> محليات

الدكتور عبدالله احمد منصور آل رضى في رثاء المغفور له الشيخ صباح الاحمد الصباح


الدكتور عبدالله احمد منصور آل رضى في رثاء المغفور له الشيخ صباح الاحمد الصباح

قصيدة في رثاء المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله و أسكنه فسيح جناته.  

" فَـرَحَلتَ يَـا فَخرَ الكُويتِ وَ عِزَّها "

رُحمَــاكَ يَـا رَبَّـاً غَـفُـورَاً أوْحَـدَا
يَا مَن تُعِيدُ الخَلقَ أنتَ كَمَا بَدا

نَدعوكَ رَبِّ اللُّطـفَ لا رَدّّاً إذا
أَمرَاً عَلَينَا قـد قَضَيتَ مُحَدَّدَا

إنَّـا لَنَـعـلَـمُ أَنَّ حُكـمَـكَ نَـافِــذٌ
مَن ذَا يَكُونُ عَنِ المُقَدَّرِ حَائِدَا

فَإذا قَضى اللهُ الحِمَامَ عَلى امرِئٍ
فَـزَمَـانَـهُ  وَ  مَـكَـانَـهُ  قَـد  حَــدَّدَا

كُـلٌّ إلى الرَّحمَـانِ  يَـومَـاً آيِـبٌ
مَهمَا تَطُـولُ حَيَـاتُـهُ لَن يَخلُدَا

وَعَــدٌ وَ مَكـتُــوبٌ عَلَيـنَــا كُلِّــنَــا
لَن يَترُكَ المَكتُوبُ شَخصاً وَاحِدَا

وَ لَقَد فَقَدنَـا مِن عَظِـيمِ رِجَـالِنَـا
فَـذَّاً وَ فِـي كُـلِّ المَحَافِـلِ سَـيِّدَا

نُورُ الصَّباحِ خَبَـا وَ لَمْ يُشرِقْ لَنا
مَعَـهُ ضَـرَبنَـا لِلِّـقَـاءِ الـمَـوعِــدَا

فَلَقَد مَضَى نُـورُ الصَّباحِ وَ فخـرُهُـم
قَـد وَدَّعُـوا بِـأَسَىً صَبــاَحَ الأَحـمَـدَا

فَـرَحَلتَ يَـا فَخـرَ الكُويتِ وَ عِزَّها
نَالَت بِعهـدِكَ يا صَبـاحُ السُّؤدَدَا

وَ لَقَد فَقدنَا نَحن من نَهوَى وَ مَن
كُـنَّــا  نَظُـنُّ  إلـى  رُبَـانَــا  عَـائِـدَا

قَـالُـوا تَـجَـلَّـدْ  إنَّ  ذَاكَ  مُـقَـدَّرٌ
فَأَجبتُـهُم مَن ذَا يَطِـيقُ تَجَـلُّـدّا 

يَبقَى لَـهُ العَمَلُ الجَلِـيلُ وَ ذِكـرُهُ
وَ صَباحُ في العَمَلِ الجَلِيلِ تَفَرَّدَا

فَاسألْ بِلادَ المُسلِمِينَ وَنَاسَها
وَ اسألْ بِلادَ العُربِ كَي تَتَأَكَّدَا

قَامّت صُرُوحٌ لِلعُلُومِ بْفضلِهِ
كَـم مَعلَمٍ لِلبِــرِّ فِيهَـا شُيِّـدَا

قَلْ يَـا أَبا الأيتَـامِ بَعدَكَ مَن لَهُم
ضِعفَ التَّيَتُّمِ مَوتِكُمْ لَهُمُو غَـدَا

فَقَدت بِلادُ المُسلِمْينَ بِمَوتِـهِ
رَجلاً عظيمَاً لا يُعَوَّضُ مَـاجِدَا

يَـا صَاحِبَ القَلـبِ الكبـيرِ فُحُبُّـكُـم
شَمَلَ الجميعَ وَ ليسَ يَبغِي شَاهِدا

قَد كُنتَ أَنتَ أبَـاً لِشَعبِـكَ حَانِياً
مَا كُنتَ يَومَـاً عَن بَنِيكَ لِتَبعُـدَا

قَد كُنتَ ذَا خُلُقٍ عَظِيمٍ فَاضِـلاً
مُتَـواضِعـاً للـهِ نَـائْـبَ سَـاجِـدَا

وَ لَـقَـد مُلِـئتُـم حِـكمَـةً و تَفَـانِـيَـاً
مِن خَلفِكُم شَعبُ الكُوَيتِ تَوَحَّدَا

فَصَبَاحُ كُنتَ صَبَاحَهَا وَ مـساءَها
وَ رَبِيـعَهَـا و لِظَّـامِئِيـهَـا المَـورِدَا

أنت الحكيمُ فِعالُكم وَ مَواقِـفٌ
قَـد نَصَّبـتكُم رمـزَ سِلمٍ خَـالِدَا
 
وَ لَكَمْ سَعَيتَ لِكُلِّ ما من شَأنـهِ
تَوحـيدُ كِلْمَتِنَـا و كُنتَ مُسَانِـدا

وَ لَكَمْ حَرَصتَ عَلى تَصَافِينا وَ في
إصلاحِ ذات البـين كُـنت مُساعِدا

وَ لَأنت رَأبُ الصَّدعِ كُنتَ تُجِيـدُه
وَ بِفَضلِ رَبِّـكَ كُنتَ فِيـهِ مُسَـدَّدَا

نَحتَـاجُ مِثلَـكَ يَـا صَبـاحٌ حِكمَـةً
مَـا كَـانَ وقـتٌ أن لِمِثلِكَ نَفقِـدَا

مَا كَانَ نَعيُكَ في الكويتِ لِوحدِها
فَـالـنَّـعيُّ فِـي كُـلِّ البِـلادِ تَــرَدَّدَا

كُـنتم لِكُـلِّ النَّـاسِ أَنـتَ مُـحبَّبَـاً
وَ مُـقَـرَّبَاً فجَـذَبتَ أَنتَ الأبعَــدَا

تَسعَى لِخيرِ النَّـاسِ دونَ تَمَـايُـزٍ
وَ لَكُـلُّ مَسَعىً كُنتَ فِيـهِ مُؤيَّـدَا

وَ لِـذا فَلـمْ نَرَ شَانِئَـاً لَـك يَبتَـغِي
نُكرانَ فَضلِكَ أو نَرى لكَ حَاسِدَا

فَلَكِ التَّعازِي يا كُويتُ بِمن مَضَى
فَلَقَـد فَقدتِ مِن الرِّجَالِ الأَجـوَدَا

وَ أرَاكِ يَـا بَلَـدَ الكِـرَامِ  حَـزِينَــةً
وَقَد اتَّشَحتِ وِشاحَ حِزنٍ أسوَدَا

مَن ذَا يَلُومِكِ يَاكُـوَيت فقَـد مضى
مَن كان بِالرُّوحِ الكُوَيتَ قَدِ افتَدَى

وَ تُشارِكُ البَحرَينُ شَعبَـكِ حُـزنَهُ
مِلكٌ وَ شَعبٌ في الشُّعورِ تَوَحَّدَا

بَحرَينُ يَا شَعبَ الكُويتِ بِلادُكُم
تَجِـدُونَ فِيهَـا إخـوَةً وَ سَوَاعِـدَا

فَعـزَاؤكُـم نَـوافُ كَـانَ  لَـهُ أخَــاً
خَلفاً عِظِيماً في القِيادَةِ وَاعِـدَا

د. عبد الله أحمد منصور آل رضي

البحرين ١ أكتوبر ٢٠٢٠ م

مزيد من الصور



عدد الزيارات : 2166 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق