> منوعات

أفغانستان تختبر التعليم عن بعد


أفغانستان تختبر التعليم عن بعد

يصل عدد الجامعات والمعاهد العليا في أفغانستان إلى 130 جامعة ومؤسسة تعليمية، معظمها لا يملك نظام تعليم متطوراً يتماشى مع الأحوال السائدة في عصر التكنولوجيا. لكنّ جائحة كورونا فرضت اعتماد التعليم عن بعد، بإيعاز من وزارة التعليم العالي، لا سيما النظام الإلكتروني المعروف باسم "أل أم أس (نظام إدارة التعلم)" في مختلف الجامعات. وبدأ معظمها بالفعل في العمل عليه في الفترة الأخيرة، لكنّ كلّ تلك الجهود لم تكن كفيلة بملء الفراغ الذي تسبب به منع الطلاب من الحضور.
من جهتها، بدأت بعض المؤسسات مثل جامعة "كاردان" وجامعة "رنا" وجامعة "باختر" و"الجامعة الأميركية"، وهي جامعات خاصة، إلى جانب جامعة "كابول" الحكومية، عملية التعليم عن بعد منذ بداية الإقفال، وقد واجهت في هذا الصدد مشاكل كبيرة، لكنّها ماضية إلى الأمام، إذ لا مفر لها في مواجهة الأزمة المالية، خصوصاً في ما يتعلق بالجامعات الخاصة التي تعتمد ميزانيتها على الرسوم التي تحصلها من الطلاب. جامعات أخرى تحاول تطوير النظام نفسه، كما طلبت منها الوزارة، ومواءمته مع متطلبات عمليتها التعليمية، فيما لا تفعل جامعات أخرى شيئاً، بل تنتظر رفع حظر التجول أو التخفيف من القيود للعودة إلى العمل، وإن راودتها مخاوف من امتداد هذه القيود طويلاً، ما يهدد بإلغاء الفصل الدراسي الأول فيها على الأقل، ما يشكل ضربة كبيرة لها، إذ لن تتقاضى الرسوم من الطلاب، وفي المقابل هي مرغمة على سداد رواتب الكادرين الأكاديمي والإداري فيها.
اللافت أنّ وضع الجامعات الحكومية يختلف عن الخاصة، في المسألة الاقتصادية، إذ لا تواجه مثل هذه الأزمة المالية، لكنّها في الوقت نفسه مرغمة على اتخاذ الترتيبات من أجل انطلاق عملية الدراسة عن بعد، بحكم قرار الحكومة، خصوصاً أنّ جامعة "كابول" هي الجامعة الحكومية الوحيدة التي بدأت هذه العملية، فيما لم تبدأ أيّ جامعة حكومية أخرى.
في خضم كلّ تلك الجهود المتناثرة، أعلنت وزارة التعليم العالي أنّها وضعت آلية متكاملة للجامعات الأفغانية كافة. وستستوعب آليتها نحو 250 ألف طالب وطالبة في مختلف جامعات أفغانستان. وقدمت الوزارة بهذا الصدد إيجازاً للرئاسة الأفغانية قبل أيام، مؤكدة أنّ جميع الأمور مرتبة كما يجب، وأنّه في الفرصة المناسبة ستنطلق عملية تطبيق تلك الآلية بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، مطالبة الحكومة بتخفيض أسعار رسوم الإنترنت كي يتمكّن الطلاب والطالبات من المشاركة، وكي يتقلّص الضغط على الجامعات والمؤسسات التعليمية أيضاً. وبدوره، وعد الرئيس الأفغاني، أشرف غني، بتعاون الحكومة في الجوانب كافة مع وزارة التعليم العالي من أجل مواصلة الدراسة في زمن كورونا.
حول هذا النوع الجديد من التعليم في أفغانستان، يقول مسؤول في جامعة "كاردان" التي بدأت التعليم عن بعد إنّ "العملية مستمرة وهي تملأ الفراغ بلا شك، وهو طريق بديل وجديد لا شكّ، لكن هل سيؤدي النتيجة المطلوبة؟ سؤال مطروح، والفترة المقبلة ستجيب عنه، لكن في اعتقادي، لن يؤدي هذا التعليم النتائج المرجوة حتى بنسبة 50 في المائة". يضيف المسؤول أنّ هناك مشاكل كبيرة بعضها خارج عن قدرة الحكومة والجامعة، من ذلك مشكلة التيار الكهربائي في أفغانستان ككلّ، إذ ينقطع التيار أثناء التدريس، وقد لا تكون الكهرباء متوفرة أساساً في كثير من المناطق، وبالتالي يحرم طلاب وطالبات من حضور الدروس واستيعابها كما يجب. هناك أيضاً مشكلة الإنترنت، فالاتصال ضعيف من جهة، وغير متوفر في أماكن كثيرة من جهة أخرى، بالإضافة إلى ارتفاع ثمن اشتراك الإنترنت على الأساتذة والطلاب معاً. 
أما المدارس فلا تختلف حالها كثيراً عن الجامعات، فبعضها بدأ عملية التعليم عن بعد، فيما أخرى ما زالت تنتظر وزارة التربية والتعليم وآليتها وتوصياتها. والحديث هنا عن المدارس الخاصة، أما المدارس الحكومية فاعتمادها كلياً على الوزارة، التي تتحدث بدورها عن وضع آلية لانطلاق عملية الدراسة عما قريب، ليكون التركيز على الدراسة عبر التلفزيون، من خلال قناة خاصة بالوزارة.


عدد الزيارات : 693 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق