> مقالات

علب السردين .. الخطره ..

كتب : خليل العريان |
علب السردين .. الخطره ..


ظهرت مؤخرا على السطح الكثير من المشاكل والعوائق والتي تدل على أن الحكومة أمام تحدى كبير وبحاجة إلى قرارات مصيرية لكي تتجاوز هذه المرحلة بنجاح. وربما يكون ملف العمالة هو الملف الاصعب فهو مرتبط بالمقيمين في دولة الكويت والتركيبة السكانية واحتياجات السوق من الأيدي العاملة سواء كانت حرفيه او مهنية، آخذين في الحسبان علاقات دولة الكويت الدبلوماسية مع جميع الدول التي تنتمي لها هذه العمالة، ولكن من المؤكد والذي اتفق عليه الجميع بأن لدينا مشكلة يجب العمل على حلها..
هناك حاجات للسعادة الإنسانية، قد يأتي المال والغذاء في قمة الاحتياجات ثم الملبس وبعدها المسكن، واذا ركزنا علي موضوع السكن نجد أن منطقة جليب الشيوخ فيها اليوم تقريبا 300 الف نسمة ومنطقة المهبولة فيها 200 الف نسمة ومجموعها يعادل اكثر من 12% من تعداد سكان دولة الكويت، متمركزين في تلك المنطقتين ودليل علي سوء توزيع الكثافة السكانية في الكويت .. وجليب الشيوخ بحد ذاتها فيها الكثر من المشاكل والعوائق والتي تحتاج لمجلدات لشرحها، وهنا نكتفي بالقول بأنها قنبلة قد تنفجر في اي وقت وربما شاءت الأقدار ان يأتي هذا الوباء ليكشف الستار عنها ويحذرنا منها..
إن كان القضاء علي تجار الإقامات موضوع شبه مستحيل لأسباب كثيرة وعديدة يطول شرحها، الا انه يجب على الحكومة أن تعالج تكدس العمالة وتمركزها في بعض المناطق،  فرجال الاطفاء يتعاملون مع الحرائق الكبيرة بتفكيكها الى أجزاء ومن ثم مكافحتها والقضاء عليها وتلك هي مشكلة العمالة والتي تشبه البركان الخامد لا نستطيع التنبؤ بموعد ثورته والتي حينها تحرق الصخور مع الحمم البركانية اليابس والأخضر ..
وهنا نؤكد انه يجب فورا العمل على تفكيك منطقتي جليب الشيوخ والمهبولة وبنيد القار والمناطق الاخرى ذات الكثافة العمالية السكانية وتوزيعا علي جميع المناطق بطرق مدروسة من قبل هيئة القوى العاملة سواء من خلال مدن عماليه فيها شروط الأمن والسلامة واحترام البشرية والذين كدسهم تجار الاقامات كعلب السردين في مساحات صغيرة جعلوا منها بؤرة للممنوعات والأمراض ..
إن الأخبار المتناقلة اليوم عن إغلاق بعض الجمعيات والإدارات الحكومية بسبب اصابه أحد موظفيها أو العاملين عليها بفيروس كورونا ،هو خير دليل على انه يجب على الحكومة حل مشكلة علب السردين فورا ويجب ان توفر الجمعيات التعاونية سكن للعاملين فيها في كل منطقة وربما قريبا منها، حيث هناك مساحات شاسعة داخل المناطق السكنية يجب استغلالها بالصورة الأمثل . وربما يظن البعض ان فيروس كورونا المستجد قد تسبب بالدمار سواء الاقتصادي او غيره للعالم ولكن من وجهه نظري جاءت العاصفة لتحذر من عاصفة اكبر قادمة فنسبة الوفيات بسبب فيروس كورونا لم تكن مخيفة ..
يجب علينا ان نحذر من فيروسات أخرى قد تكون اشد فتكا بالبشرية وربما تكون الكارثة من علب السردين قاتله في ذلك الوقت.

عدد الزيارات : 1137 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق