> محليات

مواطنون و«بدون»: مستعدون لقيادة «التاكسي» إذا دعمتنا الدولة


مواطنون و«بدون»: مستعدون لقيادة «التاكسي» إذا دعمتنا الدولة

مع تفاقم أزمة كورونا في البلاد وتوقف الأعمال بسبب الإجراءات الاحترازية، انبرى شباب الكويت وشمروا عن سواعدهم في الأزمة، فمارسوا أعمالاً لم يعتادوا على ممارستها في السابق، واعتلوا مهناً كانت حكراً على المقيمين لعشرات السنين، الأمر الذي فتح باباً للأمل في استثمار ثروة الوطن البشرية من أجل تعديل التركيبة السكانية. ومع دعوة القبس في عددها أمس للشباب لاقتحام مجالات العمل التي كانت محتكرة من قبل بعض المقيمين، تفاعل مواطنون و«بدون» مع الدعوة مؤكدين استعدادهم لقيادة الناكسي إذا قدمت الدولة لهم الدعم اللازم. وإذ أطلقت دول عربية وأجنبية سياسة توطين وظائف النقل من التاكسي الجوال أو العامل عبر تطبيقات الهواتف مثل «أوبر» و«كريم» لتكون حكراً على المواطنين، صعد نجم المطالبات في الكويت لإعادة المجد للتاكسي البرتقالي الذي كان مصدر دخل لكثير من المواطنين في الماضي في ظل استغلال الكثير من تجار الإقامات لسائقي التاكسي من المقيمين في بيع الرخص والإقامات علاوة على مشكلات كثيرة أخرى كشفتها أزمة كورونا. وتتوازى المطالبات بتسهيل جمع المواطنين بين وظيفتين في القطاعين الحكومي والأهلي لإتاحة الفرصة أمامهم لخوض غمار حرفة جديدة، مع مطالبات مماثلة من الحكومة بتقديم دعوم مالية ومزايا تفضيلية لكل من يبتغي اقتحام مجال الحرف المنتجة، مع اضطلاع كل مؤسسات الدولة بدورها في تغيير الثقافة السائدة لتصبح داعماً لكل من يعمل في هذه المهن. لا يعمل إلا 7 كويتيين فقط في مجال عمال النقل والشحن والتفريغ مقابل آلاف المقيمين، وفق إحصاءات صادرة عن الهيئة العامة للقوى العاملة تتناول قوة العمل الكويتية والموزعة حسب أبواب المهنة وفئات العمر، كما لا يتجاوز عدد الكويتيين في المهن والحرف الإنتاجية والخدمات والموزعة على 24 بنداً 1340 فرداً. ويؤكد خبراء اقتصاديون التقتهم القبس إمكان أن يعمل الكويتيون في الحرف المختلفة والمهن المتنوعة التي بينت الأزمة الحالية وفي الغزو العراقي أهمية وجودهم فيها نظراً إلى أن هناك نقصاً في العمالة أحياناً في المصانع وأعمال الاستيراد والتصدير وغيرها، الأمر الذي يحقق مردوداً وعائداً اقتصادياً للأفراد والدولة ويحقق تطلعات الدولة في زيادة الكويتيين في القطاع الخاص وإعادة التركيبة السكانية إلى مسارها الصحيح. ويرى الخبير الاقتصادي علي العنزي أن دخول العنصر الكويتي في القطاعات التي كانت مغلقة على المقيمين له فائدة كبرى، فتلك المهن أو الوظائف الانتاجية ذات مردود كبير وقيام الكويتي بها بنفسه سيرفع دخله بنسبة كبيرة. ويشير إلى أن الحرف والأعمال الحرة تحقق مردوداً مالياً مرتفعاً للمواطنين، كما أن الاقتصاد الوطني يكسب بعامل مواطن مساهم في الناتج المحلي الاجمالي، مبينا أن الحكومة يمكنها زيادة الإعانة او بدل العمل المدفوع للمواطن في القطاع الخاص حسب الشهادة الجامعية ودعم المهن والمواد العلمية ذات التخصصات التي ترفع من أعداد المواطنين في المهن النادرة والشاقة بعيداً عن المهن المكتبية التي يقبل عليها الكثيرون. ولفت العنزي إلى أن «المواطن الكويتي كان يعمل في مهنة التاكسي سابقا، وهو المعروف بالسيارة البرتقالية، التي اندثرت الان، لكن يمكن اعادتها وتوزيعها على الشباب او العمل في مهن المطاعم والتوصيل وغيرها ويحقق اهداف الكويت المنظورة لتحقيق التنمية في 2035 نظرا إلى أنها تخفف من الباب الأول وهو بند الرواتب ويحول العمالة من القطاع الحكومي للخاص». وذكر أن كثيرا من الدول تغلق بعض الاعمال وتحولها لتكون لمواطنيها فقط «فوظيفة التاكسي في بعضها مقصورة فقط على المواطنين رغم أن الاجانب فيها كثر وبالملايين». كل الجهود والرغبات في توجيه الكويتيين نحو الوظائف والمهن والحرف الشاقة او الصعبة تحتاج خططا وتسهيلات حكومية، بدءا من زيادة الدعم المالي لها وفق آليات معينة واجراءات تخص الوظائف بعينها الى جانب حملة سياسية اعلامية تثقيفية للمجتمع حول اهمية هذه المهن وقبولها بحسب ما قاله الخبير الاقتصادي ميثم الشخص. وأفاد الشخص بأن «الحملات الاعلامية والسياسية التثقيفية ستساهم في حث الكويتيين للعمل في الوظائف والمهن المختلفة وفك احتكار بعضها من قبل العمالة الأجنبية نظرا إلى أن الوظيفة بالأصل محتكرة من قبل تجار الإقامات والتي تستغلها وتبيعها على الأجانب». ويبين أن «أزمة كورونا كشفت عن اهمية وجود المواطنين في كثير من الوظائف، لكن يجب ان يسبق ذلك توجيه لمخرجات الدولة التعليمية إلى الوظائف المطلوبة في السوق واقتناع الطلبة لدراسة تخصصات تدفعهم للعمل الحر في مجالات متعددة تحقق الغاية المطلوبة اقتصاديا». ويلفت الشخص إلى أن «توطين الوظائف خطوة سبقت بها بعض دول الخليج الكويت منها ما أعلن في سلطنة عمان والسعودية»، مبينا أن «الفكرة العامة في الكويت حول عدم قبول بعض الوظائف يمكن ان تتغير بعد بيان وجود قبول لبعضها سواء في الازمة الحالية او خلال الغزو العراقي الذي اثبت الكويتي حينها قدرته على العمل في وظائف مختلفة». فرص عمل تزيد دخل الشاب الكويتي اعتبر مواطنون شباب في حديث مع القبس تخصيص خدمات التاكسي الجوال لهم «فرصة حقيقية لفتح باب راتب جديد اضافي يزيد الدخل الشهري». وأكدوا أن «من يرد العمل الجاد لا يلتفت إلى النظرة المجتمعية، حيث كان الكثير من الكويتيين قديما يعملون في قيادة التاكسي ويتجمعون في عدة نقاط في العاصمة لنقل العمالة إلى مقار سكنهم وبشكل جماعي»، داعين إلى «الاستفادة حاليا من التطور التكنولوجي في تخصيص مركبات حديثة وتوزيعها على المحافظات من خلال التطبيقات الذكية مثلما تم مؤخرا من توطين لهذه الخدمات كما في السعودية والاردن ومصر». وبينوا أن «وجود الكويتيين في مثل هذه المهن يعزز الثقة بين المواطن والراكب وربما يغني مستقبلا عن وجود السائق لدى كثير من الأسر». تاكسي للبنات فقط   تلقت القبس ردود فعل مستحسنة لما طرحته في عددها امس من دعوة لأن يقتحم الشباب الكويتي مجالات العمل التي كانت محتكرة من قبل بعض المقيمين، لما فيه من فائدة لهم برفع مدخولهم الشهري، وللوطن بهدم لبنة من لبنات اختلال التركيبة السكانية. وأعرب مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي الكويتيون والخليجيون عن الحماسة والرضا بما جاء في خبر القبس المعنون «فرصة حكومية تاريخية: شباب كسر الخجل»، مؤكدين أن «العمل ليس عيبا ويمكن الاستفادة من الخبرات والجهود من الشباب الكويتي في عدد من الوظائف». وفي هذا السياق، قالت أم عادل «ان الاستفادة من تجربة الدول المجاورة ليست عيبا فهو يساهم في تسكير مكاتب التاكسي وقصر العمل فيها على الكويتيين أو البدون والاستغناء عن عمالة هامشية كبيرة كما انه يخفف الزحام». وفي حين قال آخر «إن العمل في وظيفتين شيء جيد، حيث يمكن للسيدات العمل في تاكسي للبنات فقط عبر التطبيقات الذكية»، بين فيصل الكندري ان «العمل في مجال التاكسي يمكن أن يكون جيدا للمتقاعدين ومن خلالها يستفيدون ويعدلون من دخلهم ويخففون الازدحام المبالغ فيه من التكاسي الجوالة». ولفت صاحب حساب المطيري 90 إلى أنه يعمل في النفط ولا مشكلة لديه في ان يقوم بعمل اضافي كسائق تاكسي «لكن المشكلة تكمن في العقلية القائمة منذ الصغر التي تقول إن الكويتي لا يشتغل بأي مهنة، لكن أزمة كورونا علمتنا الكثير ما يستدعي فتح المجالات للمواطن او البدون للعمل في مهن كثيرة».

عدد الزيارات : 492 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق