> دولي

أميركا وإيران تفكران بالحرب المدمِّرة .. في زمن «الكورونا»!


أميركا وإيران تفكران بالحرب المدمِّرة .. في زمن «الكورونا»!

نعيم درويش - وسط معاناة البلدين، ومعهما العالم أيضاً، من وباء «كورونا»، ارتفعت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران؛ فقد اتهم الرئيس دونالد ترامب إيران بالتخطيط لشنّ هجمات ضد أهداف أميركية في العراق، متوعِّداً: «إذا آذيتم جنودنا في ‎العراق فستدفعون ثمناً باهظاً.. ردُّنا سيكون أكبر ومؤلماً للطرف الآخر في ‎العراق. لدينا قوات جوية كبيرة هناك. وقاعدتنا الجوية ما زالت عاملة. إيران لديها الكثير من المشكلات، وليست بحاجة إلى مشكلة إضافية». في المقابل، حذَّر الجنرال يحيى رحيم صفوي، المساعد العسكري للمرشد الإيراني، علي خامنئي: «ننصح الساسة والعسكريين الأميركيين بتحمُّل مسؤولية تبعات تصرُّفاتهم الاستفزازية (في العراق)». ورأى المحلل السياسي الإيراني حسن هاشميان لـ القبس أن ثلاثة معطيات تدفع طهران للتفكير في التصعيد العسكري: الأول فشلها في إخراج القوات الأميركية من العراق، والثاني عجزها عن رفع العقوبات الأميركية، والثالث سعيها إلى لفت الانتباه خارج حدودها؛ لأن أوضاعها الداخلية كارثية، في ظل تفشّي «كورونا»، مؤكداً أن ترامب سيردّ بقوة على أي هجوم إيراني، لأن هذا الموضوع سيدخل في لعبة الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام. ووافق مصدر مطلع رأي هاشميان، حيث أفاد لــ القبس بأن تهديد ترامب لإيران جدي، وسيردّ عليها بشكل مباشر، نافياً أن يمنعه تفشّي وباء «كورونا» من ذلك، ومحذِّرا من خيارات غير محسوبة النتائج قد تقود إلى مواجهة مدمِّرة. و فيما يلي تفاصيل الخبر: في غمرة انشغال العالم بجائحة «كورونا»، التي خلّفت عشرات آلاف الوفيات، وقارب عدد مصابيها المليون، ووسط مخاوف من انهيارات اقتصادية عالمية، تستمر أميركا وايران في اللعب على حافة الهاوية، وسط تبادل للاتهامات والتهديدات، التي قد تؤدي إلى اشتعال الموقف في المنطقة. فقد اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بالتخطيط لشن هجمات ضد أهداف أميركية في العراق، في حين أطلق مسؤولون إيرانيون تحذيرات إلى الجيش الأميركي في حال قرر البقاء في العراق. وكتب ترامب على حسابه في موقع تويتر: «استناداً إلى قناعة ومعلومات، تخطط إيران أو وكلاؤها لهجوم خاطف على القوات الأميركية، أو المنشآت الأميركية في العراق». وأضاف: «ستدفع إيران الثمن إذا حدث هذا»، من دون إعطاء تفاصيل عن ذلك. وفي وقت لاحق، توجه ترامب بإنذار شديد إلى إيران: «إذا آذيتم جنودنا في ‎العراق، فستدفعون ثمناً باهظاً». وأردف: «لدينا معلومات جيدة جداً أن مجموعة مدعومة من إيران تستعد لعملية في ‎العراق. نحن نعد ذلك هجوماً إيرانياً. ردنا على إيران سيكون أكبر. في الرد الأول (اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني) قُتل الكثير من قياداتهم». وتابع الرئيس الاميركي: «ردنا سيكون مؤلماً للطرف الآخر في ‎العراق. لدينا قوات جوية كبيرة هناك. وقاعدتنا الجوية ما زالت عاملة. إيران لديها الكثير من المشكلات، وليست بحاجة إلى مشكلة إضافية». أفاد مسؤول أميركي بأن «المخابرات الأميركية تتتبع خيوطاً منذ فترة بشأن هجوم محتمَل تدعمه إيران على القوات الأميركية في العراق»، مضيفاً: «هجوم مدعوم من إيران على القوات الأميركية في العراق سيمكن نفيه على الأرجح، لأنه ليس مثل هجوم دولة على أخرى». بحسب ما نقلت وكالة رويترز. في سياق متصل، أبلغ مصدر مطلع القبس أن تهديد ترامب لإيران جدي، ويشبه الموقف الذي أطلقه عقب اغتيال سليماني، وحذر فيه طهران من مغبة استهداف القوات أو المصالح الأميركية عبر حلفائها، مؤكداً أن الولايات المتحدة سترد على طهران وبشكل مباشر. وحذّر المصدر من مغبّة انزلاق أي طرف إلى خيارات غير محسوبة، قد تقود إلى صراع مباشر ومدمّر، مردفاً: «انشغال إدارة ترامب بجائحة كورونا التي تضرب الولايات المتحدة لا يعني أنها ستتجاهل أي هجوم إيراني قد يستهدف الأميركيين في العراق». الربح والخسارة وعما إذا كانت إيران تخطط فعلاً لشن هجوم على القوات الأميركية في العراق، قال المحلل السياسي الإيراني حسن هاشميان لـ القبس إنه « في حساب الربح والخسارة بالنسبة للإيرانيين، فإن المواجهة المحدودة مع الولايات المتحدة التي تؤدي الى خسائر بشرية في صفوف القوات الأميركية أفضل من الوضع الحالي». وأضاف أن «إيران ترجح مواجهة محدودة مع الأميركيين، معتقدة أنه في ظل الظروف الحالية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة، فإن الإدارة الاميركية لن تغامر بفتح جبهة عسكرية في حال تم استهداف قواعدها من قبل الميليشيات». وتحدث هاشميان عن معطيات تدفع طهران للتفكير بالتصعيد العسكري، وهي: أولاً: فشل السياسة الإيرانية التي ركّزت عقب اغتيال سليماني على ضرورة إخراج القوات الأميركية من العراق، واليوم، ومع نشر الأميركيين منظومة «باتريوت» في العراق، يتأكد فشل هذا الهدف. ثانياً: إيران كانت تسعى - من خلال بعض الوساطات - إلى رفع العقوبات الأميركية، واليوم أيقنت أن أميركا ليست بوارد رفع هذه العقوبات، فعادت للحديث عن إخراج القوات الأميركية من العراق، من دون الالتفات الى رأي الشعب العراقي حول هذا الموضوع. ثالثاً: إيران تريد أن تلفت الانتباه خارج حدودها، لأن أوضاعها الداخلية كارثية في ظل تفشي «كورونا». ويؤكد المحلل السياسي الإيراني أن «الحسابات الإيرانية ستكون خاطئة إذا ما أقدمت طهران على أي تصعيد عسكري، لأن ترامب لن يتردد بالرد، وبقوة، على أي تصعيد عسكري، خاصة أن هذا الموضوع سيؤثر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهو لن يتسامح بهذا الموضوع إطلاقاً».   تهديدات صفوي ورداً على اتهامات ترامب بأن طهران أو وكلاءها يخططون لمهاجمة أهداف أميركية بالعراق، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على «تويتر» أمس: «لا يضللكم دعاة الحرب مجددا، يا ترامب إيران لها أصدقاء لا يمكن أن يكون لأحد ملايين الوكلاء، وعلى خلاف الولايات المتحدة التي تكذب وتغش وتغتال خفية، تتحرك إيران من منطلق الدفاع عن النفس فحسب». وتابع «لا تبدأ إيران أي حروب وإنما تعطي دروسا لمن يفعل ذلك». وسبق تصريحات الرئيس الأميركي بساعات، تصريح للجنرال يحيى رحيم صفوي، المساعد العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، حذّر فيه الولايات المتحدة من تبعات «التصرفات الاستفزازية» في العراق. ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء عن صفوي: «ننصح الساسة والعسكريين الأميركيين بتحمّل مسؤولية تبعات تصرفاتهم الاستفزازية (في العراق)». وأضاف: «أي تصرف أميركي سيعد فشلاً استراتيجياً أكبر في سجل الرئيس الحالي». وفي مذكرة إلى خامنئي، قال ‏صفوي إن «وجود القوات الأميركية في ‎العراق بعد قرار البرلمان العراقي في يناير يعد خرقاً للسيادة الوطنية». وأضاف: «إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بالاتفاقيات والقوانين الدولية بعد قرار البرلمان في يناير فعليها تحمّل عواقب الوجود والاحتلال غير الشرعي والدفاع المشروع للشعب العراقي». وتابع المستشار العسكري لخامنئي: «لقد حان وقت تراجع القوة الأميركية في العالم، خصوصاً غرب آسيا. المنطقة لن تتسامح مع أي توتر جديد»، مشيراً إلى أن «انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة يجعل عملها في المنطقة أصعب. الأميركيون العاديون لا يريدون رؤية جنود أميركيين يُقتلون في المنطقة». وضع كارثي والأربعاء، حذّرت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة من «جر الشرق الأوسط إلى وضع كارثي»، في حال نشرت «باتريوت» في العراق. وكشفت مواقع عراقية أن الجيش الأميركي نشر «باتريوت» بالفعل في العراق، بعد مفاوضات مع الحكومة العراقية. وكان مسؤول عسكري أميركي ومصدر عسكري عراقي قالا إنه يتم تركيب إحدى بطاريات «باتريوت» في قاعدة عين الأسد، وفقا لـوكالة الصحافة الفرنسية. ومنذ مطلع العام الجاري، شهد العراق تصاعد حدة الاستهدافات المتبادلة بين القوات الأميركية وميليشيات عراقية، موالية لإيران.



عدد الزيارات : 813 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق