> دولي

الكاظمي مرشح «تسوية وضرورة» للعراق


الكاظمي مرشح «تسوية وضرورة» للعراق

خالد جان سيز - مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات الوطني، الذي كلّفه الرئيس برهم صالح، أمس، بتشكيل حكومة جديدة، ليس شخصية جديدة مطروحة على طاولة السياسة العراقية، فقد كان اسمه وارداً منذ استقالة حكومة عادل عبدالمهدي في ديسمبر الماضي، وحتى قبل ذلك، عندما طُرح بديلاً عن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في 2018. لكن ظروفاً مستجدة جعلت منه مرشّح «تسوية» إن صح التعبير، وفي هذا الصدد ذكرت مصادر مطّلعة أن الاتفاق على الكاظمي كان وليد عوامل عدة، أهمها: وباء «كورونا» أفادت المصادر بأن الوباء يعصف الآن بإيران، وتتجه نتيجة تداعياته، وضغوط العقوبات الأميركية، والعوز المالي الذي تعيشه، إلى منحى يتسم بالتهدئة في العراق، في إطار عمليات التسوية التي تجري في المنطقة. زيارة قآني وتضيف المصادر أن إسماعيل قآني، الرئيس الجديد لـ«فيلق القدس»، التابع للحرس الثوري الإيراني، زار العراق، الأسبوع الماضي، والتقى أغلبية أعمدة البيت السياسي الشيعي العراقي، وشدّد على أن ملف العراق إيرانياً هو بين أيدي «فيلق القدس» لا أحد غيره، مردفة أن قآني طرح الكاظمي مرشح «تسوية». حزب الله وقبل نحو شهر، وجه فصيل عراقي مقرَّب من إيران اتهامات للكاظمي بتورطه في عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، التي نفذتها واشنطن في بغداد، لكن ذلك الاتهام «الفردي» كما يصفه مصدر في «الحشد» لم ينل استحسان «محور المقاومة». وقال مصدر مقرب من حزب الله اللبناني إن «الكاظمي زار بيروت أخيراً لحلّ هذه العقبة، وكانت النتيجة إيجابية». استثناء العراق ووفق ما أفادت المصادر، فإن تسمية الكاظمي «تأتي مكسباً للعراق، خصوصاً في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة، ولضمان تجديد استثناء بغداد من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران». وتلفت المصادر إلى أن الدليل على التوافق، كان حضور «صقور» الشيعة مراسم تكليف الكاظمي في قصر السلام وسط بغداد، وهم زعيم «تنظيم بدر» هادي العامري ورئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض والعبادي، ورجل الدين الشيعي عمار الحكيم.   أصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لتشكيل حكومة جديدة منذ بداية عام 2020، بعد اعتذار عدنان الزرفي، وقبله محمد توفيق علاوي. وأمامه الآن حتى التاسع من مايو المقبل، لتقديم تشكيلته الحكومية. والكاظمي أصغر رئيس وزراء منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة مطلع القرن الماضي، إذ يبلغ من العمر 53 عاماً، ولا تزال أمامه عقبات، منها المطالبة بالانسحاب الأميركي من البلاد، ومواجهة أزمة «كورونا»، إضافة إلى تراجع إيرادات النفط العراقي إلى نحو النصف في مارس. ويحمل الكاظمي شهادة بكالوريوس في القانون، وهو من مواليد بغداد، وينحدر من محافظة ذي قار (جنوباً).



عدد الزيارات : 873 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق