> محليات

معهد الأبحاث: التعاون البيئي ضرورة للحفاظ على الحياة الفطرية في الكويت


معهد الأبحاث: التعاون البيئي ضرورة للحفاظ على الحياة الفطرية في الكويت


أكد معهد الكويت للأبحاث العلمية ضرورة استثمار فرص التعاون بين مؤسسات البلاد المعنية والمتخصصين في مجال البيئة لوضع تشريعات ذات دور فاعل في الحفاظ على الحياة الفطرية الكويت.
 
وقالت المدير العام للمعهد الدكتورة سميرة السيد عمر خلال افتتاحها اليوم الأربعاء ورشة عمل (إعادة تأهيل النظام البيئي الصحراوي في منطقة اللياح) إن البيئة الكويتية تحتاج إلى تعاون أكثر لتزدهر وخريطة طريق تساهم بفعالية في وضع خطط وبرامج وحلول علمية تعزز الحفاظ على مواردها الطبيعية وتأهيل ما تضرر منها.
 
وأوضحت السيد عمر أن الورشة تعنى بأحد أهم المناطق والأنشطة البيئية في البلاد وتشغل مساحة تعادل ما نسبته 11ر1 في المئة من مساحة الكويت واحتضنت قطعان الغزلان والذئاب والأرانب في بداية أربعينيات القرن الماضي وتعرضت منذ أربعة عقود لضغوط بيئية شديدة بسبب الاستغلال المفرط في مواردها الطبيعية من الرمال والصلبوخ.
 
وأضافت أنه بسبب تلك الضغوطات وغياب التشريعات المنظمة للصيد والرعي الجائر والأنشطة العسكرية أدى ذلك إلى القضاء الكامل على الحياة الفطرية وفقدان التنوع البيولوجي وتدني إمكانات التربة وتشوه سطح الأرض وتغير ملامحها الطبوغرافية.
 
وأكدت ضرورة الاهتمام بها عبر برنامج لإعادة تأهيلها خصوصا بعدما حظيت بمبادرة من لجنة متابعة القرارات الأمنية التابعة لمجلس الوزراء ومشاركة العديد من الجهات بالدولة منها المعهد والهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية وغيرها.
 
ونوهت بموافقة مجلس الوزراء على توصية لجنة الخدمات العامة بشأن تحويل مقالع الصلبوخ لتكون مركزا لتنمية الحياة الفطرية التابع للمعهد كما تقرر تكليف المجلس الأعلى للبيئة اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تحويلها إلى محمية طبيعية بضوء أحكام القانون (42) لعام 2014 بشأن حماية البيئة.
 
بدوره قال المدير العام للهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله أحمد الحمود الصباح إن الكويت أصبحت في مقدمة دول العالم التي تهتم بالمحمبات التي قاربت مساحتها اليوم 20 في المئة من المساحة الكلية للبلاد ما يساعد هذا التوسع في الحد من ظاهرة التصحر التي تسيطر على 75 بالمئة من أراضي البلاد.
 
وأضاف الشيخ عبدالله الأحمد أن قانون حماية البيئة الجديد وضع قضية المحميات في مقدمة اهتماماته حيث خصص ست مواد لتجديد الجهة المسؤولة عنها وكيفية إدارتها والاشتراطات والقوانين الخاصة بها وسبل حمايتها والمحظور داخلها.
 
وأكد أن الكويت جزء لا يتجزأ من المنظومة الدولية المعنية بالقضايا البيئية العالمية وأنه لا بديل عن تفعيل سبل التعاون في تطبيق مقررات اتفاقيات (ريو) الثلاث الخاصة بالتصحر والتنوع البيولوجي والتغيرات المناخية بهدف تعظيم الاستفادة من مساحات العمل المشترك بين تلك الاتفاقيات.
 
وذكر أن البيئة البرية هي المساحة الأكبر وجودا في جغرافيتنا كونها مصدر المياه وحاضنة النباتات الرعوية مبينا أن حمايتها والمحافظة على مكوناتها والحد من تدهورها أمر مهم للمحافظة على التوازن البيئي.
 
من جانبها قالت رئيسة اللجنة المنظمة والمشرفة على الورشة الحقلية في معهد الأبحاث نور الدوسري ان برنامج دعم متخذ القرار لإدارة الأزمات البيئية التابع لمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية بالمعهد نظم هذه الورشة تحت شعار (لنغرس اليوم لغد اجمل) بهدف توعية الطلبة والمجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة الصحراوية وغرس المبادئ البيئية في أذهان الأجيال القادمة.
 
وأفادت الدوسري بأن الطلاب من 18 مدرسة حكومية وخاصة زرعوا ما يقارب من 1000 شتلة من النباتات الفطرية كالرمث والعرفج والعوسج والإرطة والثمام لإعادة التأهيل عبر مشاركة الأجيال الناشئة.
 
وأشارت إلى سعي المعهد لتكون الورشة نشاطا بيئيا ملموسا تعرف به الكويت على المستوى المحلي والاقليمي توافقا مع اتفاقات (ريو) الثلاث التي وقعت عليها الكويت والتي تحث على التوسع في برامج تخضير وتجميل البيئة وهي اتفاقية مكافحة التصحر واتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية تغير المناخ.
 
وأوضحت أن منطقة اللياح كانت تستخدم كمقالع لاستخراج الصلبوخ لعدة عقود ما أثر سلبا على طبيعة المنطقة ومواردها الطبيعية وأن لجنة الأمم المتحدة لتقدير التعويضات بينت في أبريل 2008 أن منطقة اللياح من المناطق المتضررة بيئيا بشدة على مستوى العالم نتيجة لاستمرار عمليات استغلال المواد المقلعية لفترات طويلة ما نتج عن تشوه المعالم الأرضية الطبيعية وانضغاط التربة وتدهور الغطاء النباتي وفقدان التنوع البيولوجي.
 
وذكرت أنه بعد مرور 15 عاما من ردم وتسوية وحماية مقالع الصلبوخ بالمنطقة نجد نتائج الجهود المبذولة في إعادة تأهيل المنطقة وازدهار الحياة الفطرية وتعافي التنوع البيولوجي ما يدفع الى مزيد من الاستمرار وبذل الجهود وحشدها للمحافظة على المكونات الطبيعية للنظام البيئي. 

عدد الزيارات : 1629 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق