> مقالات

باعوا فلسطين .. فهل هم مسلمين ؟

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
باعوا فلسطين .. فهل هم مسلمين ؟


تعيش اليوم شعوب العالم حالة من الإختناق بسبب الإجراءات التي تتخذها الحكومات من حظر جزئي وحظر كلي وتباعد إجتماعي وذلك لمواجهة وباء كورونا، والأكيد أن هذه الإجراءات تم اتخاذها لحماية الشعوب من الوباء إلا أنها لم تحتملها وأخذت تتذمر منها مع إنها من صالحها. من جهة أخرى يقع الشعب الفلسطيني تحت الحصار منذ سنوات، وليس في هذا الحصار أي مصلحة له. وبين الحظر الذي يقوم به البعض على الشعوب، والحظر الذي فرضه رب العالمين على الناس جميعاً مسافة بعيدة حتى وإن تشابه في بعض تفاصيله "وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم".
لقد تخلت بعض الحكومات العربية عن القضية الفلسطينية لعقود طويلة، بل إن بعضهم باع فلسطين وتقارب من حكومة ما يسمى إسرائيل وذلك لاعتقاده بأن القوة والاستمرار في الحكم يُستمد من الناس خاصة أولئك الذين يتمتعون بقوة ظاهرية مثل إسرائيل .. ومن خلفها أمريكا، في حين أن المؤمنين لا يستمدون النصر إلا من الله تبارك وتعالى، فإن كانت بعض الدول العربية قد ضلت الطريق فإن من الواجب إعادتها لجادة الصواب، إلّا إذا كان إسلام هذه الدول ظاهرياً فقط وفي قلوبهم يحملون الكفر فهذا شأن آخر، أما إذا كانوا مسلمين فعلاً فالأكيد أنهم قرأوا قول الله تعالى "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاةً ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير" (آل عمران 28)، فالخير هو أن لا تدخلوا بتحدي مع الله تبارك وتعالى.
إن رسالتي في هذه المقالة ليست لإسرائيل فهي زائلة لا محالة، وهذه القناعة غير قابلة للنقاش. إنما رسالتي للمسلمين أنفسهم أو من يُطلق عليهم مسلمين، إن كنتم قد ساهمتم بخنق فلسطين بالحصار ودعمتم بذلك إسرائيل فها هو الله قد فرض عليكم حصار من السماء وها أنتم تعانون اليوم بسبب كورونا مما عانى منه الشعب الفلسطيني لعقود بسبب مؤامراتكم، فإن لم تغيروا من سلوككم كمسلمين، فأبشروا بعذاب أشد وأكبر، واعلموا أنكم غير معجزين في الأرض.
في الختام لا يسعني إلا أن أتوجه بتحية لمقام سيدي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ولحكومة الكويت التي وضعتنا في مواجهة الكيان الصهيوني اللقيط ولم تقبل الركوع كالكثير من الحكومات التي يُطلق عليها إسلامية، وقريباً إن شاء الله سنصلي في القدس.

عدد الزيارات : 1932 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق