> دولي

الجامعة العربية: إسرائيل لديها خطة واضحة لشرعنة احتلالها للأراضي الفلسطينية


الجامعة العربية: إسرائيل لديها خطة واضحة لشرعنة احتلالها للأراضي الفلسطينية

كونا) - أكد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الاربعاء ان هناك خطة اسرائيلية واضحة تهدف الى شرعنة احتلالها للاراضي الفلسطينية امام المجتمع الدولي.
وقال أبو الغيط في حوار اجراه مع رئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير وكالة انباء الشرق الأوسط علي حسن ان "الاسرائيليين مهما كانت لديهم القوة يشعرون بأن وجودهم غير قانوني وغير شرعي وهم يسعون من خلال ما يسمونه (خطة الضم) الى اسباغ نوع من الشرعية الزائفة على احتلالهم المستمر للاراضي الفلسطينية منذ 1967".
واضاف ان اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي عقد آخر شهر ابريل الماضي رغم الصعوبات الواضحة التي فرضتها جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) على الجميع اعتبر ان خطة الضم الاسرائيلية تمثل جريمة حرب فضلا عن التحركات الدبلوماسية من المجموعة العربية في نيويورك في هذا الاطار.
واوضح أبو الغيط ان "هذه التحركات اسهمت بدون شك في وضع ضغوط على اسرائيل والولايات المتحدة" مؤكدا ان هناك رفضا عالميا واضحا وان الدبلوماسية العربية نجحت في حشد هذا الرفض وبلورته اذ تشعر اسرائيل بقدر من العزلة وربما ادى ذلك الى ابطاء وتعثر الخطة الاسرائيلية التي كان مقررا ان يجري تنفيذها في مطلع يوليو الجاري".
وشدد على ان "مبادرة السلام العربية ما زالت الاساس الوحيد للحل من الجانب العربي ولكن المبادرة بترتيب بنودها (الدولة الفلسطينية المستقلة على اراضي 67 وعاصمتها القدس الشرقية في مقابل علاقات طبيعية بين اسرائيل والعالم العربي والإسلامي)".
واعرب عن انزعاجه ازاء تخلي الادارة الامريكية عن دورها كراع للسلام خلال السنوات الماضية مبينا ان الادارة الحالية اختارت استراتيجية فرض الحل على الطرف الاضعف.
وحول ليبيا اكد أبو الغيط اهمية مبادرة (إعلان القاهرة) لحل الازمة الليبية موضحا انها تضع خارطة طريق متكاملة لتسوية الازمة الليبية وترسم خطوات وآليات تنفيذية للتعامل مع الوضع الليبي بكافة جوانبه العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية وبشكل يتسق مع قرارات مجلس الجامعة العربية وقرارات مجلس الامن ومخرجات مؤتمر برلين.
وقال ان "الاعلان اعطى زخما لتشجيع الاطراف الليبية على وقف القتال والانخراط في العملية السياسية المطلوبة وهو جهد نثمنه عاليا ومسار ندعمه بالكامل ورحب به مجلس الجامعة العربية في اجتماعه الطارئ الاخير ولقي كذلك مساندة عربية واقليمية ودولية واسعة".
واضاف ان "ليبيا دولة عربية مهمة وعضو فاعل في الجامعة ولا يمكن ان تقبل الجامعة بأن تكون احدى دولها الاعضاء مسرحا للتدخلات العسكرية الاجنبية او منفذا لتحقيق اجندات خارجية او اطماع اقليمية".
واكد أبو الغيط ان "الجامعة العربية لا يمكن ان تقبل بأن يمثل الوضع في ليبيا تهديدا لأمن واستقرار دول الجوار العربية المباشرة مصر والجزائر وتونس".
وأشار الى ان هناك اجماع عربي ودولي على ان المخرج من هذه الازمة يكمن اولا في الايقاف الكامل والفوري والدائم للقتال ووقف كافة التدخلات العسكرية الاجنبية بما يتيح الفرصة ويهيئ الاجواء لاستئناف الحوار بين الاشقاء الليبيين في اطار عملية سياسية وطنية خالصة وتحت رعاية الامم المتحدة.
وبالنسبة لموقف الجامعة العربية من التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية اكد أبو الغيط ان "موقف الجامعة واضح وثابت وسبق ان عبر عنه مجلس الجامعة في قراراته المتعددة التي ترفض وتدين هذه التدخلات غير المشروعة وتحديدا في العراق وسوريا وليبيا".
وحذر من ان "تصرفات انقرة تمس وتستهدف الامن القومي العربي ككل ولا يمكن للجامعة ان تقبل بها مثلما ترفض اي تدخل اقليمي يهدد امن وسلامة واستقرار الدول العربية".
وبشأن اليمن قال أبو الغيط ان "المشهد على الساحة اليمنية لا زال مقلقا للغاية" معربا عن انزعاجه من الصراعات السياسية هناك والتي تدور في بلد يواجه اخطر ازمة انسانية في عصرنا الراهن.
ونبه الى ان اليمن يعاني من عدة اوبئة في الوقت نفسه فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) و(الكوليرا) و(الملاريا) وان نسبة 80 في المئة من اهل اليمن يحتاجون لمساعدات انسانية عاجلة محذرا من ان "الوضع خطير جدا ويمكن ان ينحدر لما هو أسوأ".
وقال ان "هناك محاولات تبذل من جانب الامم المتحدة للتوصل الى حل سياسي بين الحوثيين والحكومة اليمنية ونحن نؤيد هذه المساعي ولكن للاسف نرصد ان قرار الحوثيين ما زال مرتهنا لإيران ولا يبدو انهم يستطيعون التخلص من سيطرة هذه الدولة على القرار في صنعاء".
وحول العراق قال أبو الغيط ان "هناك حكومة جديدة تحاول الحفاظ على استقرار البلد والدفاع عن سيادته في ظروف صعبة وكل ما نأمله هو ان تنال الحكومة فرصة للعمل من اجل الشعب العراقي" معربا عن اسفه ازاء التدخلات الاقليمية التي تعمق ازمة هذا البلد وترسخ الصراعات القائمة في داخله.
وبالنسبة لاستعادة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية قال أبو الغيط ان "الامر مرهون بإرادة الدول الاعضاء في الجامعة وحتى الآن لا ارى ان هناك تبلورا للموقف العربي في هذا الاتجاه" مؤكدا ان "سوريا دولة عربية ومكانها في نهاية المطاف وسط اخواتها في الجامعة".
وتطرق أبو الغيط الى الوضع في لبنان قائلا انه "خطير للغاية ويتجاوز كونه مجرد ازمة اقتصادية او تضخم بل هي ازمة شاملة لها تبعات اجتماعية وسياسية خطيرة ويمكن للاسف ان تنزلق لما هو اكثر خطرا".
واعرب عن مخاوفه من ان يتهدد السلم الاهلي في لبنان بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي يتعرض لها اللبنانيون.
ووجه أبو الغيط في هذا الصدد نداء لجميع الدول والهيئات المانحة بألا يترك اللبنانيون وحدهم في هذا الظرف الصعب مؤكدا انه "لابد ان يكون هناك حل لإنقاذ الوضع الاقتصادي لأن تبعات ما يجري ستطال الجميع في لبنان وخارجه".

عدد الزيارات : 573 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق