> مقالات

العالِم ضد المثقف ...ايهما أهم ؟؟

كتب : ليما الملا |
العالِم ضد المثقف ...ايهما أهم ؟؟


فتح فيروس كورونا اعين الكثير من عامة الناس نحو اهمية العلم والعلماء في حياتنا كأولوية قصوى لتقدم اي مجتمع او بلد. ومصطلح العلم هنا لا ينطبق على من نصبوا نفسهم اوصياء الله في الارض، ولكنه ينطبق تماما على العلماء المتخصصين في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء والاثار والفلك ولعل الاهم الفلسفة واللُّغَوِيَّات وغيرها من العلوم الطبيعية. هؤلاء العلماء هم من قدموا خدمات للبشرية عبر الازمنة،  وهم من يلجأ اليهم الجميع لحل الحسابات المعقدة، وهم من يخترع الاجهزة عالية التقنية القادرة على تبسيط الكثير من شئون حياتنا في مجالات عدة اهمها الطب البشري. ولغرابة الامر ففي مجتمعاتنا العربية قررنا عدم الالتفات للعلماء منذ منتصف حكم الدولة العباسية والى يومنا هذا  بعد الخوارزمي وابن حيان وابن النفيس وابن رشد....واصبحنا نلتفت الى العلوم الانسانية كالشعر والرسم والكتابة معتقدين ان الشعراء والكتاب والرساميين والنحاتين هم دليل تقدم اي مجتمع وليس اهل الرياضيات والفيزياء والفلسفة !!! ...لنقوم باستبدال الخوارزمي واضع اسس الرياضيات بالمتنبي – العنصري – وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية بمؤرخون تعمدوا تزوير التاريخ وتجيره لمصلحة الحاكم !!
لكن ما لم نضعه في ذاكرتنا ان استنتاجات العلماء في شتي المجالات تستند الى حسابات علمية لا يمكن التلاعب بها ابسطها 1 + 1 = 2، فيما تعول نتائج العلوم الانسانية على خيال وموهبة الشاعر والكاتب والرسام والتي تعكس شخصيته وتكوينه السيكولوجي اكثر من ارقام وحقائق، ولا يمكن نسيان ان علماء الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك لايمكن شرائهم لان استنتاجات دراساتهم تتحول الى حقائق يستحيل التلاعب بها، اما الشاعر والكاتب والرسام فيمكن شراءه بكل سهولة- الا فيما ندر-  لاسيما عندما يحولون العلوم الانسانية الى علم النفاق والكذب والجدل، وذلك امر يستحيل وجوده عند علماء الطبيعة.
منذ نعومة اظفاري وانا اسمع في البيت والمدرسة وممن هم اكثر مني خبرة في الحياة ان الثقافة امر مهم في حياتنا ولم اسمع قط احد يشدد على اهمية العلم !!!...والان بعد ان اكتسبت بعض الخبرة في الحياة كان اخرها كورونا،  فلدي ايمان مطلق ان اي بلد او مجتمع لا يعتمد على علوم الطبيعة بالدرجة الاولى فان الهلاك في انتظاره لان المستقبل سيكون للمتقدم علميا اما من سيظل يعتمد على من يمجد بكلماته وينافق بريشته ويكذب بقلمه فلا حول لهم ولا قوة ولابد من قراءة الفاتحة عليهم مسبقا ...

عدد الزيارات : 15048 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق