> محليات

هل يبلّغ الجار عن جاره المخالف للحجر؟


هل يبلّغ الجار عن جاره المخالف للحجر؟

يشكل إبلاغ الجار السلطات المعنية عن جاره الذي لا يلتزم بقرارات الحجر والحظر حالة من الصراع الأخلاقي بين مراعاة الجيرة والقيام بالواجب الذي قد يتسبب في خصام بين الجيران والمعارف لسنوات، فضلاً عن الحرج الاجتماعي الناجم عن ذلك رغم أنه يأتي وفق القانون الذي يحرص على صحة المجتمع. وفي تأكيد على أهمية الإبلاغ عن منتهكي الحظر أو الحجر، اعتبر العديد من المتخصصين في طب العائلة وعلم الاجتماع والشرع لـ القبس أن الإبلاغ عنهم واجب وطني لحماية الجميع ومنع انتشار العدوى بوباء كورونا. يرى المختصون أن النصيحة بالحسنى يجب أن تكون موجودة أولاً، وإن لم تنفع فالإبلاغ وقتها يكون وسيلة لا بد منها، لأن الحرج وترك الجار المخالف على مخالفته سيتسببان في كارثة سيشاركه فيها من تستر عليه.وفي موازاة ذلك، أكد العديد من المواطنين أنهم يحرجون ويترددون في الإبلاغ عن جيرانهم؛ بسبب الأعراف ومراعاة الجيرة، لافتين إلى أن الحال إن تكرر ودامت التجمعات المخالفة فسيبلغون حفاظاً على سلامة الجميع. ضرورة صحية صحياً يؤكد استشاري طب العائلة ورئيس مركز العدان الصحي د. خالد الزايد، أن الإبلاغ عن أي شخص مخالف للحجر أمر ضروري من الناحية الصحية أولاً، وأيضاً من الناحية القانونية والشرعية والوطنية، سواء كان جاراً لك أو لم يكن. وبين الزايد أن «البعض قد يتحرج من هذه النقطة، ولكن لنفكر فيها من ناحية الضرر الحاصل، فهل ترغب في أن تكون مشاركاً فيه؟»، مضيفاً: «لنتخيل لو أن البعض يعلم أن له جاراً خالف الحجر وخرج ولم يبلغ عنه، وكان هذا الجار مصاباً بالمرض، وبعد خروجه ذهب واختلط بغيره ثم تسبب بفعله هذا في إصابة الكثير غيره وربما وفاتهم، فهل يتحمل أن يشاركه في هذه الجريمة؟». وفي السياق ذاته، أكد اختصاصي طب العائلة د. أحمد عبدالملك أن هناك توصيات رسمية تمنع التجمع في الدواوين وتمنع حتى الزيارات بين الاهل «فما بالك بان تكون تجمعات بين اصدقاء؟»، مشددا على أن هذه المظاهر «ممنوعة من الدولة ومجرمة قانونيا خلال هذه الفترة لخطورتها في نشر الوباء والاختلاط وهناك عقوبات عليها». وفي الوقت ذاته، بيّن عبدالملك «عدم وجود توصيات رسمية في حال رؤية جارك يكسر قوانين الحظر بالابلاغ عنه ولم يتم تعيين الجار مراقبا ومخبرا عن جاره»، مع أن «مصلحة المجتمع والمصلحة العامة مقدمتان على أي مصلحة فإذا كان التجمع من دون إذن فهو مخالف للقوانين ويضر بمن تجمعوا وبالمجتمع». وبين انه «من الممكن عدم التسرع بالابلاغ وان يتم نصح الجار بالحسنى بأن التجمعات بالاصدقاء في الديوانية قد تضر به وبأهله، وإذا لم يتجاوب وتكرر الموضوع يتم الابلاغ عنه بعد استنفاد كل فرص النصح والمحاولات معه حفاظاً على صحة ومصلحة الجميع». درء مفسدة وشرعا، أكد استاذ علم الفقة المقارن والدراسات الاسلامية داوود بن عيسى ان «درء المفاسد أولى من جلب المصالح، ويجب ان ينكر المنكر بالنصح والارشاد اولاً». وقال ابن عيسى «ما نمر به من تراخ في تطبيق الاوامر والتوجيهات الحكومية الصحية يجعل الإنسان في موقع حرج من اهله وجيرانه، فإن كان يعلم أن جيرانه يخالفون التوجيهات الصحية التي لها اثر سلبي في المجتمع فيجب أن ينهاهم وينصحهم عبر مراحل». وذكر ان «على المرء ان يوجه جاره بما امر الله به وهو الحفاظ على النفس والمجتمع من تفشي وباء كورونا والا يصيب احداً بأذى ان انتصح فبها ونعمت، وان لم ينتصح وعاند وكانت هناك خطورة على البلاد والعباد، فعليه الابلاغ مع تجنب الفتنة والقطيعة بينهما مع عدم معرفة جاره بمن ابلغ عنه». ومن الناحية الاجتماعية، يقول عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت د. حمود القشعان «يجب ان يتم الابلاغ عن المخالفين بل إن من يتستر على مكمن الخطر يخالف مبادئ المواطنة، كما ان من يتستر على من يخالف القانون وتوصيات الحكومة كمن يتستر على عدو مخفي». وشدد القشعان على ان «الالتزام بالتوصيات الصحية في الفترة الحالية امر واجب، فلا يمنعنا العرف الاجتماعي من مراعاة المصلحة، فالوطنية هي ان نلتزم ويجب ان نكسر الاعراف البالية»، مطالبا بضرورة «نزع عباءة الاعراف، فالأعراف لا تبني وطنا»، كما ان «التستر على من يكسر الحظر ضد مصلحة المواطنين والوافدين، وعلينا ان نكون يداً واحدة». النصح أولاً وعلى صعيد المواطنين، قال ابراهيم البريمي ان الابلاغ عن الجار يسبب حرجاً كبيراً ومانعاً للتدخل في ما قد يقترفه الجار من كسر لقانون الحظر، مفضلا أن ينصح جاره اولاً ان وجده مخالفاً للقانون، وان لم يلتفت للنصيحة فسيبلغ عنه، لكنه سيكون حريصا على ألا يعلم جاره بذلك، «لان هذا الموقف سيكون صعباً للغاية».   ويؤكد فهد النجار ان «الابلاغ عن الدواوين بعيداً عن التقاليد او حقوق الجيرة امر لا بد منه، فإذا لم يخف جارك على منزله وأهله، فعليه أن يخاف على جيرانه، فمن الممكن ان تنتقل إليهم العدوى بسبب التجمعات التي لا داعي لها». تساؤل دعا الزايد إلى رؤية المسألة من منظور آخر، حيث «قد يختلط شخص ما بك لأي سبب كان سواء بالعمل أو التسوق مثلا، ثم اكتشفت بعدها أنه مصاب ونقل لك المرض، فما ردة فعلك؟». نحن في سفينة قال القشعان «إننا اليوم نحارب فيروساً مخفياً وغامضاً، فإن لم نتكاتف فسنتضرر جميعا، كأننا في سفينة اذا خرق احد جدارها فسنغرق جميعاً، لا سيما أن اعداد الإصابات في تزايد، والسبب هو المخالطة». لا إفراط أوضح النجار أن «بعض الدواوين في البلاد تم الابلاغ عنها من قبل جيرانها وبسرية من دون علم أصحابها، وهذا ما تؤكده الداخلية في حال الابلاغ»، منبهاً إلى أن «الابلاغ عن سيارة واحدة حال وجودها عند ديوانية أحدهم أو عن تواجد أهل صاحب المنزل أمر مرفوض، لكن إن كان تجمعاً كبيراً ومتكرراً، فيجب ان يتم الابلاغ فوراً». بلا تردد لن يتردد أحمد الكندري في الابلاغ عن جاره اذا رآه مخالفاً للقوانين واكتظ ديوانه بأصدقائه وتحول الى بؤرة للمخالطة التي قد تتسبب بكارثة، مشيرا إلى ان «هناك اتفاقا في الشارع لجميع الجيران بعدم المخالطة او تبادل التهاني او دخول الدواوين منعاً للاحراج، اضافة الى عدم التجمع في الدواوين اثناء فترة الحظر للتصدي لاي مخاطر».



عدد الزيارات : 609 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق