> مقالات

النرجسي والأخلاق !!!

كتب : ليما الملا | 2020-08-14 06:41 PM

منذ فهمي لمصطلح النرجسية لم ارى اي خطورة ممكن ان تصيب اي مجتمع جراء هذا المرض النفسي، وتصورت ان اضرارة الجانبية لن تتعدي الشخص الذي يعاني منه . والنرجسي وفقاً لعلماء النفس الشخص الذي يعتقد ان هناك ما يميزه عن غيره من بقية البشر، مما يؤدي الى إصابته باختلال في الشخصية ربما يوصله الى أخطر مراحل النرجسية المسماه بالمكيافيلية، و تلك الحالة اصابت أشخاص مثل معمر القذافي وصدام حسين وكل دكتاتور عبر التاريخ وصل به التفكير الى انه يمتاز عن بقية خلق الله.

ولم يرى علماء النفس عبر العقود الماضية اي خطورة اجتماعية لمرض النرجسية ولذلك لم يصنف على انه مرض يؤدي لاحتجاز المصاب به كالجنون مثلا، ولكن بعد دونالد ترمب الذي اخذ مفاهيم الإصابة بالنرجسية الى أبعاد أوسع أتصور لابد من اعادة النظر بمفهوم النرجسية والحرص على الأقل على عدم استلام المصاب به اي مسئولية ( كما هو الحال مع عدم قيادة السيارة بحالة سكر) بدءا من ربوبة الأسرة وصولا الى استلام السلطة في أي بلد.

لست بحاجة لكي اذكر ما فعله ويفعله ترمب من مأسي بالولايات المتحدة وقيادته لأعظم مشروع ديموقراطي عرفته البشرية الى حافة الهاوية او الهلاك اعتمادا على نجاحه او سقوطه في انتخابات نوفمبر القادم، ولكن ما يهم هنا الشخصية النرجسية التي تتحكم بالبيت والعمل والمجتمع والدولة. فعندما تتحكم عقلية ترمب الأحادية بمصير أسرة بأكملها لا تتوقعوا أي نجاح لأفراد الأسرة باستثناء النرجسي المتحكم بالقرار !!!...

وعندما تحكم عقلية ترمب اي مكان للعمل فلا تتوقع أي إنتاجية ولكن انتظروا إنجازات وهمية يرجع الفضل فيها لرب العمل النرجسي ....كذلك الحال في الدول التي تحكمها العقلية الترمبية فستري افتقار في جميع المجالات إلا في المديح والتطبيل والتهليل للعقلية الترمبية !!!...

قد تكون هذه الامور خطيرة على أي بيت أو مجتمع أو بلد إلا ان الخطر الأكبر افتقار الشخصية النرجسية للأخلاق...فهناك إجماع علمي على ان النرجسي ليس لدية اي مشكلة مع الكذب، الغش، التحايل، النصب وفي بعض الحالات القتل ...كل تلك أمور تتعلق بأخلاقيات الانسان، وعلم النفس أكد ان كلها من صفات النرجسي التي لا يبوح بها بل على العكس تراه يروج لغرابة الأمر للأخلاق وربما ينصب نفسه حاملا لراية الأخلاق !!!...لذلك احذروا النرجسي في حياتكم العملية لانه قنبلة موقوتة ليس ضد نفسه فحسب بل ضد كل من يكون حوله ...

عدد الزيارات : 2196 زيارة

قد ترغب


عالمي	مرساة الحياة..	لا للحكومة الإلكترونية

كل التعليقات

لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

آخر الأخبار

إقرأ أيضا

رأيك يهمنا

أقسام الموقع