> مقالات

عباءة الشيطان وخراب الديار

كتب : مريم الرجيب |
عباءة الشيطان وخراب الديار

كان هناك شيخاً تقياً لديه رؤية ثاقبة يجلس على ربوة سطحها على شكل مربع ،وفي كل زاوية عدسة وكل عدسة معالم خارجية وداخلية تجلب له المعارف والثقافات المتنوعة كالفنون والآداب والمعلومات المتنوعة الحديث منها والقديم ، المفيدة منها والمسلية .
كان الشيخ يحكم بالعدل لكل من يقصده ، ومنه يتلقى الناس الأخبار والأنباء الطويلة والموجزة  ، يتلقى الناس الأخبار والبرامج الطيبة على اختلافها منه وقصص الأولين التي تقوم على القيم والأخلاق والتي بالتالي أوصلتهم للقيام بالحضارات العظيمة .
كما يخبرهم الشيخ بالحوادث إخباراً فقط ، فهو لا يقوم بعرض صوراً بشعه تدمي القلوب وبالتالي تميتها بكثرة عرضها و لا مناظر ترعبهم ولا تخدش حياءهم .
عاش هذا الشيخ مدة لابأس بها من العمر وكبر أبناؤه وبناته وتزوجو وتغربوا ، وتفرعت الشجرة الطيبة وتدلت أغصانها لتتشرب من بعض الثقافات الداخلية والخارجية عن طريق الهجرات المتنوعة والاحتكاك والتعايش مع ثقافات متنوعة ، ومنهم اختلط عن طريق التزاوج من عدة منابع ومشارب .
هذه الثقافات المتنوعة بين السلب والإيجاب تأثر منها أحفاد الأحفاد الذين لاحظوا أن عباءة شيخ القيم والأخلاق تمزقت من بعض أبناء وأحفاد الشيطان الذي بعثهم ليوسوسوا لبعض أحفاد جوج ومأجوج المتأخرين  ، لأنه تعب من قوة وصلابة هذا الشيخ .
كما لاحظوا أن عدساته بدأ ضباب الأصوات العالية ترسم خدوشاً في بعضها ، وكذلك علاتها بعض أتربة التحديات لمجرد التحديات المثيرة لغبار الشك والخوف وتعتيم الرؤية . 
وعندما تمكن أبناء إبليس من إحداث ثقوب في عباءة شيخ القيم والحكمة ولم يجد من حوله إلا القليل من أبنائه الذين يحاولون ويحاولون حمايته ولكن الكثرة والمحاولات العديدة المتكررة المتشبعة منها والملتوية لزعزعة الصرح بدأت وكأنها تنجح ، وهنا يأتي الشيطان بعبائته متنكراً بالناسك المتعبد الناصح الأمين ويقدم عباءته للشيخ بكل ما أوتي بكلمات ساحرة وألوان المحبة الصادقة والإخلاص ، والشيخ ينظر إليه بنوع من الشك في نوايا هذه الحية التي تتلون بكل الأشكال والألوان ، ويحاول أن يصدقها وتمتد يده المترددة لأخذها رويداً رويدا ولكنه يتراجع ببطء أيضاً ، هنا يستطيش الشيطان غضباً ويأتي بشخص من أبناء الشيخ محاولاً تعذيبه أمامه ، من خلال إيقاعه بعدة مشاكل مختلفة ، وبدأت تظهر علامات الشك في نفس الشيخ تظهر من هذا الذي جاء متمسكناً حتى يتمكن .
واستمر عمل الشيطان وأبنائه في التشويش السلبي وشبه الإيجابي إلى أن تم الاتفاق بين بعض الأبالسة وبعض البشر وقاموا بعمل مؤتمر ويقوم الشيطان وأعوانه ومن مبدأ السيطرة بكيفية تمكين البشر من سهولة الحصول على المعلومات والأخبار بدون الأنباء ونشر وقائع الأحداث كما هي بكل تفاصيلها وبرعبها ووحشيتها ، بحجة أن النقل لابد أن يكون حقيقيا وحياً ،وهنا تكون المصداقية في عالم مفتوح .
هكذا يتحدث أعوام الشيطان لبعض البشر ضعيفي الإرادة خاوين من الإيمان الحقيقي بالله والذي يتطلب الإخلاص في العمل باستشعار مراقبة الله له .
وتم الإتفاق ولبس البعض أثواب إبليس وأعوانه ووضعوا الأقنعة المزيفة بعدما لبوا شرط الشيطان الوحيد ؛ وهو تسليم ضمائرهم له أو يرمونها بعد التمكن من الجلوس على الكرسي أي كرسي .
وهكذا أحاط بعض المنافقين كبطانة لهذا أو لذاك من المخلصين والعاملين ، وجلس البعض منهم مع الشيخ ناصحاً له بتغيير الرؤية عن طريق تغيير بعض العدسات ، والجلوس في زاوية واحدة وهم يشرفون على البقية ، والشيخ ؛ وهو عالم بمرادهم يحاول مسايرتهم وتطوير نفسه ومساعدتهم ،وعاهد نفسه ألا يترك مكانته لهم ، فقط ففكر بتجديد وتطوير زاويته بجلب معدات متطورة حديثة ، بحيث تستطيع جلب العالم ومافيه أمامه بالبحث الدائم عن مخلصين لإعلام صادق الرؤية وبث قيم عالية تبني ولا تهدم .
فالإعلام سفينة في بحر الحياة وبين أمواج تغييراته .

عدد الزيارات : 10812 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق