> محليات

أعراس في وضح النهار..والتباعد مجرد كلام!


أعراس في وضح النهار..والتباعد مجرد كلام!

مي السكري -  في الوقت الذي تأخرت فيه خطة فتح الحياة التي أعلنتها الحكومة يبرز تساؤل «هل تحقق المراد من الإغلاق شبه التام»؟ وهل تقلصت حالات «كورونا»؟، فبعد أن تعطلت معظم الأنشطة تزايدت التحذيرات بخطورة ذلك على الاقتصاد الوطني ومصادر الدخل، لكن من اللافت والمفارق في آن، أن كل هذا الإغلاق يبدو مجرد كلام في ذهن الجهات المعنية فقط، إذ إن الحياة الموازية داخل البيوت والمزارع والشاليهات وغيرها تمضي على النقيض من التباعد، فالأعراس مستمرة، والحفلات متواصلة، والزيارات داخل الكثير من الديوانيات لم تنقطع. على الرغم من القرارات الحاسمة التي اتخذتها وزارة الصحة في مواجهة «كورونا»، ومنع التجمعات وإقامة الحفلات وتعليق الدراسة في المدارس والجامعات منعا للاختلاط، شهد منحنى الإصابات بعد رفع الحظر الكلي ارتفاعا بوتيرة سريعة بين المواطنين والعائلات الكويتية نتيجة للمخالطة، التي اعتبرتها «الصحة» المتهم الأول في ارتفاع الإصابات الجديدة بين الكويتين بصورة تستلزم وقفة. ورغم مناشدات «وزارة الصحة» والتحذيرات المتكررة بشأن خطورة الاختلاط والتجمعات في نقل العدوى لباقي أفراد الأسرة والمقربين ممن التزموا المنازل طوال فترة الحظر، هناك حالة من الاستهتار والتحايل على القانون من قبل بعض المواطنين الذين خرقوا القيود الصحية بإقامة الأعراس والاحتفالات داخل منازلهم في وضح النهار! صالح جرمن وفجّر الإعلامي صالح جرمن مفاجأة من العيار الثقيل، التي قد تكون أحد الأسباب الخفية وراء تزايد أعداد الإصابات بين المواطنين والعائلات الكويتية في البيت الواحد بفيروس كورونا، ما يعكس عدم التزام الأغلبية بالتعليمات الصحية، مشيرا إلى ان الأعراس والحفلات متواصلة. ولفت جرمن في حديثه لـ القبس إلى أن هناك بعض مشاهير السوشيال ميديا يتبارون في الطبخ وصناعة الكيك المزين بالورود و«دبل الخطوبة والزواج»، مضيفا: كثيرون يقيمون «الملجة» كالسابق.. ويرفضون عرضها عبر الفيديو كوول. أين الالتزام؟ وفيما أرجع جرمن السبب في زيادة أعداد الإصابات بين المواطنين إلى عدم الالتزام بالتعليمات الصحية، أشار إلى أن هناك فئة كبيرة من المجتمع ملتزمة بالإجراءات الوقائية، خصوصا ملازمة المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى ولكن للاسف تنتقل اليهم العدوى بسبب إهمال واستهتار أحد افراد الأسرة ومخالفته تعليمات الحجر الصحي، وذلك بالخروج وتبادل الزيارات والتردد على الدواوين وحضور الأعراس. ناصر النصر الله متعهد حفلات وللوقوف على حقيقة الموضوع، القبس تواصلت هاتفيا مع متعهد وصاحب شركة تنظيم الحفلات والمناسبات ناصر النصرالله الذي أقر بأن بعض العائلات الكويتية تحرص على اقامة حفلات الأعراس والاستقبال والتجمعات في الشاليهات والمزارع وقت الحظر وبصورة شبه يومية، ضاربين بعرض الحائط كل التعليمات ومناشدات وزارة الصحة المتكررة لتجنب الاصابة به. وكشف النصرالله عن تزايد الإقبال على تجهيزات الحفلات الكاملة وقت الحظر في المنازل، لا سيما بعد العيد، لافتا إلى أنه يستقبل اتصالات شبه يومية من الزبائن يطلبون دي جي أو حضور مطرب لإحياء عرس أو مناسبة ما من الساعة 12 ظهرا وحتى الساعة الثالثة عصرا. وأشار إلى أنه تعرض لإغراءات مادية واحترازية كثيرة من قبل بعض الزبائن في سبيل احياء حفلاتهم، مضيفا «من هذه الإغراءات أنهم يقولون لي ما عليك اطلع لنا وعندنا واسطة محد يكلمك، ومنهم من يعرض عليه مبالغ اضافية ويطمئنه بالتزام المنزل بالإجراءات الاحترازية». حفلة منزلية وزاد بالقول «كما طلبت مني إحدى الزبونات إحياء حفل في منزلها ليلا مع المبيت في ديوانية المنزل، إلا أنني رفضت كل هذه الإغراءات وأصريت على عدم المخاطرة بحياتي ومن حولي على الرغم من أن هذه المهنة مصدر دخلي وكنا الأكثر تضررا من قرار وقف إقامة الحفلات والتجمعات»، مشيرا الى أن آخر حفلة قام بتجهيزها كان بتاريخ 7 مارس وأشار إلى أن بعض الشركات الآخرى -اغلبها ليس لديها رخصة مزاولة المهنة- استغلت الأزمة وقامت برفع الاسعار إلى الضعف، حيث يترواح سعر بكج تجهيز الحفلة في المنزل وقت الحظر شامل الكوشة ودي جي ما بين 1500 دينار و1800 دينار تقريبا والإضافات الآخرى لها سعر إضافي خاص. وعن نوعية الزبائن، قال النصرالله: أغلبهم من السيدات حيث يطلبن إحياء أعراس او «ملجة» او حفل استقبال، كما يطلب بعض المواطنين جهاز دي جي لتجمعات الأهل في الشاليهات والمزارع، لافتا إلى أن أكثر الزبائن من المنطقة العاشرة قرب الفحيحيل والمنطقة الرابعة قرب الجهراء. كما أشار إلى أن اصحاب الحفل يقومون بتهيئة المكان وذلك بعزل الصوت وتخفيض صوت الموسيقى، وأغلب المعازيم من الجيران والأهل! صالونات متنقلة أشار صالح جرمن إلى أن أعداد الصالونات المتنقلة «خدمة منازل» تفوق أعداد الصالونات الثابتة، حيث يقوم أصحابها بالترويج لعروضهم على مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم خدماتهم على نحو يواكب التطورات الراهنة من خلال أطقم العاملين المؤهلين بالنواحي التعقيمية، لافتا إلى تزايد الإقبال على هذه الخدمة، لا سيما مع مناسبات الأعراس وحفلات الاستقبال التي يتم تنظيمها في وضح النهار. بوفيهات وتجهيزات لَم يكتف جرمن بهذه المخالفات، بل كشف عن استعداد المطاعم لتلبية طلبات الزبائن بالتجهيزات الغذائية والبوفيهات للأعراس وتزايد الطلبات، خاصة مع نهاية الاسبوع «يوم الخميس»، متسائلا «هل يعقل أن يطلب أربعة أفراد في بيت واحد 12 غنجة عيوش؟!». واختتم جرمن حديثه متسائلا: ما ذنب الذين التزموا المنازل لمدة دامت اكثر من 3 أشهر ليصابوا بالمرض وهم في بيوتهم؟!



عدد الزيارات : 1011 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق