> فن وثقافة

واسيني الأعرج لـ «القبس»: سأقاضي الشركة المنتجة ومؤلف مسلسل «النهاية»


واسيني الأعرج لـ «القبس»: سأقاضي الشركة المنتجة ومؤلف مسلسل «النهاية»

القاهرة - محمد عبدالناصر - فجر الروائي الجزائري واسيني الأعرج مفاجأة مدوية عندما أعلن عن سرقة عمله «حكاية العربي الأخير 2084» في مسلسل «النهاية» المصري، الذي بُث في شهر رمضان الماضي على فضائية ON المصرية، والتي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية حول مفهوم الملكية الفكرية والسطو عليها، القبس تواصلت مع الروائي واسيني الأعرج المتوّج بعدة جوائز عربية وعالمية، ومؤلف المسلسل السيناريست عمرو سمير عاطف، الذي كتب أول عمل في الوطن العربي يقدم فكرة الخيال العلمي في الأعمال الدرامية. ■ لنبدأ من النقطة التي أثرتها أخيراً.. كيف عرفت بأن هناك عملا تلفزيونيا اقتبس حبكته من روايتك كما اتهمت صناع مسلسل «النهاية»؟ - «مثل الأطرش في الزفة»، كنت تقريبا الوحيد الذي لم يكن يعلم بالمجزرة التي مارستها جماعة المسلسل، وبالخصوص الكاتب الذي بدل أن يدافع عن نفسه، راح ينفي كل شيء بشكل أعمى، أفهمه لأنه ضُبط ويده في الحقيبة، يكفي أن يرى المشاهد «البرومو»، وإذا كان لديه بعض الوقت سيكتشف ان المسألة فاضحة. لست ممن يزج بنفسه في مثل هذه المعارك، ليس لدي أي وقت لأخسره في معارك لا تعني لي شيئا. ثم إن الرواية متداولة ويمكن لأي فرد أن يتحقق من تلقاء نفسه. الطامة الكبرى ■ كيف تيقنت بأن مسلسل «النهاية» مقتبس من روايتك حكاية العربي الأخير؟ - انتبه العديد من قرائي الذين أتواصل معهم كثيرًا بسبب الحجر، وأثاروا انتباهي إلى المسلسل الذي يعرض في قناة «أون» المصرية، ويشبه بشكل مفجع روايتي «العربي الأخير»، بصراحة لم أتوقف كثيرا عند الأمر، قلت ربما هو مجرد تقاطع عابر، كان المسلسل في الحلقة العاشرة، شدني بالضبط استعمال «الهولوغرام» أو «السوفت وير» حينما خلقوا له زوجة تحدثه لإقناع زين (الشخصية البطلة) بالعمل معهم. أعادني ذلك إلى روايتي، لحظتها انتبهت إلى أمر أخطر. فرجعت إلى الوراء وبدأت المسلسل من البداية حتى النهاية. وكان الكثير من القراء منهم العادي والصحافي والجامعي كتبوا في الصحافة العربية، فكان عليّ أن أصبر حتى النهاية لأرى كيف تنتهي القصة، وكانت الطامة الكبرى في النهاية التي نُقلت حرفيا من نهاية روايتي. لا اختلاف لا في السردية العامة ولا في التفاصيل بين مسلسل «النهاية»، وروايتي «العربي الأخير» التي صدرت عام 2015. ليست مصادفة ■ هل يمكن أن يكون الأمر مصادفة أكثر من كونها عملية سرقة لعملك الأدبي؟ - المصادفة تقع في لقطة أو لقطتين أو حادثة عابرة، هنا يمكن تمريرالأمر والسكوت عنه، لكن أن يصل الأمر إلى جلد الرواية، الأمر هنا يبدو شديد الغرابة، ولو كانت الملاحظة فردية لسكت، لكن أن يرى القراء والمتابعون ذلك كله، يصبح الأمر خطيرًا ويجب أن يؤخذ بجدية فلا وجود للصدفة هنا، في كل حلقة أجد روايتي وكان لابد من إعادة رؤية المسلسل حلقة حلقة والقيام بعملية الحفر، لا يمكن أن أقول شيئا دون أن أتأكد منه. الكثير من أصدقائي فوجئوا من صمتي، وكان لابد من رؤية المسلسل كاملا لفهم منطقه ولا أكون متسرعا رغم أني من «البرومو» عرفت إلى أين يتجه. ■ هل تظن أن مسلسل «النهاية» أساء إلى روايتك، ولم يرتق إلى مستوى العمل الفني؟ - المشكلة الكبرى هي كيف تبني عمرانا كبيرا على شيء مسروق، شركة «سينيرجي» المنتجة شركة كبيرة وتملك أدوات ثقيلة، الأمر واضح من خلال المسلسلات التي أنتجتها، لكن للأسف هذه الطاقة الكبيرة لم تكن هناك يد تسيرها، الإدهاش في «البرومو» لا يكفي ومن رأيي السلاسل الأميركية وماتريكس وغيرها يرى التقليد الحرفي والأعمى، التأثر جيد لكن في غياب لأي إبداعية ينهار المسلسل، أحاول أن أكون في مستوى المشاهد البسيط. البداية كانت مدهشة باللعب على الكاميرا المتحركة أو كاميرا الكتف، حيث اللقطات غير مستقرة للدلالة على حركية المسلسل وتفادي أن يكون التصوير جامدا «ستاتيك»، قبل ينسى المخرج هذه التقنية نهائيا ويدخل في تصوير جامد لأي مسلسل اجتماعي، ويعود في الحلقات الأخيرة إلى طريقته الأولى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. المسلسل ليس بداية ونهاية ولكنه نظام كلي. الرواية طبعا تم تشويهها إذا كلما أضافوا لقطة أو حادثة للتعمية نزل المستوى السردي العام. ■ هل يمكن أن تحدد لي بعض مواطن الاقتباس بين مسلسل «النهاية» وروايتك؟ - بالنسبة لنقاط الالتقاء بين الرواية والمسلسل فهي كثيرة جدا. وأكاد أقول رغم لعبة التعمية التي قام بها المخرج والسيناريست فإن الأمر ظل مفضوحا وظاهرا، أولا المناخ الحربي العام الذي تدور فيه أحداث الرواية هو نفسه حرفيا مناخ رواية العربي الأخير، تنفتح الرواية على نهاية المشروع العربي وبداية التفكك والاضمحلال، بينما يقلب المسلسل العملية بتوحد العرب ونهاية إسرائيل، وهي فرضية لا تستند إلى أي معطى تاريخي موضوعي سوى دغدغة العواطف العربية المهزومة، كذلك الشخصية نفسها والوظيفة نفسها في الرواية نرى شخصية آدم، العالم الفيزيائي العربي الأصل الذي تم اخطافه واحتجازه في القلعة الصحراوية، ويجبر على إنجاز مشروع قنبلة «الجيب». الحالة نفسها في مسلسل النهاية حيث يتم احتجاز المهندس زين في الواحة من أجل إنجاز مشروع الدرع، بنية الشخصيات الأمنية والفكرية وممارساتها في المسلسل ملتصقة بالرواية بشكل مفضوح، حتى المخطوطة في المسلسل تقابلها وثيقة أزاريا «إسرائيل» التي توجد بها أسماء العلماء الذين تجب تصفيتهم، الفضاء المكاني والزماني نفسه، حتى مشهد النهاية حينما يترك إياد نصار الواحة ويصعد عبر مركبة فضائية مع السيد مؤنس ويطلق من خلالها صاروخا يدمر الأرض ويحولها إلى صحراء، هو المشهد الأخير نفسه في الرواية.   ■ أيهما يغلب، شعورك بالسعادة لكون عملك محل إعجاب تم الاقتباس منه. أم خيبة أمل للتعدي على عملك الإبداعي؟ لقد بنيت نفسي ككاتب عبر تراكمات وجهود مضنية فيها الحرائق والخيبات والهزات العنيفة والجميلة، عمرها اليوم أربعون سنة، هل تراني أفرح لأنهم سرقوا جهدي وأن أعمالي محل إعجاب، وأنهم أرضوا بعض أناي ونرجسية الفنان داخلي؟ لا يا عزيزي بالعكس، أنا ساخط عليهم بكل قواي لأنهم استنزفوني بهذه القضية التي لا يمكن السكوت عليها، لا يمكن للتعدي على حميمية الغير أن يكون لحظة جميلة إلا إذا كنا مرضى، وهل تظنني في حاجة إلى دعاية بعد هذه الرحلة وهذا الكم العظيم من القراء والمتابعين والجوائز. كان يمكن للأمر أن يكون مفرحا لو سلك منتجو مسلسل النهاية المسلك السليم، أي العمل في وضح النهار وليس مثل الخفافيش والتعامل مع الكاتب وشراء حقوق تحويل الرواية الى مسلسل، كما يحدث في كل بلدان العالم. أما بالطريقة التي تمت بها العملية فأنا في غاية الغضب لكن العالم ليس غابة. هناك بشرية يحكمها حد أدنى من القوانين، أعرف أنهم سيدفعون كاتب السيناريو ثمن هذه الكوميديا السوداء ويتحمل مسؤوليته لكنه ليس الأوحد. ■ ما الإجراءات التي ستتخذها حيال ما حدث؟ وماذا تتوقع منها؟ - دار الآداب صاحبة الملكية الفكرية للعمل سترفع قضية ضد منتج المسلسل، فهو المسؤول الرئيسي في النهاية وبعدها طبعا السيناريست وغيره. دار الآداب من خلال مديرتها شرعت في الإجراء، وإذا اقتضى الأمر أن أرافع أمام القضاء المصري من خلال محام فسأفعل، بالتوازي اتصلت وكيلتي الأدبية بهيئة دولية كبيرة تدافع عن حقوق تأليف الكتاب والفنانين. نحن نهيئ ملفا تفصيليا كاملا يظهر السرقة بالصفحة والموقع داخل المسلسل، لن أرفع قضية مخصوص ضد كاتب السيناريو، ولكن على الشركة المنتجة لأنها المسؤولة أخلاقيا، وهو يتحمل مسؤوليته داخلها. ■ سرقة الأعمال والاقتباس منها دائمًا قضية شائكة ومزمنة، وكثير من الكتاب يتجاوزن عنه. كيف يمكن للروائي أن يحفظ حقه الأدبي من السطو عليه؟ - كلامك صحيح ودقيق، لكن هل رأيت سارقا أو مجرما قاتلا يعترف بسهولة بما فعل؟ العمل القضائي في العالم العربي مرهق، وليس دائما سهلا، فأنت تدخل عالما ممتلئا بالمصالح والمخاطر أيضا. لا تنتظر أن تعترف مثلا شركة كبيرة مثل «سينيرجي» وربما محمية أيضا لأنها مدرة للمال لجيش من المتعاونين معها، ستكون هناك تعمية وتنكر، متأكد من أنها ستقطع علاقتها مع كاتب السيناريو في المرات القادمة لأنه ورطها حتى العنق وأدخلها في وضعية هي في غنى عنها، لأن ذلك يضرب سمعتها وهي تملك طاقة إنتاجية ضخمة يظهر ذلك من خلال مسلسلاتها. ستدافع عن نفسها بشراسة كبيرة، سينكر السيناريست كليا ما قام به، بل سينفي حتى معرفته بي مثلا وحتى كوني كاتبا. مؤلف «النهاية» لـ القبس: لم أسمع بالأعرج من قبل قال السيناريست عمر سمير عاطف، مؤلف مسلسل «النهاية» في رد على اتهام الروائي الجزائري واسيني الأعرج صناع مسلسل «النهاية» بسرقة عمله من روايته «حكاية العربي الأخير 2084» في تصريحات خاصة لـ القبس: إن على أي شخص يدعي بسرقة عمله أن يتجه إلى القضاء ويثبت أحقيته وصحة اتهامه، مؤكدًا أنه لم يتواصل معه أحد ليناقشه أو يستوضح منه فرضية اقتباس المسلسل من عمل آخر. وأضاف عاطف أن البت في هذه القضايا لا يكون عبر اللجوء إلى الصحف والمواقع الإلكترونية لإثارة الجدل والتشهير بالآخرين والبحث عن «لقطة»، بل يفترض اللجوء إلى القضاء وتقديم ما يدل على صحة ادعائه، وأضاف عاطف بأنه لم يقرأ للروائي الجزائري ولم يسمع عنه من قبل سوى من خلال ما قاله حول المسلسل، نافيًا الاتهام الذي وجه إليه وتابع عاطف: العمل الدرامي يختلف تمامًا عن العمل الروائي، إذ يمر بمراحل كثيرة تتطلب معالجات مختلفة تتوقف على طاقم العمل والإمكانيات والظروف المتاحة، كما أن العمل شارك في كتابته عدد من أسرة العمل، بداية من بطل المسلسل وصاحب الفكرة الفنان يوسف الشريف ومخرج العمل، وهو ما جعل «النهاية» يمر بمراحل تغيير مطولة وتطوير مستمر، وهو ما يجعل اقتباسه من عمل آخر مستحيلًا. وحول كواليس «النهاية» الذي عرض في شهر رمضان الماضي والذي بثته قناة «أون المصرية» قال: استغرق العمل على كتابة مشاهد «النهاية» نحو عام، في تجربة هي الأولى في الوطن العربي الذي يقدم مسلسل خيال علمي للجمهور، لكن العمل واجه العديد من الظروف المفاجئة والتي ترتبت عليها تغيرات كثيرة، خصوصًا في وقت إنتاجه والتي تزامنت مع تفشي فيروس كورونا، لكننا استطعنا أن نتغلب على الظروف الإنتاجية، ولحقنا بالسباق الرمضاني، ومن المنتظر أن نقدم الموسم الثاني من المسلسل والذي سيحاكي حياة البشر بعد اختفاء التكنولوجيا والعودة إلى عالم الظلام.



عدد الزيارات : 813 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق