> محليات

مساكن العُزّاب.. بؤرة عشوائية وعذاب!


مساكن العُزّاب.. بؤرة عشوائية وعذاب!

خالد الحطاب - بعض مساكن العزاب بؤرة للعشوائية والتكدس وتفتقد أدنى الاشتراطات الصحية، ويمكن أن تكون شرارة لانتشار فيروس كورونا وغيره من الأمراض، وبشكل أوسع؛ فكثير من المقيمين في البلاد يعيشون في مساكن جماعية، ومع غياب النظافة الشخصية تنتشر العدوى. القبس خلال جولتها على مساكن العزاب في منطقة بنيد القار رصدت إهمالا كبيرا، حيث تنتشر المخلفات والقوارض والحشرات والروائح الكريهة، وكان من اللافت التكدس الكبير في هذه المساكن المتهالكة، حيث يسكن كل 8 في غرفة، فماذا إذا كان أحدهم مصابا بالفيروس؟ أليس هذا مدعاة لنشر المرض في كل مسكن يصل عدد سكانه إلى 100 شخص يتخالطون يوميا؟! لكن بعض المقيمين أكدوا أنهم مضطرون للسكن الجماعي فرواتبهم ضعيفة ولا تكفي لسكن أفضل، فهم يعملون في أعمال بسيطة ودخلهم محدود، وتكاليف الحياة تضاعفت. أين النظافة؟ على زاوية أحد الشوارع الفرعية المتقاطعة مع طريق الفحيحيل أمام الدعية، تنتشر مباني العزاب القديمة التي دخلتها القبس ورصدت فيها مناظر سلبية، بدءا من انعدام النظافة والروائح الكريهة. كما كان من اللافت في تلك المباني، المتهالكة في الأصل، انتشار واسع لتدخين «الشيشة» في كل الجوانب، مما يشير إلى أن راحة العزاب في مساكنهم وسط الأوساخ مما قد ينقل المزيد من الأوبئة، فكل ما يوجد في داخل تلك المباني بالمشاركة، سواء غسل الملابس والمطابخ والحمامات وأفران الغاز والأطباق وغيرها. ما باليد حيلة وتضم تلك المساكن بين جدرانها عمالة من جنسيات عربية وآسيوية، لكن أكثرهم من المصريين العزاب العاملين في مهن شاقة يعودون في نهاية يومهم للسكن للنوم فقط. والتقينا خلال الجولة محمد الأسواني، الذي لفت إلى أن انعدام النظافة ليس بسبب الإهمال إنما لعدم التعاون. وقال الاسواني «ما باليد حيلة، حيث حاول الكثيرون الحفاظ على النظافة داخل المبنى، إلا أن اهمال البعض وعدم وجودهم المستمر واكتفاءهم بالعودة للنوم، جميعها زادت من الاوساخ والغبار والاتربة، حيث إن كل شخص في المبنى له شخصيته ونظام حياته وحتى طعامه وشرابه، حيث إن كل شيء هنا أمر شخصي إلا الحمامات والمطابخ والساحات فهي للعموم». ويبدأ القاطنون في المساكن غير الآدمية يومهم بطابور انتظار على الحمامات من ساعات الفجر، ومن بعدها الإفطار بأي شيء متوافر، وأحيانا بإشعال رأس الشيشة حتى وصول الباص أو سيارة الانطلاق للعمل، وهو ما يكون غالبا في السادسة صباحا ولا يعودون إلى المنزل إلا عند ساعات المغرب لتبدأ حياة أخرى بين الأوساخ. الغسل مشترك حتى السلامة الشخصية والنظافة العامة للملابس تحتضنها غسالات مركونة في وسط ساحات المنازل، حيث يقوم كل شخص بغسل ملابسه المتسخة، وبعد الانتهاء يلحقه زميل آخر.. وهكذا، الأمر الذي اعتبره نعيم محمد نقطة انطلاق الكثير من الأمراض الجلدية التي يمكن أن يصاب بها بعض السكان، علاوة على وجود الحشرات والقوارض التي تعتبر طبيعية عند الكثيرين. أمّا في الجليب فإن الإهمال في السكن أكثر وضوحا، حيث امتهن البعض إنشاء صالونات لحلاقة الرجال أسفل درج البنايات، وعند ممرات المنازل، علاوة على قيام آخرين بتحويل غرفهم إلى مطاعم مستغلين حاجة العمالة للأطعمة عند العودة من العمل. وعلى الرغم من عدم النظافة الداخلية في كثير من بيوت العزاب في الجليب وتكدس بعضهم فوق بعض في الغرف بشكل جماعي، فإن الصرف الصحي ومروره في بعض الطرقات والنفايات وروائحها أسوأ كذلك في البيئة الخارجية لتلك المساكن، وجميعها مشجعات إلى جانب فيروس الكورونا في نقل العدوى والأمراض التنفسية. 1.3 مليون فرد في مساكن جماعية كشفت إحصائيات الهيئة العامة للمعلومات المدنية أن هناك 1.3 مليون فرد في الكويت من المقيمين يعيشون في مساكن جماعية. وجاء الهنود في المركز الأول ممن يعيشون بمساكن جماعية بـ 429 الفا، يليهم المصريون ب 373 الفا، ثم تتوزع بقية الجنسيات. 



عدد الزيارات : 606 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق