصصة في هذا السياق .
 
 
أصحاب الفخامة والسمو والمعالي ،،،أصحاب المعالي ،،، إننا نؤكد هنا ما سبق وأن ذكرناه بأن هذه المأساة الإنسانية لن تنتهي إلا بحل سياسي يحقن الدماء ويعيد الإستقرار لعالمنا، لقد شكل إصدار مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2254 بارقة أمل لنا جميعاً بإستعادة وحدة مجلس الأمن من أجل التصدي لهذه الكارثة وإنهائها ، والذي نأمل أن نصل بهذا الصراع إلى حل سياسي ينهي معاناة شعب بأكمله ويخلص العالم من تبعاته المدمرة ، وفي هذا الصدد فإننا نتطلع بأن تحقق إجتماعات جنيف برعاية الأمم المتحدة ممثلة بمبعوث الأمين العام السيد دي مستورا النتائج المنشودة . إننا ونحن أمام هذا الوضع المأساوي الأليم الذي يعيشه الشعب السوري ، نناشد من هذا المنبر المجتمع الدولي إستمرار تقديم المساعدات السخية للشعب السوري للتخفيف من معاناته الإنسانية وتجاوز الظروف المؤلمة التي يمر بها .
 
 
إننا مطالبون بالتفكير في فلسفة جديدة لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين واللاجئين عبر إعتماد برامج وخطط توفر لهم فرصا لتعليم وتحفظ الأطفال من ضياع حقهم فيه، وترتقي بمستوى تعليمهم بما يمكنهم من مواجهة أعباء الحياة يعينهم على رسم مستقبلهم و يجنبهم الأمية و الجهل ، ويحصن عقولهم من أية أفكار هدامة، وفي القطاع الصحي لابد لنا من إعتماد برامج تعنى بالصحة تؤمن لهم الخدمات الصحية الملائمة وتحصنهم من الأمراض والأوبئة وتوفر لمرضاهم العلاج اللازم.
كما أنه من الضروري ايضا توفير برامج خاصة تؤمن لهم فرص العمل ونحفظهم من تبعات البطالة وخطر الإنجراف في أعمال تهدد مستقبلهم ولا بد لنا هنا من التأكيد أن هذه البرامج يجب ان تنفذ وفق فترات زمنية محددة لضمان استمرارها وتحقيق الأهداف المرجوة منها .
 
 
وإنه ليسرني أن أعلن اليوم عن مساهمة دولة الكويت على المستويين الرسمي والأهلي بمبلغ ثلاثمائة مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لدعم سوريا آملين أن نتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة ومساعدة أشقائنا وتضميد جراحهم.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أكرر الشكر لكم جميعاً ولمعالي الأمين العام للأمم المتحدة ومساعديه ، داعياً الله أن يمكننا من وضع حد لنزيف الدم وأن نحقق آمال وتطلعات الشعب السوري الشقيق المشروعة ونعيد لوطنهم الأمن والاستقرار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، 

عدد الزيارات : 1089 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق