ثمن اللاإنسانية

فاطمة العسيلي 

حديث الخاطر 

أشعر أن نفسي تنصهر من الداخل وتتدفق دماء الغضب والغيرة والحسرة من كل خلية في جسدي ويعتصر قلبي ألما ، ويضيق صدري ، ويصرخ ضميري وتستغيث إنسانيتي وتظل نفسي تصارعني بكلابيب  حادة لا طاقة لي على تحمل ضربة واحدة منها وتنهمر الدموع على خدي الذين يتحولا إلى لون الدماء السائلة من كل ضحية للإنسانية على وجه الأرض قتلت قتلا أو اغتصابا أو ذبحت إنسانيتها بسكين بارد من آدمي وليس انسي قام بارتكاب جرم من تلك الجرائم التي تقتل النفس وتذبح الروح وتهين الآدميه ، طيلة عمري  أكره مطالعة أو سماع الأخبار لما يصيبني من  ألم  وأذى نفسي من تلك الجرائم والحوادث التي تحدث وتنشر في العالم كل يوم ، حتى أطفال العالم الذين تتمثل  البراءة بمعناها الحرفي في شخصهم ، يُذبحون ويقتلون ويفقدون عذريتهم رغما من وحوش الإنس دون قلب ينتفض وضمير ينكر ويدان  ترتجفان خوفا من أذى طفل صغير أو حتى انسان بالغ ، لا أعلم كيف لهؤلاء أن يكونوا من بني البشر !؟ كل ماذكرته في بداية مقالي يصيبني عندما أقرأ عن حادثة قتل أو اغتصاب أو تعدي جسدي أيا كان نوعه ، فماذا عن مرتكب الفعل نفسه!؟ هل كل مرتكب جريمة يكون مغيبا عن العقل!؟ فماذا عن كثيرا من القصص التي تروى عن ذهاب عقل أم أو أب  لافتقاد طفلهما وحينما يجدوه يرتد إليهم عقلهم  إذا العاطفة والإنسانية أقوى من سيطرة النفس الأمارة بالسوء وذهاب العقل أيضا 

وهنا أتسائل أين يذهبان عند إرتكاب الجرائم !؟ ، ومتى تتغير قوانين العالم ويكون جرم التعدي على  الإنسانية هو أشد وأعظم عقوبة حتى يتوقف ذلك النوع القاسي من الفساد في الأرض ، ظلت نفسي تعتصر ألما وعيناي تبكيان وصمت عن الطعام والكلام فترة من الزمن جراء ارتطام عصفور بمقدمة سيارتي وأنا على طريق سريع دون قصد ومع انه لم يمت لكني أخذت بجلد نفسي أني لم أتوقف أو أعود إليه لأخذه ومعالجته ان كان اصيب وانقاذه من الموت (طائر صغير ) فعل بي هذا فماذا عن موضة هذا العام التي تتمثل في تعذيب القطط!؟ وماذا عن تعذيب إنسان !؟ 

  الناس والحيوانات هم من يدفع فاتورة مرضى النفوس والعقول من بني البشر  . 

اللهم ردنا إليك ردا جميلا

Fatmaalosily.blogspot.com