> مقالات

حاضر فمستقبل .. فتاريخ يُهان !

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
حاضر فمستقبل .. فتاريخ يُهان !


يظهر أن بعض الحكومات الإسلامية اعتادت على تقبل الإهانات بجميع أنواعها، بل إني أعتقد أن بعض هذه الحكومات، ومنذ فترة ليست بالبعيدة، بدأت تعلّم شعوبها على تلقي هذه الإهانات بروح رياضية، ربما لتتخلص من الضغوط الناتجة عن النزعة الإسلامية التي تحملها هذه الشعوب، أو ربما للتخلص من توتّر العلاقات الناتجة عن ردود الأفعال الإسلامية وهذا ما معناه أن مثل هذه الحكومات ترى أن علاقاتها الدولية أهم من كرامتها، الإحتمالية الثالثة هي أن هذه الشعوب هي شعوب مهانة في ذاتها .. وهذا الاحتمال الأخير بحاجة لبحث مستقبل.
لقد اعتاد ترامب على إهانة بعض الحكومات الإسلامية والعربية بعبارات الإستصغار والتحقير كأن يقول عن دولة معينة بأنها لا تستطيع الاستمرار بدونه وهذا النوع من الإهانات هو النوع الأول وهو إهانة (الحاضر الإسلامي) والذي بدأ بعض المسلمين بتقبله بروح رياضية، ثم جاء الكلب النتن ياهو ليشتري من بعض هذه الحكومات الإسلامية تاريخها وشرفها وعروبتها بذريعة "السلام" فباع بعضهم، فكانت مكافأته لهذه الحكومات البائعة أن توجهت مجموعة من الصواريخ الصهيونية لتقتل أطفال المسلمين في غزة وسوريا وكأن نتن ياهو يقول لهذه الحكومات الراكعة أن السلام معكم هو أن أدوس على رؤوسكم وعلى كل حقوقكم الدولية والسياسية والإنسانية ولا أعترف بوجودكم ولا مستقبلكم وأن واجبكم تجاه ذلك هو أن تشكروني على ما أوجهه لكم من إهانات، وهذا هو النوع الثاني من الإهانات وهو إهانة (المستقبل الإسلامي)، ثم جاء ماكرون بعد أن تحقق النوع الأول والثاني من الإهانات التي عجز المسلمون عن صدها ليمارس هو إهانتهم بالنوع الثالث وهو إهانة (التاريخ الإسلامي) فعندما رأى ماكرون أن الأمة الإسلامية عاجزة عن الدفاع عن حاضرها ومستقبلها قام بإهانة حضارتها وتاريخها مستسهلاً ذلك، ثم جاءت ردود الأفعال الإسلامية خجولة جداً وقاصرة عن ردع ماكرون عن تكرار هذه الإهانة، ولو كانت الأمة الإسلامية راغبة بوقف ماكرون عند حده ومنعه من تكرار هذه الإهانات والإساءات للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله لما اكتفوا بردود الأفعال التافهة التي قاموا بها مثل نشر صور احتجاجية لا قيمة لها أو استدعاء سفير ليشرب فنجان قهوة ويرجع لسفارته، بل إن الواجب فعله لوقف إهانات ماكرون وغير ماكرون للحضارة والتاريخ الإسلامي هو أن يتم أولاً التصدي للإهانات الموجهة للحاضر والمستقبل الإسلامي، فبهاذا التصدي الواقعي والميداني والسياسي ستثبت أمة الإسلام أنها أمة لها حاضر مشرف ومستقبل واعد ممتدين من تاريخ عظيم، أما مع استمرار ضعف الحاضر وضياع المستقبل .. فتأكدوا أنه لن يحترم أحد تاريخنا مهما كان عظيماً. وإن كانت الحكومات الإسلامية والعربية عاجزة عن حفظ كرامة الأمة الإسلامية بحاضرها ومستقبلها وتاريخها، فإن دور الشعوب يجب أن لا يندثر.

عدد الزيارات : 2853 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق