> محليات

وزير الخارجية: العلاقات مع مصر نموذج للعلاقات الثنائية


وزير الخارجية: العلاقات مع مصر نموذج للعلاقات الثنائية


أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اليوم الثلاثاء أن العلاقات الكويتية المصرية "تمثل نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات الثنائية بين الدول".
 
وأوضح الشيخ صباح الخالد في كلمة خلال افتتاح أعمال الدورة ال11 للجنة الكويتية - المصرية المشتركة أن هذا الأمر يحمل الجانبين مسؤولية الابقاء على هذا المستوى الرفيع من التنسيق والتواصل.
 
واشار الى ان أحد أطر تلك العلاقة التي يحرص الجانبان دوما على التمسك بها هو اللجنة الكويتية - المصرية المشتركة وما تحققه من نتائج مثمرة موضحا أن خير دليل على أهمية دور اللجنة يتمثل في حجم المشاركة الواسعة للقطاعات والجهات المختلفة فيها.
 
واشار الى مشاركة 25 جهة اضافة الى ما سيتم التوقيع عليه اليوم الثلاثاء من خمس اتفاقيات وبرنامج تنفيذي ليرتفع بها مجموع الاتفاقيات والبرامج التنفيذية ومذكرات التفاهم التي وقعت بين البلدين منذ عام 1963 إلى 90 اتفاقية ما يعكس مدى حرص القيادتين في البلدين الشقيقين واهتمامهما بتعزيز مسيرة الشراكة الاستراتيجية بينهما.
 
كما أكد الشيخ صباح الخالد أن دولة الكويت ومن منطلق المصير المشترك بين البلدين الشقيقين حرصت على المساهمة في المسيرة الانمائية لمصر ومنذ انشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عام 1961 .
 
ولفت الى ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قام بدعم المشاريع في كافة القطاعات التنموية والحيوية في مصر والتي كان أولها المساهمة في تمويل مشروع تطوير قناة السويس عام 1964 وتبعها سلسلة من المساهمات في اقامة المشاريع التنموية حتى بلغت 40 مشروعا تنمويا بقيمة تجاوزت 4ر2 مليار دولار.
 
واشار في هذا الاطار الى النمو المضطرد على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري حيث بلغ مجمل استثمارات القطاعين العام والخاص 5ر15 مليار دولار اضافة الى عمل ما يقارب 1020 شركة كويتية في مجال التجارة والاستثمار في مصر "ما انعكس بشكل ملحوظ على زيادة حركة تنقل الأفراد بين البلدين الشقيقين وبمعدل 70 رحلة أسبوعية".
 
كما اشاد الشيخ صباح الخالد في هذا السياق بالإسهام التنموي الهام الذي يقدمه أكثر من 700 ألف مواطن مصري مقيم في الكويت وفي مختلف قطاعات الدولة "الأمر الذي أضفى مزيدا من التمازج والانصهار والتآلف بين الشعبين الشقيقين".
 
وقال "إن استمرار دورية انعقاد أعمال اللجنة المشتركة يعكس ما يتمتع به البلدان من أواصر متينة ووشائج أخوية عميقة ترجمة لرؤى قيادتينا الحكيمتين في الدفع بأوجه التعاون الثنائي المشترك لآفاق أرحب وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا العزيزين ويخدم مصالح أمتنا العربية والاسلامية".
 
واستعرض الشيخ صباح الخالد طبيعة "العلاقات الخاصة" بين البلدين والشعبين موضحا أنها تمثل فصولا تاريخية حافلة وحلقات متصلة ثرية قوامها العطاء المتبادل والشراكة الحقيقية والتفاهم.
 
واشار في هذا الاطار الى ان أول زيارة كويتية موثقة الى مصر كانت عام 1864 أي ما يقارب مائة عام قبل استقلال دولة الكويت في عام 1961 ثم تلتها العديد من الزيارات سواء للنهل من العلم في الأزهر الشريف أو لغيرها من أوجه الحياة .
 
كما استذكر الزيارة الهامة عام 1919 لولي عهد دولة الكويت آنذاك المغفور له باذن الله الشيخ أحمد الجابر الصباح وارسال أول بعثة طلابية من الكويت الى مصر في عام 1939 وانشاء (بيت الكويت) في القاهرة عام 1945 لمتابعة شؤون الطلاب والرعايا الكويتيين مبينا "أن استمرار هذا التواصل بين الشعبين الشقيقين تأكيد على ما يربطهما من وشائج وصلات لا تنفصم".
 
ولفت الشيخ صباح الخالد في كلمته الى ان هذه العلاقة التاريخية ساهمت في مختلف أوجهها العلمية والثقافية والأدبية في اثراء وتميز شخصية المواطن الكويتي منذ بدايات القرن العشرين وعززت بشكل جلي مسيرة النهضة التنموية والحضارية واضعة دولة الكويت من خلالها في مصاف الدول الرائدة في المنطقة.
 
وأضاف "ولعل ما تحظى به مصر من مكانة راسخة لدى الشعب الكويتي لهو دليل قاطع على هذا الدور البناء الذي سيظل مغروسا في أذهان وقلوب الكويتيين جميعا".
 
كما أعرب الشيخ صباح الخالد عن خالص التهاني والتبريكات لمصر رئيسا وحكومة وشعبا على اتمام استحقاقات العملية الديمقراطية واكتمال (خارطة الطريق) "مما يؤكد اصرارا جليا وعزيمة متينة على مواجهة كافة التحديات والصعاب التي قد تقف أمام مسيرة التنمية والبناء".
 
واشاد "بالخطاب التاريخي الذي استهل به الرئيس عبدالفتاح السيسي في افتتاح مجلس النواب الجديد بما احتواه من مضامين قيمة وتوجهات رائدة لمستقبل مصر".
 
وأعرب الشيخ صباح الخالد في ختام كلمته عن الشكر والتقدير لوزير الخارجية المصري سامح شكري وحكومة وشعب مصر مجددا الشكر لجميع المشاركين في أعمال اللجنة على جهودهم المميزة الهادفة للدفع بالعلاقات الثنائية نحو مستقبل زاهر ومميز وبما يعزز آليات العمل العربي المشترك.
 
ومن جانبه أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمة مماثلة ما يربط بين البلدين والشعبين من علاقات وثيقة ممتدة عبر التاريخ وبما يمتد الى افاق اوسع واشمل ومزيد من الخصوصية التي تجعلها اكثر ثراء .
 
ولفت شكري الى ان مسار العلاقات المصرية الكويتية يحوي العديد من" المعالم المضيئة" التي تمثل" نموذجا" يحتذى بمسار العلاقات بين الدول وبعضها البعض "خاصة في اطار منظومة العمل العربي المشترك".
 
وقال "الشعب المصري يتذكر بكل اعتزاز وتقدير دور الكويت في كافة الحروب التي خاضتها مصر والمساندة السياسية والعسكرية التي قدمتها الكويت الى مصر دون حدود".
 
واضاف "كما يتذكر الشعب المصري بكل تقدير موقف دولة الكويت الشقيقة ومساندتها لثورته في 30 يونيو والتي توجت بحرص سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح على حضور مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس 2015 والذي مثل دعما مباشرا لمصر وشعبها".
 
كما اشار الى أن مصر من جانبها وقفت وساندت دولة الكويت في تحرير اراضيها مما تعرضت له من تداعيات غاشمة عام 1991 منوها كذلك بإسهام ابناء الجالية المصرية في الكويت في التعاون مع اشقائهم من أبناء الشعب الكويتي في عملية التنمية والتقدم والازدهار الذي يصبو اليه شعب الكويت الشقيق.
 
واوضح شكري ان العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد دعائم وحراكا مستمرا في اطار التنسيق والتشاور النشط ازاء الاوضاع الاقليمية والدولية من خلال التواصل على كافة المستويات.
 
واشار الى أن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى لقيادات البلدين "خير دليل على ما تتمتع به العلاقات الثنائية من خصوصية وتوافق في الرؤي حول اهمية الارتقاء بهذه العلاقات الى مستويات رفيعة وغير مسبوقة".
 
ولفت الى "ان اجتماع اللجنة المشتركة هذا العام يكتسب أهمية خاصة على ضوء ما تواجهه المنطقة العربية من تحديات غير مسبوقة تستلزم تعزيز اواصر التعاون والتنسيق المشترك والمضي قدما في تطوير وتعميق علاقات التعاون في مختلف المجالات".
 
واشار في هذا السياق "الى أن ما تواجهه بعض الدول العربية خاصة في سوريا وليبيا واليمن يستوجب منا تضافر الجهود والعمل بكامل الجدية للتوصل الى تسوية سياسية تعالج بؤر التوتر التي اصبحت تهدد امن واستقرار المنطقة العربية". 
 
كما اعرب عن ثقته بان اجتماعات اللجنة المشتركة ستسهم في تطوير وتعميق علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات مؤكدا اهمية تلبية طموحات وتطلعات القيادات والشعبين على حد سواء "خاصة في ظل الارادة السياسية الحاضرة بقوة للدفع بمستوى التعاون والارتقاء به لأفضل مستوياته".
 
واشاد شكري في كلمته بجهود مساعدي وزيري الخارجية وممثلي الوزارات الجهات الكويتية والمصرية على حد سواء خلال الاجتماعات التحضيرية للجنة المشتركة والتي انتهت الى اعداد عدد من الوثائق الجاهزة للتوقيع في عدة مجالات.
 
وأعرب عن تطلعه لمواصلة دورية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين مؤكدا "المكانة الخاصة والتاريخية للعلاقات الثنائية التي تربط بين مصر والكويت حكومة وشعبا والتطلع لأن تستعيد المنطقة العربية الأمن والاستقرار مجددا".

عدد الزيارات : 1074 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق