> محليات

مواطن يروي لـ«القبس» يوميات الحجر الصحي


مواطن يروي لـ«القبس» يوميات الحجر الصحي

من مر بالتجربة ليس كمن سمع، وربما يكون اسم الحجر الصحي مرعبا للبعض، أو مثيرا للهواجس، لكن المواطنين الذين خضعوا له عقب عودتهم من بلاد بها إصابات بفيروس كورونا، أكدوا أن أيامهم في هذا الحجر مرت بصورة طبيعية، حيث لم يتغير نظامهم اليومي سواء في المأكل أو المشرب أو غيرهما. وروى المواطن علي الصايغ لـ القبس قصته مع الحجر الصحي برفقة 22 فرداً من العائدين على متن طائرة قدمت من العراق في الأسبوع الماضي، قائلا: إنهم كانوا عائدين من مدينة النجف العراقية وقتما حظر الطيران المدني الكويتي الرحلات من وإلى العراق، فاضطروا إلى حجز طيران من النجف إلى البحرين ليتوجهوا تالياً إلى الكويت. وبيّن الصايغ لـ القبس أن كثيرا ممن كانوا على متن الطائرة استعدوا للحجر الصحي، وتعهدوا بالتوجه إليه وإن لم تطالبهم الدولة به، وذلك حرصاَ على صحة أهلهم وأصدقائهم الذين سيخالطونهم، فقد فخافوا أن يكونوا حاملين «لفيروس كورونا» وينقلونه إلى معارفهم وأبنائهم. وصل الصايغ ومجموعة من الركاب إلى مطار الكويت مساء يوم الأربعاء الماضي، واستقبلهم العسكري بالسؤال: «من وين يايين؟»، فرد الراكبون «من العراق»، فأمر العسكري بانتظارهم داخل القاعة حتى وصول حافلة «الباص» المتجه إلى الحجر الصحي في مستشفى جابر الأحمد، وقد بيّن الصايغ أنه توقع أن تكون الاجراءات ميسرة، لكنه فوجئ بالدخول إلى المستشفى. ممرضون وأطباء واضاف الصايغ: حينما وصل ركاب الطائرة إلى المستشفى ودخلوا من بوابة 5، وجدوا الممرضين والأطباء في انتظارهم في الاستقبال، لكن الاجراءات كانت مطولة، وهناك أفراد يدخلون إلى المستشفى سواء أكانوا من داخل أو خارج البلاد، وطلب مسؤولو المستشفى من المسافرين أن يمدوهم بالبطاقات المدنية، فذكروا أنهم قد جاؤوا من الخارج وسلموا الجوازات لاثبات الهوية. وبيّن الصايغ أن الأفراد المحجور عليهم وجدوا تخبطاً وعدم وضوح من المسؤولين، إذ وضع جميع المشتبه بهم في مكان واحد، سواء أكانوا قد جاؤوا من إيران أو العراق أو إيطاليا، بالرغم من تفاوت حالات الوباء في هذه الدول، متسائلاً: «كيف يتم التعامل مع المسافرين الذين جاؤوا من دولة موبوءة بشكل كبير، كغيرهم من الذين قد أتوا من دول قد ظهرت فيها حالة أو حالتان؟». ومكث الصايغ مع غيره من المسافرين قرابة اليوم في الحجر الصحي، وذلك لانتظار نتائج الفحص، مبيناً أن المشتبه بهم من المسافرين كانوا يقضون وقتهم بشكل طبيعي، فكانوا يتمشون داخل المستشفى ويتبادلون الحديث بعضهم مع بعض أو يستخدمون هواتفهم للتواصل مع معارفهم أو التفاعل على مواقع التواصل، كما وفرت لهم المستشفى الوجبات التي كانوا يتسلمونها خلال اليوم. الغريب في الأمر، بحسب قول الصايغ، أنه قد سمح للمشتبه بهم بالاختلاط بعضهم مع بعض، بل وسمح لبعض الأسر بزيارة المشتبه بهم وإعطائهم الملابس التي يحتاجونها، مشيراً إلى أننا نتوقع أن تكون الاجراءات المتبعة أكثر ترتيباً وتنظيماً، لاسيما بعد تطور الأزمة، وذلك بعد أن وضحت كثير من الأمور.   وأشاد الصايغ بمجهود رجال الشرطة والأمن والأطباء فهم مخلصون ويعرضون أنفسهم للخطر رغبة في الحفاظ على الأمن الصحي للبلاد، مؤكداً أنهم قد أدوا عملهم بأمانة واخلاص، لكن ربما أدت الربكة في الخطة إلى حدوث المشاكل التي وقعت مع المسافرين.


عدد الزيارات : 951 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق