> رياضة

رحلة كلوب المذهلة من البدايات المتواضعة إلى بطل الدوري الإنجليزي


رحلة كلوب المذهلة من البدايات المتواضعة إلى بطل الدوري الإنجليزي

مع تتويج نادي ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بدأ تسليط الضوء على مدربه الألماني يورغن كلوب الذي ترك بصمة واضحة مع النادي منذ قدومه إلى قلعة أنفيلد في عام 2015. وُلد يورغن كلوب في 16 يونيو عام 1967 في مدينة شتوتغارت بألمانيا، والده كان لاعب كرة قدم، ومنه تعلم يورغن حبّ اللعبة، بدأ في نادٍ للهواة بعمر السادسة عشر قبل أن ينتقل إلى نادي ماينز حيث قضى أغلب مسيرته كلاعب، وبعد اعتزاله استلم تدريب الفريق عام 2001. بدايات متواضعة خلال سنواته السبع مع ماينز، قاد كلوب الفريق للوصول إلى البوندسليغا لأول مرة في تاريخه ثم إلى الدوري الأوروبي، وانتقل كلوب عام 2008 إلى بروسيا دورتموند حيث أمضى سبع سنوات أيضا حقق خلالها لقب الدوري مرتين والكأس وكأس السوبر ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. المدرب الذي يعتبره الكثيرون على أنه الأفضل في العالم معروف أيضا بكونه راسخا وذاتيا، وغالبا ما يصر على أن هناك أشياء أكثر أهمية من كرة القدم في الحياة، ففي المرة الأخيرة التي انتقد فيها يورغن كلوب علانية، تعهد بعدم السماح لنفسه بالتعلق عاطفيا بنادي كرة القدم مرة أخرى، وكان ذلك في عام 2008 عندما قال وداعا لماينز، النادي الذي قضى فيه أول 19 عاما في كرة القدم الاحترافية، بينما كان في استقباله 20 ألف معجب يهتفون باسمه، تدفقت الدموع على وجه المدير الشاب. لكن بعد 12 عاماً وفور تحقيق ليفربول الدوري أمس الخميس بعد فوز تشيلسي على مانشستر سيتي واتساع الفارق إلى 23 نقطة، وتبقي 7 جولات فقط على نهاية المسابقة، طغت على كلوب اللحظة وانهار خلال إحدى المقابلات للحديق عن تتويج فريقه ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز. ويتميز كلوب البالغ من العمر 53 عاما بالتواضع، ويثني على لاعبيه دائما. ومنذ قدوم كلوب إلى الدوري الإنجليزي الممتاز قبل 5 سنوات، صعدت أسهم المدرب الألماني الذي وصف نفسه بأنه «الشخص العادي» مقارنة بـ «السبيشال وان» الخاص بجوزيه مورينيو. وقال كلوب ذات مرة عن والده: «كان مدربا طبيعيا وصعبا، علمني السرعة، وكانت من أكبر نقاط قوتي». وتوفي والد كلوب عن عمر يناهز 67 عاماً بسبب السرطان عام 2000. وكتب كلوب العام الماضي: «يسأل الناس لماذا أبتسم دائما، لأنه عندما ولد ابني، أدركت أن كرة القدم ليست حياة أو موت، نحن لا ننقذ الأرواح، كرة القدم يجب ألا تنشر البؤس، يجب أن تكون عن الفرح». حتى في سن مبكرة ، كان العديد من أصدقاء يورجن مقتنعين بأنه سيصبح أحد أفضل المدراء في العالم. وانتقل كلوب إلى نادي الهواة المحلي كلاعب صغير وتبع ذلك العديد من أندية الهواة الأخرى أثناء دراسته في فرانكفورت، وعندما بلغ 23 عاما، وقع عقد محترف في دوري الدرجة الثانية مع ماينز، وبدأ في مركز المهاجم، لكنه واجه صعوبات في الجوانب التقنية، لكنه حقق نجاحا أكبر في الدفاع قبل أن يتم تنصيبه بشكل غير متوقع كمدير في عام 2001، ومن هنا بدأ رحلته في الصعود كمدرب وكان تاثيره مع ماينز فوريا، بعد أن تخلص ماينز من الهبوط. بصمة واضحة مع دورتموند وكان النجاح الأكبر لكلوب مع نادي بروسيا دورتموند، حيث كان يعاني دورتموند من حقبة مظلمة بعد حصد لقب الدوري عام 2002، حيث تعاقب عليه العديد من المدربين دون أي تغيير، ليبدأ اليأس يتسرب لجماهيره. وتهاوى الفريق للمركز السابع والتاسع ثم الثالث عشر بجدول البوندسليغا، الأمر الذي دفع إدارة النادي بقيادة ماتياس سامر للتحرك، فقرروا التعاقد مع كلوب في عام 2008. وتوجه كلوب لم يعتمد فقط على تحسين النتائج بشكل مؤقت، ولكنه وضع خطة شاملة لتحديد هوية وأسلوب واضح للفريق، وتعاون مشترك مع فريق الكشافة لاستقدام أفضل عناصر ممكنة. دورتموند لم يمتلك الموارد اللازمة لمنافسة بايرن على الصفقات الكبرى، لذلك اقتناص المواهب غير المعروفة ومنح الفرصة للشباب كان الحل الأمثل. استغرق الأمر حوالي 3 مواسم من الألماني وفريق الكشافة بالنادي، لتكوين فريقاً صلباً، يتصدره روبرت ليفاندوفيسكي، نيفين سوبوتيتش، ماتس هوملس، سفين بيندر، كيفن جروسكروتس، لوكاس بيتشيك ولوكاس باريوس وشينجي كاجاوا والمصري محمد زيدان.   وكان موسم 2010 /2011 شاهداً على هذا التحول بعد أن حقق كلوب لقب الدوري الألماني، بفارق 10 نقاط عن بايرن ميونخ الثالث. الرحيل عن دورتموند وفي موسم 2012 /2013 سقط دورتموند من على عرش الكرة الألمانية، ليمنح بايرن اللقب بفارق شاسع حيث جاء في المركز الثاني بـ66 نقطة مقابل 91 للبافاري، لكن كلوب تأهل أيضا مع دورتموند إلى نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ، لكن آرين روبن كان له الكلمة العليا في هذا اللقاء وأهدى اللقب لصالح البافاري. تفريط دورتموند في العديد من النجوم كان أبرز أسباب رحيل كلوب عن سيجنال إيدونا بارك، وعندما شعر كلوب بخطورة الموقف، خرج ليعلن رحيله بشكل رسمي عن النادي. تتويج ليفربول وصل يورغن كلوب ليفربول في أكتوبر عام 2015 ليخلف المدرب الأيرلندي الشمالي برندان رودجرز، لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير الريدز يعتقد أن هذا الرجل سيكون له هذا التأثير الكبير على بيئة ليفربول الكروية داخل وخارج الملعب على جميع المستويات و من أصغرها إلى أكبرها. ليفربول قدم مشواراً مذهلا مع كلوب حتى وصل اليوم إلى هذه المكانة، وفي 2018 خسر نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد بعد سوء حظ واضح وأخطاء من الحارس كاريوس وإصابة صلاح في بداية المباراة، و في أول ظهور لكلوب بعد المباراة بساعات وعد الجماهير بأنه سيعود ويحسم اللقب، وهكذا فعل العام الماضي. حتى مع فوزه باللقب القاري الأمر لم يكن عادياً في نصف النهائي عندما خسر بثلاثية في الذهاب وافتقد نجومه صلاح وفيرمينو في الإياب ولكنه عاد وحقق المستحيل في ليلة مجنونة في أنفيلد. وعاد ليفربول بعد موسم واحد فقط من خسارته الدوري الموسم الماضي بفارق نقطة واحدة عن مانشستر سيتي، وبدا تأثير يورغن كلوب واضحاً، لا يوجد مكان للاستسلام. ويعتبر ليفربول أسرع فريق يحقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز رسمياً بعد 31 جولة فقط وبفارق جولتين عن الرقم المسجل السابق بعد 33 جولة. وكانت انطلاقة ليفربول هذا الموسم أفضل انطلاقة في تاريخ الدوريات الخمسة الكبرى بعد 20 مباراة عندما أجمع 61 نقطة بفوزه بتسعة عشر مباراة وتعادل في لقاء واحد فقط.


عدد الزيارات : 948 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق