> محليات

الكويت تدفع ثمن فساد «العلاج في الخارج» من سمعتها


الكويت تدفع ثمن فساد «العلاج في الخارج» من سمعتها

فهاد الشمري -  تدفع الكويت الآن ثمن تجاهل صيحات التحذير من فساد العلاج بالخارج من رصيد سمعتها دولياً، بعد أن تحولت قضية فواتير العلاج المتراكمة إلى مادة إعلامية في الصحف العالمية، ومادة سياسية في مراسلات متبادلة بين الكويت وأميركا. ورغم استخدام الحكومات المتعاقبة لملف العلاج بالخارج في الترضيات السياسية، إلا أن التاريخ النيابي شهد محاولات جادة لمواجهة هذا الفساد. دق النائب راكان النصف ناقوس الخطر منذ ٤ سنوات، حيث أكد آنذاك أن التقارير الصحافية التي نُشِرت بشأن العلاج بالخارج والأرقام الفلكية للفواتير تكشفان حجم الفساد المتغلغل في هذا الملف. وفي عام ٢٠١٦، هاجم النصف وزير الصحة في ذلك الوقت د. علي العبيدي، مؤكداً أنه «لا يزال يتستر على المتسببين في هدر المال العام تحت غطاء العلاج السياحي». وتطرق النصف إلى ما أوردته التقارير الصادرة من ديوان المحاسبة ولجنة الميزانيات البرلمانية، والتي تشير بوضوح إلى مقدار الهدر والفساد في أنظمة العلاج بالخارج، في حين لم يتخذ الوزير أي إجراءات للتحقيق أو يُحل المتسببين إلى الجهات القضائية. وفي العام ذاته، قدم النائب راكان النصف برفقة زميله النائب حمدان العازمي استجوابا من 5 محاور إلى الوزير السابق د. علي العبيدي، وتطرق في طياته إلى التلاعب بالعقود والفساد الإداري والمالي وجملة قضايا أخرى في السياق ذاته. وسلطت صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة الماضي، الضوء على قضية فواتير العلاج بالخارج، حيث ذكرت أن الحكومة الكويتية مدينة لبعض المستشفيات الكبرى في الولايات المتحدة التي تعاني ضائقة مالية، بحوالي 700 مليون دولار من الفواتير غير المسددة للرعاية الطبية المتطورة التي قدمتها لمواطنين كويتيين، وهو دين أمضت المؤسسات الطبية سنوات في محاولة تحصيله. وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الأميركية تحركت لإنهاء هذا الملف، وطالبت الكويت بسداد هذه المبالغ المتراكمة على وجه السرعة، مبينة أن 45 مركزاً طبياً، ومنها مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن و«إم دي أندرسون» في هيوستن وغيرهما، عملت دون جدوى بمفردها ومن خلال وزارة الخارجية على استرداد المدفوعات الخاصة بعلاج السرطان والقلب والأطفال والرعاية الأخرى التي قدمتها لآلاف الكويتيين. وفي يونيو، تضافرت المرافق الطبية معاً في جهد جماعي غير مسبوق للسعي إلى سداد الديون البالغة 677.4 مليون دولار. وفي يوليو استعانت بأحد أعضاء الكونغرس للمساعدة في حل هذه المشكلة. وحاليا تعكف وزارة الصحة على إيجاد الحلول المطلوبة لسداد مبالغ مستحقة للمستشفيات والمراكز الطبية العالمية في دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، لقاء تقديم خدماتها للمرضى الكويتيين الذين كانوا يتلقون العلاج بالخارج خلال السنوات الأخيرة الماضية، بعد أن تلقت الوزارة إخطاراً موجهاً لوزراء الصحة د. باسل الصباح والخارجية د. أحمد الناصر، والمالية براك الشيتان، من الجمعية الأميركية التعاونية لبرامج المرضى الدوليين والتي تنضوي تحتها المراكز الطبية الأكاديمية الأميركية والنظم الصحية، وتضم 61 من المؤسسات الصحية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث تطالب فيه بسداد نحو 194 مليون دينار (631 مليون دولار) لمستشفيات ومراكز طبية في أميركا لقاء تقديم خدماتها للمرضى الكويتيين.



عدد الزيارات : 717 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق