> دولي

أيهما أفضل.. الإغلاق أم مناعة القطيع؟ للمزيد


أيهما أفضل.. الإغلاق أم مناعة القطيع؟  للمزيد

سايمون جنكنز (غارديان) - ترجمة محمد أمين - من المنتظر أن تبدأ أسبانيا والنمسا وإيطاليا والصين وربما ألمانيا والولايات المتحدة هذا الأسبوع، ولكن بتردد، العودة الكبيرة إلى الأعمال، بينما تمتنع دول أخرى عن اتباع هذه الخطوة، وربما تفرض قيوداً أشد، وستكون النتيجة أكبر تجربة جماعية استثنائية في التاريخ. يجب أن تسفر النتيجة إلى حد ما عن حسم الجدل المركزي بشأن السياسة التي ينبغي انتهاجها في التعاطي مع فيروس كورونا، ما بين مؤيد للإغلاق والقمع وتخفيف القيود وتطبيق مناعة القطيع. كما انها ستطلق لعبة لوم سياسية لاحقة: من كان على صواب ومن كان على خطأ، في هذا الشأن؟ في هذه التجربة، شيء واحد يجب أن يكون مهماً، وهو الدليل. ومن الواضح ان غياب الدليل هو الذي حدد بوضوح التنوع الواسع في استجابات السياسات في مختلف البلدان. نرى مرضاً قاتلاً محتملاً هو فيروس كورونا ذو القدرة غير العادية على العدوى. ومع ذلك، ليست لدينا فكرة عن كيفية انتقال العدوى، لأن عدم وجود اختبار يعني أنه لا يمكننا معرفة ما إذا كانت أعداد كبيرة مصابة به، أو عدد قليل فقط. العلم لا يوافق على ذلك. ليست لدينا أي فكرة عما إذا كانت نسبة الوفاة هي %5 أو %1 أو %0.3 من المصابين، وبالتالي الى أي مدى يجب ان نذهب في الاستجابة للمرض. تحت رحمة الإحصاءات الإحصاءات في حالة من الفوضى. و«معدلات» الوفيات لا تعكس عدد الوفيات. ويتم الخلط بين الوفيات و«وفيات المستشفيات». تسلط العناوين الضوء على «معظم الحالات لكل دولة» أو «معظم الوفيات لكل دولة»، وليس على نسبة الوفيات لكل مليون. ومع ذلك فنحن تحت رحمة هذه الإحصاءات. ليس من المستغرب أن يفسح العلم المجال لتقدير الأحكام. وتختلف في ذلك الأنظمة الاستبدادية عن الأنظمة الليبرالية. وتتم مقارنة البلدان التي تخضع للإغلاق التام (أسبانيا وفرنسا) مع الدول التي تمارس التباعد الجسدي (السويد وكوريا) وتلك التي لا تفعل أياً من هذه ولا تلك مثل تركيا والبرازيل. وكما كتب ديفيد مكوي في الغارديان الأسبوع الماضي، ليست لدينا ببساطة نماذج للموازنة بين «الأضرار المباشرة والواضحة والدرامية للفيروس، والأضرار الاجتماعية والاقتصادية المزمنة والكامنة وغير المباشرة للإغلاق». أفترض أن الأدلة الصعبة ستبدأ الآن في الظهور. سيكون هناك طيف مقارن واسع من القيود والضوابط. يجب أن نعلم إلى أي درجة كانت أقنعة الوجه والتباعد لمترين فعالة، في مقابل العزلة الجماعية والانهيار الاقتصادي. حتى الآن، هناك نقص كبير في مثل هذه الأدلة. لكن سنجدها على ارض الواقع، قريبا، في مصانع العالم وعلى أرصفته. لقد تعرض الاقتصاد لضربة قاسية الشهر الماضي، لأنه معروف بوضع «المال قبل الأرواح». لكن كل الخيارات تكلف حياة، وهذا هو السبب في أن الحكم السياسي انتقل إلى مركز الصدارة. لقد دمرت الأعمال وتحطمت الأحلام والناس لا يزالون يموتون. الأمر أشبه بسائق ينحرف عن الطريق اثناء القيادة، فهل يتجنب وفاة شخص واحد الآن، على حساب خمس وفيات على بُعد مسافة أمتار من الطريق؟ الفكرة مبتذلة لكنها صحيحة. الوقت وحده سيخبرنا، لكن هذا الوقت يبدأ الآن. تتمثل المهمة في التدقيق في فحص الأدلة والسماح لها بالإفصاح عن الحقيقة، وليس فقط الحقيقة التي نحب سماعها!



عدد الزيارات : 636 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق