> دولي

بعد مقتل 33 من جنودها.. هل تخوض تركيا حرباً شاملة في إدلب؟


بعد مقتل 33 من جنودها.. هل تخوض تركيا حرباً شاملة في إدلب؟

هل اقتربت تركيا من خوض حرب شاملة في إدلب شمالي سوريا؟. سؤال بات يُطرح بقوة بعد الهجوم الأخير لقوات النظام الذي قتل بغارة جوية 33 جندياً تركياً، ما رفع عدد القتلى في صفوف الجيش التركي في المنطقة إلى 54 هذا الشهر. ورداً على الهجوم، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن «الطائرات المسيرة والقوات البرية التركية استهدفت أكثر من 200 من أهداف الحكومة السورية، وتم قتل 309 من قوات النظام وتدمير 5 مروحيات و46 دبابة ومدفعية ومنظومتين للدفاع الجوي من طراز SA-17 و SA-22». وقال: «سنستمر بمكافحتنا للهجمات على الجيش التركي»، موضحاً أن «الهجوم على الجنود الأتراك في سوريا استمر رغم التحذير بعد الضربة الأولى». وقال أكار: «أود أن أعلن أنه عند وقوع هذا الهجوم، لم تكن هناك أي مجموعات مسلّحة حول وحداتنا العسكرية»، في رفض للتفسير الروسي بأن الجنود الأتراك القتلى كانوا ضمن «مجموعات إرهابية». ووزع الجيش التركي مقاطع فيديو تظهر قصفه على مواقع النظام. من جهته، أفاد مدير الإعلام لدى الرئاسة التركية فخر الدين ألتون بأن «المجموعة الدولية يجب أن تتخذ اجراءات لحماية المدنيين وإقامة منطقة حظر جوي» في منطقة إدلب، لمنع طائرات النظام السوري وحليفته روسيا من شن ضربات. وخلال الأيام الماضية، أسقطت المعارضة المدعومة من أنقرة أكثر من طائرة ومروحية لقوات النظام، عبر مضادات طيران أميركية الصنع كانت محظورة على المعارضة خلال كل سنوات الحرب. وأظهرت مقاطع مصورة استهداف طائرة للنظام وإسقاطها عبر مضاد طيران، ويرى مراقبون أن وجود مثل هذه المضادات قد يقلب المعادلة كلياً لمصلحة المعارضة، إذا سُمح لها باستخدامها بشكل واسع. وتحدثت تقارير عن إدخال أنقرة لأسلحة مضادة للطيران إلى إدلب، لكن ليست بيد المعارضة الآن، بهدف وقف القصف الجوي الذي تسبب بتقدم واسع لقوات النظام هناك. وأشارت وزارة الدفاع التركية بنشر منظومة «حصار A» التركية على الحدود الشمالية لسوريا، مقابل إدلب، مع تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن طيران النظام لن يطير مجدداً في سماء إدلب. ويبدو أن إسقاط الطائرات المتزامنة مع تصريحات التهديد على المستويات العليا في أنقرة لم يكن سوى رسالة إلى النظام بأنه يمكن التصعيد أكثر وشن عمليات برية مصحوبة بمضادات طائرات، وهو ما يغير الواقع على الأرض. تحرك روسي وبينما تستعر التوترات بين أنقرة ودمشق، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الأسطول الروسي في البحر الأسود أنه سيرسل سفينتين مزودتين بصواريخ من طراز كاليبر إلى المياه قبالة الساحل السوري. وألقت تركيا باللوم على قوات النظام في مقتل جنودها، لكن وكالة الإعلام الروسية نقلت عن وزارة الدفاع أن الجنود الأتراك أصيبوا بنيران مدفعية من قوات الحكومة السورية التي كانت تحاول صد هجوم من قوات المعارضة. ونسبت إلى الوزارة القول إن أنقرة تقاعست عن إخطار موسكو بوجود قواتها في المنطقة التي استهدفها القصف رغم التواصل المنتظم مع الجيش الروسي، وإن القوات التركية كانت منتشرة بشكل مباشر إلى جانب قوات المعارضة.   لكن وفقا لمعلومات قدمتها تركيا، لم يكن هناك جنود أتراك في المنطقة، بينما قالت موسكو إن القوات التركية «ما كان ينبغي لها التواجد هناك». ونسبت وكالة الأنباء إلى الوزارة أن طائرات حربية روسية لم تنفذ أي ضربات جوية في المنطقة وقت حدوث الواقعة، وأن موسكو بذلت كل ما في وسعها للمساعدة بمجرد أن علمت بوجود القوات التركية. وشملت طرق المساعدة ضمان وقف قصف القوات السورية للسماح لتركيا دعم أميركي ودانت الولايات المتحدة القصف الذي نفذته قوات النظام السوري على تجمع عسكري تركي، وطالبت النظام السوري وروسيا بإنهاء هجومهما الذي وصفته بالشنيع، وأعربت عن وقوفها إلى جوار تركيا شريكتها في حلف الناتو. من جهته، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ عن إدانته الهجمات التي يشنها النظام السوري وحليفته روسيا، وطالب بوقفها. بدورهم، عقد ممثلو الدول الاعضاء حلف شمال الأطلسي اجتماعا طارئاً لبحث الأزمة السورية، بطلب من تركيا، وبحثوا المادة 4 من اتفاقية واشنطن التأسيسية، حول الوضع في سوريا". و بموجب المادة 4 يحق لأي عضو في الحلف طلب محادثات حين يرى تهديداً "لوحدة وسلامة أراضيه، واستقلاله السياسي أو الأمني". وهي منفصلة عن المادة 5 من معاهدة حلف الاطلسي، التي تنص على أن "أي هجوم مسلح على دولة عضو أو عدة أعضاء في أوروبا أو أميركا الشمالية يجب أن يعتبر هجوما على جميعها". ورغم محاولات روسيا وتركيا تنسيق جهودهما في سوريا، فإن موسكو تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تقدم أنقرة الدعم لقوات المعارضة المناهضة للأسد. وأرسلت تركيا آلاف الجنود وعتاداً عسكرياً ثقيلاً لسوريا، وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن بلاده ستشن عملية عسكرية شاملة لردع القوات السورية ما لم تنسحب من مواقع المراقبة التركية في المنطقة.



عدد الزيارات : 873 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق