> منوعات

الحداد: «التعايش مع الوباء» فرصة لإزالة الصدأ عن النشاط الثقافي


الحداد: «التعايش مع الوباء» فرصة لإزالة الصدأ عن النشاط الثقافي

رب ضارة نافعة».. هكذا يمكن أن يقال في شأن ما شهدته بلاد عديدة من حظر جزئي أو شامل، مع احتجاز الناس في بيوتهم بعد سنوات اعتادوا فيها على البقاء ساعات طويلة خارج المنزل إما للعمل أو للارتباطات الخاصة أو حتى لتناول الأطعمة. فيما يتعلق بالكتّاب يبدو أن الحظر بدا مثاليا.. هدوء وصمت وعودة إلى الذات. الكاتبة والباحثة فتحية الحداد قالت لـ القبس عن فترة الحظر: الحركة في العالم الافتراضي سهلت موضوع الحظر، بل همشت جانبا من التزاماتنا خارج البيت، وكانت فرصة للعودة إلى مشاريع في الكتابة كنت وصلت فيها إلى مرحلة متقدمة، منها: كتاب عن «مجلة كاظمة»، وآخر عن مجلات «الصحة المدرسية»، ونص للشاعر فائق عبدالجليل وغير ذلك. ■ هل ثمة شكل جديد على الأنشطة الثقافية أن تتهيأ له في إطار فكرة التعايش مع الوباء؟ ــ الوباء كان فرصة للتعرف على فنانين ودور ثقافة تواصلت مع الجمهور بعد أن اختفت الحدود الجغرافية. الموسيقيون في ايطاليا اجتمعوا على منصات التواصل، وبرأيي خلقوا مفهوما جديدا للتناغم بين العازفين، وكانت مبادرتهم محفزة لموسيقيين في الكويت وغيرها. لن أسمي ذلك تعايشا مع الوباء، ولكن تأقلما مع الوضع. الذي عرفته من صديقة بوسنية أنهم حتى أيام الحرب كانوا يخاطرون ويلجؤون إلى السراديب لحضور أمسيات موسيقية كانت بالأصل جزءا من حياتهم أيام السلم، لهذا فالأمر متعلق أيضا بثقافة الشعوب. الثقافة والأسفار ■ اعتدتِ أن يكون السفر رافدا أساسيا لأفكار ومشاريع، كيف تنظرين إلى الموضوع الآن؟ ــ السفر رافد ثقافي لكن المعرفة نفسها أضحت مرتبطة بالتقنيات. تغير مفهوم «الانتقال والترحال»، خاصة أن المتاحف والمعارض متاحة في العالم الافتراضي. في هذا العالم لن يتقيد الزائر بساعات الزيارة ولا بطوابير الانتظار، والذي كان يزور الأسواق في السفر لم يحرم التبضع بنظام الأونلاين، ومن كان يقصد المسرح في السفر وجد دور الثقافة العريقة تقدم عروضها على النت، بل تفتح باب التبرع للمسرحيين أيضا. المسارح التي عرفت أهمية الأرشيف وكيفية بناء البيانات والوصول إلى المواضيع والصور والأفلام، وهذا الأهم، تواصلت مع الجمهور، وهناك ما يشبه الحملة لدعوة الناس الى المشاهدة. المسرح الوطني في بريطانيا، وأيضا مسرح جلوب Globe، لجأا إلى الارشيف، فالأخير عرض مسرحية «هاملت» بنسخة مميزة رأينا فيها عدم التزام مصمم الأزياء والمخرج بالأزياء الكلاسيكية الخاصة بمحيط هاملت وزمنه، فكان الخلط بين الأزياء قفزة تعبر عن رؤية فنية. في هذا العرض أدت دور هاملت امرأة نجحت في تمثيل قضية انسانية تناولها شكسبير مما عكس مغايرة في تأويل النص واعادة انتاجه، ويعد تحديا ثقافيا يندر أن نراه في عروضنا المحلية أو نقترحه على مسؤول ليستضيف الفرقة، إما لعدم قناعته أو لأن مسارحنا المحلية غير مؤهلة لاستقبال عروض تتطلب تقنيات عالية.   أما بالنسبة إلى الندوات فقد أثبت الأفراد تفوقهم على المؤسسات الرسمية، فاستضافت المنصات الافتراضية على «الانستغرام» وغيره مناقشات الرواية والشعر وثقافة السفر أيضا. خلال أسابيع الحظر اكتشفنا أن هناك آليات تحتاج إلى تحديث مما يحفزنا لتبني مبدأ «اللاعودة» إلى القديم من الأنشطة الثقافية إلا لتغييرها أو إزالة الصدأ عنها على الأقل.



عدد الزيارات : 729 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق