> مقالات

الدجاجة التي تبيض ذهباً


الدجاجة التي تبيض ذهباً


أطلقت الأقدام في سباق محموم نحو مقر الدجاجة التي تبيض ذهباً.
سمع ساكنو قرية ما بدجاجة تبيض ذهباً حين تأكدوا من ذلك بعد أن رأوا نصف قريتهم أصبح بها مبانٍ شاهقة وقصوراً تناطح السحاب طولا.
إذ حوّلوا النجمة اللامعة المشعة والشمس الصاطعة بأخلاق أهلها وقيمهم وسيرهم الحميدة إلى 
 كتلة ذهب جامدة سحرت أعين الجشعين واللصوص والمتسلقين  لاقتناء بيضة منها أو أكثر أو حتى الجلوس بجانبها ، ليحلم بقصر أو ماخور أو بمساحات يجعلها حدائق غناء . 
يقف هؤلاء أمام الناس ويقومون بسحر ألعابهم بألفاظ رنانة بوعود  المعيشة الطيبة ، عازفين بسحر كلامهم على سلم الحاجات والأمنيات وبيع العقول قبل القلوب . 
تُباع بعض العقول بمقابل والبعض الآخر لا مقابل له ، قد يكون البيع من خلال كلمات تُعزف على أنغام  مايميل له الإنسان وما يتوق إليه من الحاجات النفسية والعقائدية والاجتماعية والاقتصادية ، والثقافية . 
والبعض الآخر يلجأ لميل قلوب أهل القرية  بكلمات يتلاعب بها  ليسلب تعاطفاً ، ووداً ، ووعداً بإصاله للدجاجة التي تبيض ذهباً ، وذلك بأن يعدونهم  بأنهم سيملأون بيوتهم من البيض الذهبي أو توفير العيشة الطيبة والرفاهية الحياتية دائمة ، مدافعين بمعزوفتهم عن حقوقهم - دون أن ينبهونهم لواجباتهم - وذلك حتى ينسونهم قيمة العطاء ويقنعونهم بالأخذ فقط دون العطاء .
وهكذا أصبح أهل القرية تائهون بين الحق والباطل وبين الخوف والرجاء وبين الزيف والحقيقة ، أصبحوا يشكون في بعضهم البعض لأن الفساد استشرى في جسد بعضهم وأصبح لايرى هذا الفساد منه، إلا إذا تضخمت أمواله بعد أن كان يمثل على أهل القرية بأنه البطل المغوار الذي سبخلصهم مما هم فيه ،فقط ليصل إلى الدجاجة التي سحره بريقها الجذاب ليكذب هو على الناس ويمثل عليهم .

عدد الزيارات : 2304 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق