> فن وثقافة

حاجي علي عبدالله لاري.. رجل ومسيرة وطن


حاجي علي عبدالله لاري.. رجل ومسيرة وطن

المحرر الثقافي -  سيرة الشخصيات العامة التي أسهمت بحضورها وتفاعلها وعلاقاتها في ترسيخ قيم إنسانية في المجتمع هي جزء لا يتجزأ من سيرة الوطن، ذلك الوطن الذي شاركوا في بنائه، وتدعيم أواصر الأخوة والنبل بين أبنائه. هكذا كانت سيرة حاجي علي عبدالله لاري وأبنائه، التي وثق لها وجمع مادتها مؤخرا الباحث حسن جاسم أشكناني، وأشرف على إصدارها أحمد حاجي علي لاري. من النشأة والحياة في فريج العاقول- الحي الشرقي إلى بداية العمل في السوق وذكرياته، إلى المواقف الوطنية والعروبية التي كان منها دعم الثورة الجزائرية إبان فترة التحرر الوطني في القرن الماضي، مسيرة اتسمت بالعطاء والإخلاص والحكمة والمواقف الإنسانية. تثبت هذه السيرة أيضا اندماج أبناء المجتمع في لحمة واحدة مهما اختلفت وتعددت الأصول والمشارب. يتتبع الكتاب، موثقا بالصورة والمستندات رحلة لا تتمثل أهميتها في السيرة الذاتية فحسب، بل تمتد لتطلع أبناء الجيل الحالي، وتحفظ للأجيال المقبلة إرثا حيا للحياة كيف كانت في أبنيتها وطبيعة أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية، وما طرأ عليها من مستجدات وتطورات عقب الاستقلال وفترة النهوض المدني والعمراني. من جيل إلى جيل كذلك يتتبع الكتاب سيرة الأبناء، أنشطتهم، والأدوار الوطنية التي نهضوا بها متبوعة جميعا بصور تحفظ للتاريخ لحظات مهمة، كما تطلعنا على أشكال المكاتبات والعقود، بالإضافة إلى مصورات ثمينة عن خرائط منازل الحاج حاجي علي لاري الصادرة عن قسم المساحة. في مقدمة الكتاب نقرأ «الكويت جوهرة صاغتها سواعد رجال ونساء تعاقبوا على هذه الأرض المباركة، فعملوا بجهد واجتهاد وتفان وإخلاص فبقيت بصماتهم خالدة تحكي لنا قصصا من حياتهم لتبقى منارا لكل الأجيال. إن الأمن والأمان اللذين عرفت بهما هذه الأرض الطيبة هما العاملان الجاذبان اللذان دعوا للهجرة إليها من البقاع المجاورة من شرقها وشمالها وجنوبها. هاجر إليها فرادى وعوائل وعشائر وقبائل كريمة اندمجوا معا فوقها، حتى كونوا هذا الوطن الذي نفتخر به. وعليه ستجد أن جزءا أساسيا من تاريخ هذا الوطن يتضمنه تاريخ الأفراد والعوائل والعشائر والقبائل وما حفظ في ذاكرة رجالها ونسائها». الحياة العامة والخاصة سبعة عقود قضيت بين التجارة وعمل الخير والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي أسهمت بوضع لبنة ناصعة في بناء الكويت، هكذا كانت سيرة حاجي علي عبدالله لاري وأبنائه. يذكر الكتاب ما كان للحاج حاجي علي لاري من اهتمام جلي في دعم القضايا العربية والإسلامية «انطلاقا من حرصه وإيمانه على مد يد المساعدة والإحساس في الدفاع عن العقيدة الإسلامية ومبادئها الحقة. وتبني القضايا العربية. وذلك من أجل نصرة الشعوب المظلومة ودعمها في جميع النواحي ماديا وميدانيا، واهتمامه في توحيد الصف العربي والإسلامي، على المستوى المحلي في المجتمع الكويتي، وعلى المستوى الإقليمي. وتشير السجلات والوثائق الخاصة بالحاج حاجي لاري إلى تأييده الدائم والملحوظ دعم القضة الجزائرية والقضية المصرية إبان العدوان الثلاثي عليها، والتي لاقت مشاركات رسمية وشعبية على مستوى الوطن العربي في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي». كذلك يذكر الكتاب مشاعر الاحترام المتبادل التي سادت علاقات الحاج حاجي علي لاري مع مراجع الدين العظام، وكان أيضا «يحب العمل بالواجب» مشاركا في واجبات العزاء والأفراح للعائلة والأصدقاء، كما كان «محبا للتفقه في الدين والاستماع إلى كل ما يتعلق بأمور دينه وأحكامه». بدأ الحاج حاجي علي لاري نشاطه التجاري منذ عام 1939 في شارع المناخ «وكان محط تقدير واحترام في السوق من الجميع». إنها شخصية تجسد ما جاء في مقدمة الكتاب نموذجا للعلاقات بين أبناء الوطن وتساندهم ومشاركة بعضهم البعض في الرخاء والشدة، لتتعرف إليها الأجيال المقبلة ويشاهدوا ما زرعه الأجداد والآباء، لتكون منارا لحاضرهم ومستقبلهم، يذكر أن الكتاب ألحق به كتيب يتضمن شجرة العائلة.



عدد الزيارات : 1752 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق