> مقالات

صناعة الفشل في الكويت

كتب : خليل العريان |
صناعة الفشل في الكويت

كان يعاني لسنوات طويلة وكذلك والديه وإخوانه ومدرسيه، الجميع حاول معه بشتى الطرق لمساعدته في رفع مستواه التعليمي ولكن كانت تلك إمكانياته كما كانوا يقولون، كانوا يرددون له كلمة واحدة لا نريد منك سوى النجاح بأي نسبة ممكنة فقط النجاح..
وفي الثانوية العامة نجح بنسبة جيدة إلى حد ما وكان قراره المفاجئ انه سوف يقدم أحد أصعب امتحان القدرات للدراسة في الخارج، وكما هي العادة كان الجميع يقول له مستحيل ولكن المفاجأة بأنه نجح في اختبار القدرات وبدرجة عالية جدا منحته تذكرة المرور للالتحاق بأكبر الجامعات في أوروبا وبتخصص يحلم فيه الكثيرون، ولأنه سافر بعيدا عن محيطه وبيئته الى مكان جديدة وأصبح يعتمد على نفسه استطاع تحقيق النجاح في الجامعة بامتياز، واستمر وكمل دراسة الماجستير والدكتوراه..
وعاد ذلك الطير المهاجر الى وطنه ومنزله وهو يحمل شهادة الدكتوراه، والتحق في العمل في احدأكبر  الشركات المرموقة في الكويت.. وفي أحد أيام قرر أن يعيد ترتيب مكتبته المنزلية وتنسيق كتبه الكثيرة، واثناء ذلك وجد رسالة قديمة من مركز الاختبارات التي قدم فيها اختبار القدرات أرسلت له بعد سفره.. وكانت المفاجأة أن المركز يعتذر عن خطأ غير مقصود في نتيجة الاختبار وأنه للأسف لم يجتاز الاختبار والدرجة المعلنة غير صحيحة.. “انتهت القصة"
ما نتعلمه من هذه القصة والكثير من القصص اليومية في حياتنا إنه لا يوجد انسان فاشل، بل نحن من نصنع الفشل بيدينا وبعقلنا، ونحن من نقنع أنفسنا بأننا فاشلين وبأننا لا نستطيع أن نعمل ونغير حياتنا ونستسلم لفئة من المحبطين تجعلنا نعيش عالم من الكآبة.. عندما يكون سقف توقعاتك منخفض سوف تكون النتيجة الفشل، ولكن عندما يكون سقف توقعاتك عالي سوف تكون النتيجه ممتازة.. 
نستطيع سجن أنفسنا في إطار أننا دولة فاسدة، أو نحرر أفكارنا وننمو ونتطور ونكبر ونزدهر ونرسم طريق الحرير، كما كنا في السبعينات والثمانينات فلقد واجهنا أزمات وحروب وغزو، واستطعنا بعون الله وتوفيقه النجاح لأننا كنا أصحاب إرادة، وكنا لا نستمع للأصوات النشاز في الكويت، ولا للمحبطين اصحاب قالوا ويقولون وقلنا، كنا نعمل بكل جهد ودون كلل او ملل، والمشاكل التي نتحدث عنها اليوم في الكويت مثل التركيبة السكانية وتجار الإقامات والفساد والرشاوي ليست وليدة اليوم وليست وليدة السنوات الاخيرة بل هي موجودة منذ سنوات طويلة ويتكرر الحديث عنها كلما أرادوا مهاجمة وزير معين او تغيير وزارة.. 
من أجل الكويت.. استحلفكم بالله لا تستمعوا لهم بل استمعوا لقلبكم النابض بحب الكويت وأعملوا من أجلها.. نحن من نصنع الفشل إذ استمعنا لهم وتركنا زمام الأمور للفاشلين لكي يقودونا ويحطموا احلامنا..

عدد الزيارات : 2418 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق