> مقالات

(العاشرة مساءً)

كتب : هيا كامل |
(العاشرة مساءً)



الساعة الآن تقترب من العاشرةِ مساءً وفقًا لنداء تفكيري المهترئ.سوداء مكحلة باللمعان تصيبني بالإحباط في محاولات نظري إليها مرارًا وتكرارًا.
بسيطة متوسطة الحجم ومزينة بخيوط نحاسية أراني فيها بشكل منفصل. أتراها فاتنة لتصميمها أم بسبب رغبتي في عدم التعرف عليّ أمام مراياها!

جالت بخاطري حقيقة أن الزمن يمضي ولا يعود..
ساعات ودقات وثوانٍ تمضي وترحل ،وأفكاري بعقلي قد حُفرت بين أنسجة دماغي المتشابكة لسنواتٍ عِجاف.
الظلامُ هنا -في غرفتنا- حالك.تتسابق فيه أصوات الزمن والهدوء معًا حول الوصول إلى خط الفوز،ثم ما ألبث لأجد أن أفكاري قد سبقتهم بأشواطٍ وأشواط. محاولاتي في إضاءة شاشة هاتفي قد باءت بالفشل ،فأدفنه في نهاية الأمر أسفل وسادتي وأعود!
زوجتي بجانبي ،نائمة لدرجة الإغماء. غارقة إلى أقصاه وكل ما أقوم به هو غبطتي وتساؤلي سويًّا :( ثم لِما لست كذلك؟). وكأنّ النوم يمر كلّ ليلة ليغمرها بسحره ويصيبني بلعنته فأراقبها.

تُرى هل ستفيق إن أخبرتها بأنني متعب وبأن غصّاتي قد وصلت لقمة جبل الصمود ؟
أو أن روحي بحاجة لروحها فأعود كيوم ولدتني أمي!
أم بأنني في رغبةٍ ملحة لأصبح طفلها المدلّل الليلة ،فتروي لي القصة التي لا تعرف سواها؟!
هل أخبرها بأنني أهاب من فتحِ بابِ النزوات الذكور ذاك فأصبح الخائن بدلًا من المُهمَل؟ أم أنّ خزين حبها بداخلي قد نضب وتقشف ،وبأن لا شيء أمقته أكثر من ارتدائي لتلك البيجامة سوى لأنها تحبها؟
وما هممت فوجدت عيناها على وشك الصحو لتسألني : (ما بك؟!) . وما أن تملكت الشفقة من فؤادي فأجيبها :( أنا ! ...أنا بخير.) 
فتعود هي إلى أحلامها ، وأعود أنا إلى آلامي!

عدد الزيارات : 765 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق