> محليات

العوضي: الكويت الـ70 عالمياً في الإصابة بكورونا


العوضي: الكويت الـ70 عالمياً في الإصابة بكورونا

محمد العوضي - بعد مرور شهر على أول إصابة مسجلة بفيروس كورونا في الكويت، لا بد من تقييم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، من إغلاق للمدارس وتعطيل لكثير من الدوائر الحكومية والبنوك والشركات، وكذلك تعليق الأنشطة الرياضية والثقافية وإغلاق المجمعات التجارية والأندية الصحية والصالونات والمقاهي والمطاعم، وأيضا البدء في إجراءات الفحص سواء للمواطنين أو الوافدين. وأفضل تقييم لهذه الإجراءات هو دراسة الشكل البياني للإصابات، الذي يبين الحالات المسجلة للإصابات في الكويت منذ 23 فبراير 2020، وهو اليوم الذي سجلت فيه أول حالة إصابة بالفيروس حتى 22 مارس، وفق بيانات مستقاة من حساب تويتر للمتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور عبدالله السند وحسابات ومواقع أخرى. يلاحظ تذبذب عدد الحالات المسجلة من يوم إلى آخر، فمنذ 23 فبراير وحتى 28 فبراير سجلت 45 حالة، ومن بعد ذلك خف عدد الحالات المسجلة في الفترة من 29 فبراير وحتى 11 مارس، حيث كان عدد الحالات المسجلة في تلك الفترة 27 حالة، ومن ثم بدأت الحالات المسجلة في التزايد منذ 12 مارس حتى 22 مارس، حيث وصل مجموعها إلى 116 حالة، أي أن عدد الإصابات زاد بنسبة %61 منذ 12 مارس عن عدد الإصابات المسجلة قبله، وقد سجل يوم 13 مارس 20 إصابة، وهو أعلى عدد من الإصابات يسجل في يوم واحد. قلق الإصابات يجب ألا نقلق لزيادة عدد الإصابات مؤخرا، لأن هذه الزيادة تواكبت مع الزيادة في عدد الفحوصات الخاصة بالكشف عن الفيروس، فكلما زاد عدد الفحوصات يُكتشف المزيد من الإصابات، وهذا شيء صحي ومطلوب من قبل منظمة الصحة العالمية لحصر ما يمكن حصره من الإصابات. فقد أوصت المنظمة الدول بفرض التباعد الاجتماعي بين الناس وتثقيفهم حول الوباء وكيفية الوقاية منه، وكذلك القيام بالفحوصات المكثفة للكشف عن المرض وتزويد المستشفيات بالمعدات اللازمة وتدريب الهيئة الطبية والتمريضية والفنية على التعامل مع مقتضيات هذا الوباء. وما يؤكد ذلك، ما ذكره حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو من أن عدد الإصابات في نيويورك ارتفع إلى اكثر من 11000، والتي تعادل نصف الإصابات المسجلة في أميركا، عازيا ذلك إلى الفحوصات المكثفة التي تقوم بها الولاية للكشف عن الإصابات، والتي تفوق كثيرا الفحوصات التي تمت في الولايات الأميركية الأخرى، مبينا أن نيويورك تأتي في المرتبة الأولى على مستوى العالم من حيث عدد الفحوصات إذا قيست نسبة إلى عدد سكانها. إحصاءات خادعة ويجب الانتباه إلى أن الإحصاءات الموجودة على بعض مواقع الإنترنت والتي ترتب الدول بحسب عدد الإصابات قد تكون خادعة، لأن بعض الدول لا تتوافر لديها قدرات كبيرة على الفحص لكثرة عدد سكانها وقلة مواردها المالية، فكثير منها تكتفي بفحص الحالات التي تأتي إلى المستشفيات وقد ظهرت عليها أعراض الإصابة. وبالبحث، نجد أن 117 إصابة من مجموع الإصابات التي سجلت في الكويت حتى 22 مارس 2020 كانت لمواطنين أو مقيمين جاؤوا من خارج البلاد، في حين سجلت 23 إصابة لحالات موجودة في الكويت خالطت مصابين آخرين، ولم نستطع الاستدلال على السبب وراء إصابة 48 آخرين. وبلغ عدد الحالات التي شفيت 30 إصابة بنسبة %16 من جملة الإصابات، ومن المتوقع أن يرتفع منحنى الشفاء من الإصابات في الأيام القادمة، وهو من شأنه تخفيف العبء على الكادر الطبي. وحول معدل حالات الإصابة لكل مليون من السكان، جاءت الكويت في المرتبة 70 على مستوى العالم بمعدل 40 إصابة لكل مليون من السكان. تزايد بطيء ‏سينتهي هذا الإعلان خلال 6   ويلاحظ أن حالات الإصابة في الكويت بشكل عام تتزايد بشكل بطيء، في حين تتزايد هذه الإصابات في بعض دول العالم التي أصبحت منكوبة بهذا الوباء، الأمر الذي يؤكد استقرار الوضع في الكويت، وفعالية الترتيبات والإجراءات المتوالية التي اتخذتها الحكومة منذ تاريخ 26 فبراير، بدءا بتعليق الدراسة في المدارس والكليات والجامعات، وانتهاء بإقرار حظر التجول خلال الفترات المسائية، وهي نفس السياسات التي تنتهجها بقية دول العالم، وإن تميزت إجراءات الكويت بالسرعة والحسم منذ ظهور أول إصابة. وهذه الإجراءات هي نفس الإجراءات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية والتي تهدف إلى التقليل قدر الإمكان من الإصابات بهذا الوباء شديد العدوى، الأمر الذي سيؤدي إلى تسطيح منحنى الإصابات بهذا الوباء والذي سيُمكِّن منظومة الرعاية الصحية الكويتية من القيام بدورها وضمن حدود طاقتها الاستيعابية حتى انقضاء هذا الوباء بإذن الله

عدد الزيارات : 579 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق