> مقالات

إفلاس تاجر خير من إفلاس دولة

كتب : خليل العريان |
إفلاس تاجر خير من إفلاس دولة

استوقفتني التغريدة التي اطلقها السيد/ صلاح خورشيد عضو مجلس الأمة من خلال حسابه في تويتر متحدثا فيها عن الوضع الاقتصادي الحالي في ظل الظروف التي يواجهها العالم مع انتشار فايروس كورونا المستجد. تلك المقولة والتي يجب ان تكون شعار هذه المرحلة وتوضع على رأس أولويات العمل الحكومي .فأسعار النفط اليوم في أدنى مستوياتها والخوف والهلع منتشر في جميع أنحاء العالم بسبب الفيروس والذي أثر سلبا على جميع أدوات وطرق الاستثمار وجعل ايراداتها وارباحها تتراجع مما ينذر بحدوث ركود اقتصادي يعقبه هزة اقتصادية وأزمة عالمية.

ومنذ سنين مضت والحكومة كريمة جدا مع التجار حيث تمنحهم العطايا والمناقصات والدعم وتنتشلهم من الغرق بعد كل أزمة مالية وتمد لهم يد العون ولكن ذلك الكرم الحاتمي يجب أن يتوقف و أن يتعلم التجار أن التجارة ربح وخسارة وليس ربح وتعويض   .
إن الظروف اليوم مختلفة عن التي واجهناها في أزمة سوق المناخ والمديونيات الصعبة في الثمانينات أو  أزمة الغزو العراقي الغاشم، فلقد تفهم الشعب تلك الظروف إن إنقاذ التجار شر لابد منه وتعويضهم هو السبيل الوحيد لإنقاذ الاقتصاد في ذلك حينه، ولكن اليوم ومع زيادة مصروفات الدولة مقارنة بالإيرادات نجد ان تعويض التجار هو مخاطرة عالية. ومن هذا المنطلق يجب على الحكومة أن تفكر بطرق غير تقليدية لإنقاذ الاقتصاد وليس تعويض التجار بشكل مباشر.

كما ان القرار الغير مدروس والذي اتخذه البنك المركزي من خلال السماح للبنوك الكويتية بمنح القروض لعملائها من الشركات بشروط ميسرة وتخفيض الرقابة عليها ومن غير ضمانات باستخدام أموال المودعين وبسقف خمسة مليار دينار كويتي هي مجازفة حيث أن القوانين تنص على أن البنك المركزي يضمن الودائع وملزم بتعويض أصحابها في حال خسارة البنك مما يعني في حال حدوث خسارة لاسمح الله فعلى البنك المركزي تعويض المودعين وعملاء البنوك أموالهم وتغطية خسارة البنك من المال العام ونحن بحاجة الي قراءة التاريخ ومعرفة ان أزمة المناخ كان احد اهم اسبابها هو عدم وجود رقابة فعليه علي القروض وتكرر ذات المشهد في الأزمة المالية في 2008 والتي اضطرت البنوك يومها إلى أخذ الكثير من المخصصات لتعويض خسائرها ويجب علي المسئولين في البنك المركزي متابعة اخبار كارثة شركة ان ام سي هيلث في دبي والتي تسببت في خسارة تقدر بمليارات الدولارات للبنوك في الامارات العربية ونرجو ان لا يتكرر ذات المشهد في الكويت.
وفي جميع الاحوال يجب أن يكون ما ذكره السيد صلاح خورشيد بأن إفلاس تاجر خير من افلاس دولة هو شعار المرحلة الذي نعمل به ، فالدولة هي الوجود الثابت والتاجر يرحل ويتغير.

عدد الزيارات : 1122 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق