> مقالات

التجميد المؤقت قد يطفئ نار الكويت ومصر ..


التجميد المؤقت قد يطفئ نار الكويت ومصر ..


من اكثر العوارض الجانبية لأزمة كورونا ألماً تلك الحرب الكلامية المؤسفة والمزعجة بين طرفين اختارا الغاء القيم والروابط التاريخية والإنسانية التي ربطت بين شعبين متأقلمين كالشعب الكويتي والمصري ولعبا على مكامن يعتقد انها نقاط ضعف ضد الطرف الآخر، مما نتج عن الفاظ ومفردات واحقاد دفينة خرجت كلها في وقت واحد ليكون مشهداً مقززاً ومؤلماً !!...
ولكن كيف وصلت الامور لهذه الدرجة من الكراهية ؟؟...ولماذا ؟؟؟ ...ومن المسئول ؟؟؟...ومن المستفيد ؟؟..
ربما يمكننا الاستدلال على ذلك من خلال استعراض سريع للعلاقات بين البلدين تاريخياً..فمصر والكويت كان بينهما علاقات عادية جدا مع قليل من التبادل الثقافي والتجاري حتى ثورة 1952 وتولي الراحل جمال عبد الناصر رئاسة مصر . وبسبب الفكر الناصرى القائم على العروبة والنهوض بالبلدان العربية، بدأت العلاقات بين مصر والكويت بالازدهار على جميع الاصعدة، ومن اهم اسباب الازدهار هو ان المصري الذي قدم للكويت في تلك الفترة كان يعمل بدوافع قومية رسخت فيه في بلاده ...بمعنى آخر كان المصري يؤمن ان اي نجاح للكويت هو نجاح لمصر وللعرب.
وظلت حالة المودة بين البلدين لسنوات وعقود عدة حتى معاهدة كامب ديفيد التي قاطعها العرب وجمدت على اثرها عضوية مصر في جامعة الدول العربية، ليقع اول خلاف بين مصر والكويت لاسيما بعد خروج الراحل انور السادات بعباراته الشهيرة ضد الكويت التي وصفها بشكل غير لائق وتسجيلات اليوتيوب تشهد على ذلك، ولكن المشكلة الحقيقة لم تكن كلمات السادات المؤثرة بقدر زرعه عقيدة ان المصريين ليسوا عرب ولكن فراعنة والتي رددها في اكثر من مناسبة!!! .
وما ان اعيدت المياة الى مجاريها في مطلع الثمانينات وعودة مصر الى  العضوية العربية حتى بدأت الأيدي العاملة والخبراء بالتوافد الى الكويت مجدداً، إلا ان العقلية المصرية لم تنظر للكويت من منطلق قومي هذه المرة  بقدر ما هي الا بلد يذهب اليه ليجمع المال باي طريقة ويعود لبلده، ليحدث انقلاب تام في ذهنية الإنسان المصري اتجاه الكويت بعد ان اصبح فرعوني وليس عربي !!!..
ونتيجة لتلك العقلية ومفاجئة الإنسان الكويتي بالتغير في العقلية المصرية بدأت الحواجز تظهر وغابت العاطفة في التعامل وقد اقول غاب الصدق ايضا، لتصل الامور الى احداث خيطان الشهيرة التي فشلت الحكومة الكويتية في اداراتها سياسياً، واستغلتها الحكومة المصرية انذاك كنوع من الدعاية للتمسك بسلطتها المهزوزة امام شعبها. ومنذ ذلك الوقت لم تعد العلاقات بين الشعبين كما كانت حيث يرتدي كل منهما قناع امام الآخر، لنصل الى كورونا التي اخرجت كل شئ على المكشوف .
لم اكن اريد ان اتطرق الى الامور العسكرية بين البلدين لانها في هذا الوقت بالذات ستفتح باب من غير اللائق فتحه بين اشقاء يتفضل كل منهما على الآخر بكلام لا طعم له مثل ( احنا حررنا الكويت ) وبالمقابل ( لولانا لفلست بلادكم )...ولكن لدي طلب رغم مرراته إلا أنني أرجو أن يسهم في نزع فتيل الحرب بين الشعبين...فلابد من تجميد العلاقات بين البلدين (مؤقتا)، واعطاء كل طرف مهلة لنفسه يراجع فيها اوراقه ويعيد ترتيب نوعية العلاقات مستقبلا مع الحرص على تجنب أخطاء الماضي..خلاف هذا الكلام معناه ان صوت الجهل سينتصر والأمور ستزداد سوءا وقد يصل الأمر الى أحداث تقزم ما حدث في خيطان ..

عدد الزيارات : 1866 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق