> اقتصاد

بالأرقام والإحصائيات.. كيف غيّر فيروس كورونا عالم المطاعم؟


بالأرقام والإحصائيات.. كيف غيّر فيروس كورونا عالم المطاعم؟

محمد مراح -  في هذه الأوقات الصعبة التي نعيشها بسبب تفشي فيروس كورونا، كانت المطاعم هي أول الشركات التي تأثرت بشدة بهذا الوباء، فالإيرادات في جميع أنحاء العالم قد انخفضت بشكل ملحوظ، وأصبح أصحاب المطاعم والموظفون معرضون لخطر فقدان وظائفهم. يعمل حوالي واحد من كل أربعة عمال أميركيين -أي ما لايعادل 38.1 مليون من أصل 157.5 مليون-، في الصناعات التي من المرجح أن تشعر بتأثير مباشر من تفشي كورونا، وفقًا لتحليل نشره مركز «بيو» للأبحاث. ومن بين الأشخاص الأكثر ضعفاً العاملون في تجارة التجزئة (10% من جميع العمال) والخدمات الغذائية والمقاهي (6%)، وفي المجموع، توظف هاتان الصناعتان ما يقرب من 26 مليون أميركي. Onur Haytac، وهو خبير تركي عاش في الولايات المتحدة الأميركية، ومؤسس شركة Benseron Hospitality المتخصصة في توفير أنظمة نقاط البيع وتقنيات الدفع والطلب عبر الإنترنت والخدمات التجارية ذات الصلة مثل برامج الولاء ومعالجة بطاقات الائتمان، يطرح مجموعة أسئلة تتعلق بما يحدث للمطاعم جراء فيروس كورونا، ويقدم إجابات وحلولاً يمكن القيام بها للتغلب على الآثار السلبية لهذا الفيروس في مجال صناعة المطاعم. كيف غيّر فيروس كورونا عالم المطاعم؟ ● وفقًا لاستطلاع أجرته الجمعية الوطنية الأميركية للمطاعم، اضطرت مطاعم ولاية نيويورك إلى تسريح أكثر من 250 ألف شخص وفقدت ما يقرب من ملياري دولار من الإيرادات في أول 22 يومًا من شهر مارس. ● وفقًا لأحدث إصدار من سلسلة موجزات PYMNTS التحليلية انخفضت حصة المستهلكين الذين يتناولون الطعام في المطاعم بنسبة 85.2 في المائة منذ بدء انتشار الوباء، وانخفضت بنسبة 52.3 في المائة في ظرف 11 يومًا. ● وفقًا لموقع statista للتحليلات البيانية، كان الانخفاض السنوي لوجبات العشاء في المطاعم في الولايات المتحدة مذهلاً، ووصل إلى نسبة 100 بالمائة في 25 مارس 2020. ● يعتقد محللو المطاعم بأن 75 بالمائة من المطاعم المستقلة التي تم إغلاقها لحماية الأمريكيين من فيروس كورونا، لن تعود للعمل مرة أخرى. ● قدرت جمعية المطاعم الوطنية أن الصناعة بأكملها ستخسر 225 مليار دولار في الأشهر الثلاثة القادمة، وستتخلى عن خمسة إلى سبعة ملايين موظف. ما الذي حدث بالفعل للمطاعم؟ في الجو الفوضوي الذي تسبب به فيروس كورونا، أصبحت المطاعم التي قاومت لفترة طويلة تقديم الطعام باستخدام التكنولوجيا أو خدمات التوصيل، خارج الخدمة تمامًا. كان على أصحاب المطاعم تسريح موظفيهم ومواجهة صعوبات في دفع النفقات العامة الثابتة والنفقات الأخرى، وبسبب عدم وجود معلومات حول عادات وسلوكيات تناول الطعام لدى العملاء، فقد فشل أصحاب تلك المطاعم في اتخاذ احتياطات سريعة، وذلك أيضاً بسبب عدم وجود أدوات تسويق، حيث فشلوا في الوصول إلى زبائنهم المعتادين. لم تتمكن المطاعم التي لا تمتلك مهارات جمع البيانات من إرسال رسائل إلى الزبائن المعتادين لحثهم على طلب الطعام، أو وجود قوائم طعام جديدة. لم يتمكنوا من مواكبة أحدث التقنيات، وفشلوا في بناء ولاء وثقة مع العملاء، وأخيرًا، أغلقوا أبوابهم أو ما زالوا يكافحون ويواجهون مستقبلاً غامضاً. ما الذي يجب تغييره بعد فيروس كورونا؟ أسئلة كثيرة يطرحها الجميع في مجال المطاعم الآن، وللأسف، لا توجد طريقة لمعرفة الإجابات، ولكن ما نحن متأكدون منه هو أن صناعة المطاعم كما عرفناها ربما لن تعود أبدًا إلى الأيام القديمة العادية السابقة. خدمات التوصيل، عندما كانت موضع تساؤل حول الفائدة منها، أصبحت الآن جزءًا دائمًا من المشهد. من ناحية أخرى، جمع البيانات أصبح أمر لا بد منه. فمن خلاله، يقوم مشغلو المطاعم بإدارة مخزونهم بشكل أفضل، وتجنب هدر الطعام، وتحديد عناصر القائمة التي يتم الترويج لها في أوقات الأزمات. بينما تساعد برامج الولاء على كسب ثقة العملاء وخلق قيمة للعلامة التجارية، فإن التسويق الرقمي الإبداعي هو المفتاح لجذب العملاء وإبقائهم يعودون إلى المطعم حتى في الأوقات الصعبة. ما هي الدروس التي يمكن لأصحاب المطاعم تعلمها من فيروس كورونا؟ 1- البدء بخدمات التوصيل: وفقًا لاتجاهات المستهلكين الصادرة عن جمعية المطاعم الوطنية لعام 2020 ، يقول 52% من المستهلكين أن شراء الوجبات الجاهزة أو توصيل الطعام أمر ضروري لطريقة عيشهم. الآن، أصبح توصيل الطعام أكثر أهمية من أي وقت مضى. تعمل أنظمة الطلب عبر الإنترنت على إنشاء مسافة اجتماعية آمنة بين العملاء ومحركات التوصيل مع السماح للمطاعم بالحفاظ على تدفق أعمالها. لتتمكن من البقاء مفتوحًا خلال هذا الوقت، تحتاج إلى إنشاء قوائم جديدة من طعامك حتى يستمتع بها عملاؤك في المنزل. «كانليس»، وهو مطعم للمأكولات الراقية في مدينة سياتل -والذي يقدم عادةً وجبات فاخرة-، أغلق غرفة الطعام الفاخرة وبدأ في بيع البرغر من خلال استخدام خدمات التوصيل.   كتب أصحاب المطعم على موقعه على شبكة الإنترنت معلنين عن  التغييرات: «الطعام الجيد ليس هو ما تحتاجه سياتل الآن بدلاً من ذلك، هذه فكرة لخلق وظائف آمنة لموظفينا وخدمة أكبر قدر ممكن من العملاء في مدينتنا». 2- جمع البيانات: في هذه الصناعة التنافسية للغاية، يعد جمع البيانات وتتبعها لمعرفة ما يريده العملاء بالضبط أمراً مهماً جداً. إن معرفة أسماء عملائك وأعياد ميلادهم وأرقام الهاتف وعناوين البريد الإلكتروني والاهتمامات المهنية لكل واحد منهم، تجعلك تضع خطة جيدة لخدمتهم بأفضل طريقة ممكنة وتعزيز مبيعاتك في أوقات الأزمات. 3- احصل على برنامج ولاء: كيف تجمع المطاعم البيانات؟ هناك طرق عديدة لجمع البيانات من العملاء، بما في ذلك حملهم على الاشتراك في رسائل البريد الإلكتروني أو الاستطلاعات. ولكن أفضل طريقة هي تقديم برنامج مكافآت يمنح المطاعم الفرصة لجمع بيانات شراء العملاء وتتبعها مع بناء نموذج ولاء للمطعم. بهذه الطريقة، يشارك العملاء معلوماتهم طواعية لأنهم يحصلون على خصومات مختلفة أو طعام مجاني، لا تنسَ أن هذا الموقف قد يكون فرصة لك لتعميق العلاقات مع عملائك المخلصين أيضًا. 4- احصل على تكامل تسويقي: سيكون إشراك عملائك أمرًا بالغ الأهمية أثناء تفشي فيروس كورونا، مع أفضل الجهود التسويقية الممكنة، يمكنك إشراك عملائك بإرسال رسائل شخصية ورسائل بريد إلكتروني ومكالمات ونصوص وإخبارهم بموقفك وجديدك وقائمة طعامك أوحتى الاطمئنان على صحتهم، مع استخدام شعارات إبداعية وحملات ترويجية عبر الإنترنت، يمكنك البقاء على اتصال دائم معهم. 5- جرب المطبخ السحابي: مع زيادة عدد طلبات التوصيل، تتحرك المطاعم الآن نحو عمليات المطبخ السحابي، المطابخ السحابية، والمعروفة أيضًا باسم «مطابخ الأشباح» أو «المطابخ الافتراضية»، هي منشآت تجارية تم إنشاؤها لإنتاج الطعام وتسليمه لخدمات التوصيل. يمكن أن تساعدك مراكز الإنتاج الغذائي المركزية هذه، حيث تستأجر المطاعم المساحات وتجهز عناصر قائمة مُحسّنة للتوصيل، في خفض النفقات وبقائك في المنافسة. 6- بناء مركز اتصال: هل تعلم أن مراكز الاتصال في المطاعم تساعد على توفير بين  30 و 50٪ من التكاليف مقارنة بالتوظيف الداخلي، أثناء الاستعداد للفوضى يمكنك زيادة الإنتاجية وتحسين خدمة العملاء من خلال تكامل مركز الاتصال، لا تنس أن مراكز الاتصال هي أفضل طريقة لإدارة أوقات الأزمات وتحسين السرعة والدقة في تسليم الوجبات.



عدد الزيارات : 672 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق