> دولي

قبيل الانتخابات.. ترامب يلعب أوراقه الأخيرة


قبيل الانتخابات.. ترامب يلعب أوراقه الأخيرة

مع استمرار تراجع شعبيته، وزيادة التحديات التي تقلّل حظوظه في الفوز بولاية ثانية، بدءاً من جائحة «كورونا»، مروراً بالاحتجاجات ضد العنصرية، وليس أخيراً مخاطر ما سيكشفه جون بولتون مستشاره السابق للأمن القومي في كتابه، يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وضع صعب، قبيل الاستحقاق الانتخابي في 3 نوفمبر المقبل، أمام منافسه جو بايدن، ما دفعه إلى لعب الأوراق الأخيرة في جعبته، لاستمالة أكبر عدد من الناخبين، غير أن طريقة معالجته للمشكلة عكست عشوائية في تصريحاته، وتخبطاً في قراراته. وفي ما يلي قراءة في ذلك الملف. ضمن سعيه للتخلص من مسؤولين لا يرى منهم مساندة تامة، أقال ترامب مدعي مانهاتن العام جيفري بيرمان، بعد يوم من رفضه التنحّي عن منصبه. وفي رسالة إلى بيرمان، قال وزير العدل وليام بار: «لأنك أعلنت أنه ليس لديك نية بالاستقالة، طلبت من الرئيس طردك، وفعل». وعقب ذلك، أكد بيرمان في بيان أنه سيغادر منصبه «على الفور». ويمثّل بيرمان عقبة أمام ترامب، فمنذ تعيينه في يناير 2018، لم يتوانَ عن ملاحقة شخصيات في دائرة ترامب. وأشرف مكتبه على التحقيق مع مايكل كوهين المحامي الشخصي السابق لترامب، ووجه اتهامات لاثنين من مساعدي رودي جولياني، محامي ترامب الخاص، وفتح تحقيقا مع جولياني نفسه في ما يتعلق بمساعيه لتصيّد أخطاء خصوم ترامب السياسيين في أوكرانيا؛ بغرض تشويه صورتهم. حضور انتخابي قليل استأنف ترامب، السبت، تجمعاته الانتخابية، في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، لكن الحضور كان قليلاً. وعلقت صحيفة نيويورك تايمز على الفعالية الانتخابية الأولى للرئيس منذ بداية أزمة «كورونا»، قائلة إن محاولة الرئيس إحياء حملة إعادة انتخابه سارت بشكل سيئ، ليجد حشداً أصغر مما وعده مساعدوه به، ثم ألقى خطابا مفككا لم يتناول أزمات متعددة تواجه البلاد أو الفضائح التي تعصف به في واشنطن. إبطاء اختبارات «كورونا» اعتبر ترامب أن اجراء الفحوص «سيف ذو حدين»، موضحاً: «عندما نقوم بهذا الكمّ من الفحوص، نكتشف عدداً أكبر من الإصابات». وتابع بنبرة تبدو أقرب إلى السخرية: «إذن قلت أبطئوا إجراء الفحوص». وفي وقت لاحق، أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس كان «يمزح بالطبع للتنديد بالتغطية الإعلامية السخيفة». مواصلة الإساءة إلى السود اختار ترامب استئناف التجمعات الانتخابية في تولسا، التي شهدت أسوأ الاضطرابات العرقية في التاريخ الأميركي حين قُتل 300 أميركي من أصل أفريقي على أيدي حشود من أصحاب البشرة البيضاء عام 1921. وقالت مجلة لوبس الفرنسية إن تولسا التي اختارها ترامب لهذا الحدث، ترتبط بقرن من الانقسامات وعدم الثقة، دون إدانة لأي من «البلطجية» البيض. تشبيه اليسار بالعصابات وشنّ الرئيس هجوما عنيفا على بايدن، واصفا إياه بأنه «دمية» في يد «اليسار الراديكالي»، موضحاً: «جو بايدن ليس زعيم حزبه، جو بايدن دمية في يد اليسار الراديكال. لقد استسلم لعصابة الجناح اليساري. بصراحة، هل هناك أحد يعتقد فعلا أنه يسيطر على هؤلاء الراديكاليين المهووسين؟». الطعن بشخص بايدن كما اتهم ترامب بايدن بأنه يعاني من خطب ما في صحته وشكك في قدراته الذهنية، وقال: «هو لا يسيطر على شيء بتاتا». واتهمه بأنه لا يفهم حتى معنى الردود التي تصدر باسمه: «عندما أقرأ عبارات معقدة للغاية ومكتوبة بكلمات منتقاة بعناية أقول إن جو لم يقل هذا، جو لا يفهم حتى معنى هذا الكلام». استخدام وصف عنصري استخدم ترامب لغة عنصرية للإشارة إلى فيروس «كورونا» عندما سماه بـ«كونغ فلو» (وهو تحريف لاسم رياضة الفنون القتالية الصينية المشهورة، كونغ فو)، في إشارة من الرئيس إلى أن الصين هي المسؤولة عن الفيروس الذي اجتاح العالم.   وكان ترامب وصف مراراً «كوفيد 19» بأنه «الفيروس الصيني» أو «فيروس ووهان»، وهي تسمية أثارت غضب عديد من جماعات الحريات المدنية. مهاجمة المحتجين واستخدم ترامب أيضاً الكلمة الأسبانية «hombre» (وتعني رجل)، وهو يُضرب مَثلاً بمجرم افتراضي يقتحم منزل امرأة شابة وهي وحدها ليلاً، وذلك في سياق حديثه عن الاحتجاجات التي تسود البلاد. ووفق صحيفة الغارديان، فإن ترامب استخدم هذا المصطلح من قبلُ، وأعلن عام 2015 عن ترشحه للرئاسة، بالإشارة إلى المهاجرين المكسيكيين بأنهم «مغتصِبون». استهداف المهاجرين وقال الرئيس الأميركي إنه سيعلن قيوداً جديدة على التأشيرات خلال اليومين المقبلين لمنع دخول عمال أجانب معينين وحماية الأميركيين الذين يعانون من سوق العمل الذي دمرته الجائحة. ويقول منتقدون إن ترامب يستغل الجائحة للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة، وهو محور حملته لإعادة انتخابه. سجن من يحرق العلم اقترح ترامب أن يتم تشريع عقوبة السجن لمدة عام لمن يحرق العلم الأميركي. وتابع: «علينا أن نفعل ذلك. نتحدث عن حرية الكلام.. ولكن هذا تدنيس». وقد اقترح الرئيس تشريعات مماثلة في الماضي. وكرر فكرته في الآونة الأخيرة بعد أن شوهد العديد من المتظاهرين المحتجين على وفاة جورج فلويد وهم يحرقون الأعلام الأميركية.



عدد الزيارات : 1236 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق