> محليات

خبراء ومتخصصون: التباطؤ في فتح الحياة أخطر من «كورونا»


خبراء ومتخصصون: التباطؤ في فتح الحياة أخطر من «كورونا»

اعتبر أكاديميون وخبراء متخصصون في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية أن التردد الحكومي في إعادة فتح الحياة يفاقم المشكلات ويدل على التخبط، وهو مؤشر لسوء التخطيط، لافتين إلى أن الكويت نالت إشادة عالمية في بداية أزمة «كورونا» بسبب الإجراءات الاحترازية الجيدة لمنع انتشار الوباء، لكن مع الأسف الشديد تحولت هذه الإجراءات إلى قيود خانقة للاقتصاد، وإغلاق طويل لكثير من الأنشطة، الأمر الذي خلق أمراضاً أشد خطورة من هذا الفيروس المستجد. وعبر الخبراء والمتخصصون لـ القبس عن استغرابهم من استمرار غلق الحياة في الكويت، بينما الدول المجاورة سبقتنا في الانفتاح لإنقاذ اقتصاداتها، ومنع المزيد من التدهور في النواحي المالية والاجتماعية وغيرها. ووجه الخبراء انتقادات شديدة اللهجة إلى الحكومة لترددها في إدارة ملف العودة والتلكؤ الواضح في فتح مجالات الحياة مرة أخرى. وقال الخبراء إن سوء إدارة الحكومة للأزمة والبطء في التخلص من الإجراءات التي فرضتها الجائحة في بدايتها على مستوى اغلاق الأنشطة الاقتصادية والمدارس والمرافق المختلفة لهما آثار اقتصادية بالغة الخطورة بجانب التأثيرات الاجتماعية والنفسية التي تهدد تماسك الأسرة والمجتمع. وذكر الخبراء أن آلاف الشركات والمشاريع على شفا الإفلاس بسبب استمرار إغلاق الحياة وحرمان اصحاب تلك الأنشطة من ممارسة عملهم بشكل طبيعي، فضلا عن وصول آلاف العمال إلى حد الفقر الذي أعجزهم عن توفير قوت يومهم إضافة إلى عجزهم عن سداد الالتزامات الخاصة بإيجار السكن أو اقساط سياراتهم، وهو ما يثير المخاوف من خلق أنماط جريمة جديدة خلال الفترة المقبلة. وكشف خبراء نفسيون واجتماعيون أن هناك تزايداً بمعدلات إدمان المخدرات بين فئة الشباب من الجنسين في ظل الوضع الحالي، فضلاً عن تزايد حالات الطلاق والتفكك الأسري بل وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض النفسية ومنها الوسواس والاكتئاب في ظل غياب النشاط وقلة الحركة وتقييد حرية الناس. وشددوا على أن الحظر الليلي بلا طائل، وكان على الحكومة المسارعة إلى إلغائه، مشيرين إلى أن وعي المواطنين والمقيمين تزايد بالإجراءات الوقائية، وليس منطقياً هذا الخوف المبالغ فيه، فالعالم كله بدأ يتعايش مع «كورونا» وعلينا فتح الحياة سريعاً. الجاسم: الحكومة تشعرنا بأنها غير واثقة «غير منطقي استمرار الحظر الليلي» أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت د.شيخة الجاسم انتقدت أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت د.شيخة الجاسم التردد الحكومي في إدارة ملف عودة الحياة وميلها للتشدد بشكل كبير جدا مقارنة بدول الجوار الخليجي وحتى بما يحدث على مستوى دول العالم المختلفة، بل إنها أحيانا تشعرنا وكأنها غير واثقة بقراراتها حين تعلن اتخاذ أحدها وتؤكد بالتزامن مع ذلك أنها ستعيد النظر فيه مجددا باجتماعها القادم. وقالت الجاسم إن الحياة يجب أن تعود في أسرع وقت ممكن، وأن تفتح جميع الأماكن والأنشطة مع الالتزام التام بالضوابط والإجراءات الاحترازية من لبس للكمام والتباعد الاجتماعي وغيرهما من الضوابط. مشيرة إلى أن إعلان الحكومة استمرار الحظر الليلي من التاسعة وحتى الثالثة فجرا مع بدء المرحلة الثالثة أمر مضحك وغريب، وكأن «كورونا» يتربص بالناس في هذا الوقت. وأوضحت أن الحياة توقفت طوال الأشهر الماضية، ولابد أن تعود كل الأنشطة، صغيرها وكبيرها، وأن نعتمد فقط على معيار الوعي، لافتة إلى أن عزل منطقة الفروانية طوال الفترة الماضية كان محل تساؤل واستفهام، إذ إن معظم قاطنيها من الوافدين، بينما كانت أرقام وزارة الصحة طوال الفترة الماضية تتحدث عن أن أغلب الإصابات بين المواطنين، وهو ما يدفعنا للتساؤل حول الحكمة من إبقاء الحظر المناطقي عليها طوال تلك المدة؟ وذكرت أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تلقت لكمة قوية من الحكومة خلال الفترة الماضية، وتعطلت كثير من المصالح، وتوقفت الحياة في وقت كان بالإمكان الاعتماد فقط على الإجراءات الاحترازية لتحقيق المراد، مشيرة إلى أن التعاطي مع ملف التعليم مثال صارخ على سوء الإدارة الحكومية خلال الأزمة، إذ قام وزير التربية بتعليق الجميع لمدة 5 أشهر بدعوى دراسة الوضع، لكنه في النهاية لم يفعل شيئا غير تعليق الدراسة نفسها للعام المقبل. وأشارت إلى أن أسعار الكمامات كذلك مثال آخر على سوء الإدارة الحكومية للوضع، فبعد أن كانت أسعارها قبل الأزمة نحو نصف دينار رأينا كيف ارتفعت لتصل إلى 7 دنانير ثم عادت مؤخرا لنحو دينار ونصف الدينار، ما يشير إلى وجود خلل كبير وتلاعب وتحقيق للأرباح من قبل البعض ممن استغلوا ضعف إدارة الأزمة. الشطي: التردد في القرار يعطِّل التحفيز الاقتصادي الخبير الاقتصادي رئيس اتحاد المصارف الأسبق عبد المجيد الشطي يرى الخبير الاقتصادي رئيس اتحاد المصارف الأسبق عبد المجيد الشطي، ان لكل بلد ظروفه، وبالتالي تصبح المقارنة بشأن عودة الحياة ظالمة، لكون الخصائص الاقتصادية تختلف من بلد لآخر. ويضيف الشطي أنه على مستوى الكويت، فإن أي تردد له تكلفة كبيرة سواء على مستوى إجراءات العودة للحياة أو غيرها، إذ دائما ما يكون للتردد في القرار كلفة اقتصادية كبيرة، ويفترض أن الحكومة لديها خطة موضوعة وأنها تدرس الآثار الاقتصادية والصحية وتوازِن بين الأمرين. وأوضح أن المشكلة الآن أن الحكومة فتحت المجال لبعض الأنشطة والمجالات غير الاقتصادية وتركت أخرى اقتصادية، فهي على سبيل المثال ألغت الحظر الكلي وفتحت المجمعات، لكن الأندية والصالونات ظلت مغلقة، وعلى الحكومة أن تبين للناس أسباب هذا التردد. وأشار الشطي إلى أن الضرر أصاب الكثير من الأنشطة الاقتصادية سواء على مستوى المشاريع الصغيرة أو غيرها، وهناك مستوى أكبر من التردد الحكومي يتعلق باتخاذ القرار حول كيفية تغطية عجز الميزانية وهو أحد أسباب التي عطلت عملية التحفيز الاقتصادي لعودة الحياة، فالحكومة تعاني التردد في ما يخص الدفاع عن قانون الدين العام، وهذا بدوره سبب في كثير من التردد الذي نراه على مستوى الإجراءات الاقتصادية المطلوبة لتحفيز الاقتصاد سواء المشاريع الصغيرة أو غيرها. وعبر الشطي عن اعتقاده بأن السبب في كل هذا التردد الحكومي هو غياب القيادة الاقتصادية، إذ ان محافظ البنك المركزي ألقى القفاز قبل أسبوعين وانتهى الموضوع، لنعاني في الكويت غياب تلك القيادة الاقتصادية التي تدلي برأيها في الأزمة. الطراح: إغلاق الحياة يزيد الإدمان بين الشباب أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت د. علي الطراح    قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت د. علي الطراح إن العالم بأكمله يواجه وباء جديدا وحتى الآن لم يكشف كل جوانبه ولا يزال في طور البحث العلمي، وهناك اجماع عالمي على اننا مقبلون على عالم جديد لما بعد كورونا. وذكر الطراح لـ القبس أن حالة الإغلاق الحالية لها تأثيرات متعددة، فمن ينجو بدنياً قد لا ينجو نفسياً واجتماعياً. وأوضح أن متابعته الشخصية، كمتخصص، أظهرت ارتفاعا في حالة التعاطي للمخدرات التي زادت أرقامها بين الشباب، سواء البنات أو الاولاد، ما يجعل هناك ضرورة لإعادة تقييمنا لكيفية المواجهة مع الوباء. وأوضح أن الكويت تتأثر كباقي المجتمعات بالإغلاق، إذ ارتفعت حالات العنف الاسري بسبب الجلوس في المنزل، كما نلاحظ ارتفاعا في حالة التمرد الذي نحتاج الى مواجهته، وما يقلقنا كذلك ارتفاع حالات الانتحار بين الجاليات الآسيوية. صادقي: فرنسا السابعة عالمياً في الوفيات.. وأعادت الدراسة منذ مايو! د.منصور صادقي قال طبيب العظام المقيم في فرنسا د.منصور صادقي، إن فرنسا كانت من بين أكثر دول العالم في الإصابات واحتلت المرتبة السابعة في عدد الوفيات، ورغم ذلك فتحت المدارس أبوابها أمام الطلاب واستؤنفت الدراسة فيها اعتباراً من شهر مايو الماضي، قبل أن تتوقف لإجازة الصيف وستعود في توقيتها الطبيعي مطلع سبتمبر مرة أخرى. وأضاف صادقي أنه يطالب وبشدة بعودة الحياة وفتح المدارس على وجه التحديد مع أخذ الاحتياطات اللازمة نظراً لأن غلق المدارس خطر على الأجيال المقبلة، مشيراً إلى أنه يتحدث في ذلك من منطلق كونه أباً لثلاثة أبناء يدرسون في فرنسا، وهي دولة مرت بتجربة أكثر سوءاً من الكويت، وعلى الرغم من ذلك نجد الحياة قد عادت بينما الكويت تؤخر عودة المدارس ولن تفتحها في موعدها المحدد وهو شهر سبتمبر وهو ما يعني المخاطرة بمستقبل جيل كامل. وأوضح أنه لا توجد دولة في العالم توقف التعليم بالكامل لديها من شهر فبراير الماضي وحتى الآن سوى الكويت، إذ إن باقي دول العالم إما أن الحياة عادت لطبيعتها أو استمر التعليم عن بعد حفاظاً على المستوى الفكري لطلابها، إذ من السذاجة أن نعتقد بأن إهمال الدراسة طوال تلك الفترة، خصوصاً في المراحل العمرية الصغيرة، لا يؤثر سلباً على الطلاب لكون الدراسة في هذا الوقت مهمة جداً في تكوينهم الفكري والعلمي. واعتبر صادقي أن حبس الناس لفترة طويلة يؤثر بالتأكيد على حياتهم النفسية فضلا عن التأثير السيئ على أوضاع الطبقة العاملة. الفراج: الحظر الطويل يسبب الاكتئاب.. ويزيد الطلاق أستاذ علم النفس الفسيولوجي في جامعة الكويت د. كامل الفراج قال أستاذ علم النفس الفسيولوجي في جامعة الكويت د. كامل الفراج إن للحظر جوانب سلبية وأخرى إيجابية، وعلى سبيل المثال أنه أبطأ من انتشار العدوى، لكن من سلبياته منها التأثير الاقتصادي السيئ بعد أن خفّض مدخول آلاف العمال، وكذلك خلق مشاكل أسرية كبيرة، إذ إنه من المعروف أن زيادة الاحتكاك بين الزوجين تخلق المزيد من المشاكل، لذلك تزداد حالات الطلاق عقب كل إجازة نحصل عليها وهو أمر مسلم به في علم النفس. وذكر أن المشاكل الأسرية أمر لا يمكن اغفاله في ظل الأزمة الحالية، خاصة أن الرجال يحتاجون لبعض الهدوء، وهو أمر غير متحقق خاصة لدى أصحاب البيوت الصغيرة، كما تزايدت نسبة المشاكل النفسية، إذ من الملاحظ نمو أعداد الإصابة باضطرابات الوسواس عموما وكذلك الوسواس القهري خاصة لدى من يعانون من وسواس النظافة، وهي حالات زادت في العالم كله وكذلك من يعانون من الاكتئاب، إذ من المعروف أن العزلة وقلة النشاط الحركي من أسباب زيادة الاكتئاب، ولذلك فإن معدلات الاكتئاب في زيادة بسبب الحظر. وأشار إلى أن من يعانون من مشاكل نفسية عموما يعانون بشدة في ظل الحظر، والسبب أن الحركة والنشاط اللذين يمارسهما الإنسان يسهمان في التوازن الداخلي للإنسان، فجهاز الغدد يتم تنظيمه أثناء الحركة وكذلك مستوى السكر في الجسم، لذا تزداد الضغوط بسبب قلة الحركة وكذلك في ظل غياب النشاط الاجتماعي يشعر الإنسان بالاكتئاب، فالإنسان كائن اجتماعي ومن دونه يشعر بالوحدة وهي مؤذية بشكل كبير. الفضالة: الحكومة نجحت في إدارة الأزمة المستشار بالجهاز الفني للمعهد العربي للتخطيط د.فهد الفضالة يرى المستشار بالجهاز الفني للمعهد العربي للتخطيط د.فهد الفضالة أن الحكومة نجحت في التعامل مع أزمة وباء «كورونا»، وفق منهج إستراتيجي واضح المعالم ومنهج إدارة خلايا الأزمة، والذي شُكّلت على إثره 24 فريقاً وخلية أزمة من جميع جهات ومؤسسات العمل الحكومي وغير الحكومي، للتعاطي مع الأزمات الفرعية الناتجة عن الأزمة الأم، وهي أزمة وباء «كورونا». وأضاف الفضالة أن هذه الفرق تعاملت، كل في ما يخصه، في تقديم معالجات عاجلة وحلول للمشكلات والتحديات التي خلّفتها الأزمة الرئيسة، والدليل على هذا النجاح كل من الإشادة المحلية والدولية بالجهود الحكومية.


عدد الزيارات : 792 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق