> مقالات

تصوراتك .. تاملاتك .. قدراتك

كتب : مريم الرجيب |
تصوراتك .. تاملاتك .. قدراتك

دواءك فيك وماتبصر ، وداؤك منك وماتشعر ، وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر (الإمام علي كرّم الله وجهه)
نعم الحياة بالنسبة لك هي حياتك أنت ،فأنت ترى نفسك وتحادث وتسمع نفسك قبل أن تحادث غيرك . 
أنت وحدك الذي يشعر ويفكر وينطق .
أنت وحدك الذي تختار وتقرر .
وأنت من يقوم بالفعل ويصيغ الأحداث .
أنت وحدك الذي يتألم ويمرض ويتشافى .
أنت في عالم حر، تطيع، ترفض، تضحك، تبكي، تحلم، تتخيل ....
فالسعادة جالبة الخير منك أنت، والخوف  التعاسة منك وحدك.
قم بتجربة وأغمض عينيك، هل ترى الحياة والعالم والناس أم تراهم بخيالك؟ 
اغلق أذنيك بإحكام هل تسمع صوت ما في العالم حولك أم تسمع نفسك تتحدث؟
جرب عندما تشعر بمشاعر لا يعلمها إلا الله كضيق مثلاً أو حزن نتيجة عدم فهم الآخرين لك، أو صراع داخلي عندما يكون هناك معركة بين أفكارك ومشاعرك ورغباتك ومنطقك هل يشعر أو يعلم أحد من العالم الخارجي بحقيقة هذه المشاعر ؟
قم بتجربة بأن تفكر، هل يرى العالم الخارجي أفكارك والعمليات التي يقوم بها عقلك، والمسارات العصبية بكل طرقها والتي تسير من خلالها أفكارك لتأمر حواسك بالقيام بأي أمر تأمرك به عضلاتك الصغيرة والكبيرة ؟.
انظر من خلال مكبر المجهر إلى خلاياك المتنوعة لكلك الداخلي، هل يراها العالم الخارجي، بل هل تراها أنت ؟! .
هذا هو كونك، بقيادتك أنت، بحضورك، بمراقبتك، بإنصاتك لنفسك وتقويمها بشكل دائم لأنها هي مؤسستك الذاتية التي يقوم عليها اكتشاف جوهرك الحقيقي، وهي المحاسبة على أداء مهمتها.
فأنت أيها الكيان الحر في عوالمك، عوالم الروح والنفس والعقل والجسد، بيدك أن تحدد داؤوك لأنه فيك، وتجد داؤك لأنه منك حين تنصت للنبضات المتموجة في أقل جزيء في كل خلية من خلايا جسدك، المادية منها والأثيرية  المستمدة من محيط نور الخالق العظيم.
أنر بنور الله خلايا خيالك وتصوراتك بتأملاتك وصلاتك ودعائك لتتصل بقدرات الخالق العظيم وتستمد من قدراته ما يجعلك في المكانة التي تريد.


عدد الزيارات : 936 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق