> محليات

الجاهل يتذمَّر والمثقَّف يستمتع.. في الحجر المنزلي!


الجاهل يتذمَّر والمثقَّف يستمتع.. في الحجر المنزلي!

لا شك في أن الحجر المنزلي تجربة قاسية على الجميع؛ إذ لدينا شعور غريب بأن «الحياة انتهت». ويسود التذمُّر وضيق الأفق، وتضرب الشكوى أطنابها في أرجاء المنزل الذي يُطبق على أنفاسنا! لكن للمثقفين رأياً آخر. يقول كاتب لــ القبس: إنها فرصة ذهبية لا تعوّض. ويضيف: كانت أمامي كتب عدة لقراءتها، ولم أجد قبل أزمة «كورونا» الوقت الكافي لذلك، أما الآن فالفرصة سانحة.. كما أن لدي وقتاً للكتابة والتأليف. ويتوقّع ان تصدر بعد انتهاء ازمة «كورونا» آلاف الكتب المثيرة والمفيدة، لأن «آلة الكتابة» حول العالم تعمل بكل طاقتها حالياً؛ بفضل الحجر المنزلي. إلى ذلك، قال أحد المولعين بالانثروبولوجي وعلوم الانسان والحضارات انه كان يحلم بتعلّم اللغة الصينية لأسباب مختلفة، فلم يجد وقتاً ولا دافعاً قوياً لإنجاز تلك المهمة الصعبة. أما الآن فهو يتقدّم بسرعة في تعلّم تلك اللغة المعقّدة، ويجد متعة في ذلك؛ لأن المستقبل الاقتصادي للصين، كما يقال، وهو سيكون جاهزاً للتعمّق أكثر في حضارة الصين، ماضياً وحاضراً؛ ليشرح ما يراه مناسباً للعالم مستقبلاً. وعلى صعيد السينما، صحيح أنَّ الكاميرات متوقّفة، والممثلين في الحجر، والمخرجين أيضاً، لكن كُتّاب السيناريوهات يعملون الآن بكامل قواهم الإبداعية، بانتظار أيام أفضل، لتظهر أعمالهم إلى حيز النور أفلاماً، تسبر أغوار الإنسان الجبان الذي «مات» رعباً من شيء غير منظور! ويقول عالم نفس لــ القبس إن الكتّاب والفلاسفة والمبدعين في مجالات التفكير والتأليف على أنواعها، هم في الأساس أشخاص يفضلون الانعزال والحجر. وها هي الفرصة اليوم تُقدّم لهم على طبق من ذهب.. أو من «كورونا»! ويشير إلى أن الفيروس ألهب أفكاراً كثيرة في خيالات الكُتّاب، كما أنه عطّل أفكاراً كثيرة بفعل الخوف على المستقبل والحياة. وفي كل الأحوال فإن «المثقف يستمتع في الحجر المنزلي، بينما يتذمّر الآخرون، لا سيما الأغبياء منهم»، كما يقول مازحاً! وما ينطبق على الكاتب والشاعر، يحصد فوائده أيضاً الرسام ومؤلف الموسيقى، وكل مبدع يحتاج انعزالاً لتفجير مواهبه؛ لذا «رُبَّ ضارة نافعة»!



عدد الزيارات : 912 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق