> اقتصاد

واشنطن تستعد لبكين في بحر جنوب الصين


واشنطن تستعد لبكين في بحر جنوب الصين

خالد جان سيز - بشكل أسرع من المتوقع، زادت مخاطر المواجهة بين واشنطن وبكين في بحر جنوب الصين، وسط الحشود العسكرية الكبيرة للبلدين في المنطقة، والمناورات المتزامنة، ورسائل التهديد التي باتت لهجتها أكثر حدة. وما يزيد الخلاف على بحر جنوب الصين الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، واضطهاد الصين لأقلية الاويغور، وتدخّلها في تايوان وهونغ كونغ، ونشاطها السيبراني، ودورها في وباء «كورونا». ويرى خبراء عسكريون أن الولايات المتحدة بدأت التلويح بالقوة العسكرية وأرسلت القوات إلى بحر جنوب الصين، وصعّدت تهديداتها لبكين، ما يمثّل مستوى جديداً من الحزم الأميركي مع تلك الأزمة، معتقدين أن احتواء الصين سلمياً الآن من شأنه فقط تأجيل موعد المواجهة. في تصريح قرأ فيه كثيرون تلويحاً جدّياً - للمرة الأولى - باستخدام القوة، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن «العالم لن يسمح لبكين بالتعامل مع بحر جنوب الصين على أنه إمبراطورية بحرية تابعة لها. نحن نوضح: مطالبات بكين بالموارد البحرية في القسم الأكبر من بحر الصين الجنوبي غير مشروعة تماما، وكذلك حملة الاستقواء للسيطرة عليها». ووصف تقرير لصحيفة «واشنطن إكزامنر» بيان بومبيو بالمهم، لسببين: الأول لأنه يغير السياسة الرسمية للولايات المتحدة تجاه مياه بحر جنوب الصين، والثاني أنه يضع أساسا قانونيا هادئا لاستخدام القوة العسكرية ضد الصين في هذه المياه. ويضيف التقرير أن إدارة ترامب بتحديدها «الأساس القانوني لرفض مزاعم الصين وتأكيد التزامها بحماية الحقوق السيادية لحلفائها بالمنطقة، تؤسس لأسباب الاستخدام المحتمل للقوة العسكرية، أي تحت الفهم العام لنظرية الحرب العادلة في القانون الدولي». هل سيتحرك ترامب؟ يأتي تلويح بومبيو بالقوة بعد أن أكد مسؤولون أميركيون أن إدارة ترامب مستعدة لتصعيد إجراءاتها ضد الصين بشأن الخلاف في بحر جنوب الصين، وتوقعوا قريبا صدور قرار في هذا الصدد، لكبح جماح بكين المتزايد في المنطقة. والإثنين، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو إن ترامب «ليس في مزاج جيد في ما يتعلّق بالصين بسبب كورونا وقوانين الأمن الجديدة في هونغ كونغ، ومعاملة الايغور». وفي وقت سابق، قال ترامب إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين «تضررت بشدة». ووفق «واشنطن إكزامنر»، فإن إدارة ترامب ترى أن الصين تحاول ترهيب جيرانها، وأن مطالبها المزعومة ببحر جنوب الصين «ليست غير قانونية فحسب، ولكن سخيفة أيضاً في الواقع العملي». ما رسالة الحاملتين؟ وسبق تصعيد اللهجة إرسال أميركا حاملتَي الطائرات «نيمتز» و«رونالد ريغان» إلى بحر جنوب الصين، في 4 الجاري، يوم الاستقلال الأميركي، تزامناً مع إجراء الصين تدريبات عسكرية في المنطقة، في رسالة تحد لبكين. وأجرت الحاملتان تدريبات وعمليات في المنطقة نفسها. وقال الأميرال جيمس كيرك قائد «نيمتز»: «لقد رأونا ورأيناهم». ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن الأميرال جورج إم. ويكوف أن «الهدف هو إعطاء إشارة واضحة لشركائنا وحلفائنا بالتزامنا بأمن واستقرار المنطقة». وجلبت البحرية الأميركية من قبل حاملات طائرات من أجل استعراض القوة في المنطقة. كيف تصاعدت الحملة؟ على غير المألوف، شهدت الأشهر القليلة الماضية خروج عدد من أركان إدارة ترامب لمهاجمة الصين بصورة علنية، ونسّق مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية و«مكتب التحقيقات الفدرالي» (إف بي آي) ووزارة العدل حملة هجومية شديدة ضد بكين.   وووجهت إلى الصين انتقادات عدة من قبل مستشار الأمن القومي مايكل أوبراين، وبومبيو، ومدير «إف بي آي» كريستوفر راي. ويُنتظر أن يتحدث وزير العدل وليام بار عن أبعاد أخرى في سياسات الصين غير القانونية ضد الأميركيين. العملات تتأثر وعلى خلفية التوتر، سجّل مؤشر الدولار في أحدث تعاملات له ارتفاعاً بنسبة 0.1 في المئة مقابل سلة عملات ليصل إلى 96.662. وتراجع اليورو 0.1 في المئة مقابل الدولار ليسجل 1.1331 دولار. كما انخفض اليوان الصيني في المعاملات الخارجية إلى 7.0185 مقابل الدولار، كما فتحت الأسهم الأميركية على هبوط امس بفعل تصاعد التوتر. أي خيارات لبكين؟ رداً على بيان بومبيو، قالت الصين إنه «مثير للمشكلات» بشكل «يقوّض» السلام والاستقرار. وأمام التلويح الأميركي بالقوة العسكرية، تعزّز بكين سيطرتها الإقليمية على بحر جنوب الصين، حيث توسّع وتكثّف أنشطتها في المجالين البحري والجوي، وتستمر في العسكرة، ومحاولات تغيير الوضع الراهن قسراً، لفرض أمر واقع جديد، مستغلة جائحة «كورونا»، بالتزامن مع زيادة ميزانيتها الدفاعية. وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن بكين ستفرض عقوبات على صانعة الأسلحة الأميركية «لوكهيد مارتن»، ردا على موافقة الولايات المتحدة على صفقة بيع أجزاء صواريخ إلى تايوان. ووفقا لصحيفة «فايننشال تايمز»، فإن الصين تعارض بشدة مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان. ووافقت وزارة الخارجية الأميركية على بيع أجزاء صواريخ تزيد قيمتها على 600 مليون دولار إلى تايوان، الأسبوع الماضي، ولم تنفذ الصفقة بعد. يأتي ذلك في وقت كثف الجيش الصيني نشاطاته حول المنطقة، ما دفع تايوان لإطلاق تدريبات عسكرية للتعامل مع سيناريو غزو عسكري صيني.



عدد الزيارات : 753 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق