> فن وثقافة

دور النشر الكويتية مستقبل غامض.. وخسائر غير مسبوقة


دور النشر الكويتية مستقبل غامض.. وخسائر غير مسبوقة

محمد عبدالناصر - تعيش دور النشر الكويتية معركة البقاء في ظل ظروف عاصفة هوت بقطاع النشر والتوزيع لدى مختلف المكتبات ودور النشر، وبعد فترة طويلة من الحظر والإغلاق التام، باتت عودة المكتبات إلى ما كانت عليه، واحدة من أبرز التحديات التي تنتظر قطاع النشر في الكويت. تحديات عاجلة محمد العتابي «الانتكاسة الكبيرة».. بهذا الإيجاز القاسي عبر مدير دار تكوين الشاعر محمد العتابي عن تأثير جائحة كورونا في قطاع النشر بالكويت، وقال العتابي في تصريحات لـ القبس: «أسواق النشر بشكل عام في الوطن العربي تعرضت لانتكاسة كبيرة جدًا في أزمة جائحة كورونا، بسبب اعتمادها بشكل أساسي على المعارض العربية والفعاليات الثقافية على المستوى الدولي والمحلي، التي تتيح لدور النشر وكتابها بالتواصل مع الجمهور وشرح أعمالهم والتسويق لمؤلفاتهم والتعرض للجمهور بشكل مباشر، بالإضافة إلى توزيع الكتب ونشرها على المكتبات وغيرها من الطرق التسويقية، وهو ما توقف تمامًا بسبب إجراءات العزل والغلق، ما أضر بالقطاع بشكل كبير، وأدى إلى إلغاء عدة معارض مثل البحرين والرياض وأبوظبي وأربيل وتونس وغيرها مما تم إلغاؤها بسبب أزمة كورونا». وأضاف العتابي بأن معرض الكويت الدولي القادم أُلغي!، بالإضافة إلى أنباء تشير إلى إلغاء معارض أخرى مثل بيروت وعمان والرياض، ناهيك عن أزمة شحن الكتب بعد إيقاف المجال الجوي، والاعتماد فقط على الشحن البحري، الذي يستغرق وقتًا طويلا، وهي كلها أسباب وجهتْ ضربة قوية إلى سوق النشر بالكويت والوطن العربي، ونتج عنها ضعف في البيع والإيرادات على السواء. وأنهى العتابي تصريحاته بالإشارة إلى أبرز التحديات قائلا «نعمل الآن على إعادة التواصل من جديد مع الناشرين والمكتبات والجمهور، لأن دور النشر قتلها التوقف التام، وعلينا أن نجد بدائل سريعة لإنقاذ القطاع، خصوصًا فيما يتعلق بالمعارض الدولية، وحتى الآن لا يوجد أي دعم حكومي لدور النشر أو المكتبات بشكل عام، والمكتبات ودور النشر تحاول أن تساعد نفسها بنفسها عن طريق بعض البدائل الأخرى. المقاومة خالد النصرالله   لا يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة للكاتب والناشر خالد النصرالله، مدير دار الخان، الذي يرى أن الأوضاع القائمة لدور النشر الكويتية شديدة التعقيد، وقال النصرالله لـ القبس «التحدي الآن هو مقاومة هذه الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع حتى نستطيع أن نعود من جديد عندما تعود الحياة إلى طبيعتها، لكن الأمر غاية في التعقيد، خصوصا في ظل انتشار أخبار عن إلغاء معارض الكتاب، وهو واقع صادم لجميع دور النشر في الكويت والوطن العربي». وأضاف النصرالله «الحكومة لم تدعم قطاع النشر في الكويت بأي شكل من الأشكال.. سواء ماديًا أو إداريًا، وكل ما نرجوه من الجهات المعنية هو تقديم بعض التسهيلات والسماح ببعض البدائل التي يمكن أن تعوض القطاع مثل السماح بإقامة معرض محلي». وأنهى النصرالله حديثه متناولا مستقبل الكتاب الورقي مع تزايد الاعتماد على النسخ الالكترونية في فترة الحجر قائلا «الوباء لن يؤثر في الإصدارت الورقية، لأنه تبقى الأعمال الورقية رائجة ومطلوبة على مستوى العالم، حتى مع توسع أنشطة الكتب الإلكترونية، وسواء كان الوباء مستمرًا معنا أو سينتهي قريبًا، فإن غالبية القراء مازال يروق لهم الكتاب الورقي». مستقبل غامض محمد ناصر وقال محمد ناصر مدير دار نوفا للنشر «كل القطاعات بلا استثناء تضررت من جراء انتشار فيروس كورونا، لكن هناك دورا لجأت إلى بعض البدائل مثل التسويق الإلكتروني والبيع المباشر وتوصيل الكتب للمنازل، وأخرى رضخت للأمر الواقع، لكن القطاع بشكل عام تاثر بشكل كبير خصوصا بعد إلغاء المعارض وتأجيلها». وأضاف الناصر «التحدي هو كيف تعود دور النشر إلى ما كانت عليه قبل كورونا، في ظل رؤية حتى الآن غير واضحة بشأن فيروس كورونا، هل سيكون معنا لوقت طويل أم سيجدون لقاحًا له، وهو ما يجعلنا نبحث عن بدائل عملية تجعلنا نقلل الخسائر وتساعدنا على الاستمرار». وأنهى الناصر: للأسف لم تتلق أي دور نشر كويتية أي دعم من الحكومة، والبوصلة الآن تتجه نحو الجهود الذاتية، ونتمنى أن يسمح لنا بإقامة معارض محلية حتى يتسنى لنا تعويض جزء من خسارتنا التي تكبدناها خلال الفترة الماضية.



عدد الزيارات : 738 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق