> مقالات

هكذا تهلك المجتمعات ..

كتب : ليما الملا |
هكذا تهلك المجتمعات ..


 
وفقا لعلم الاجتماع فان اي مجتمع لشعب او دولة يتكون من ثلاث طبقات ..الطبقة البرجوازية ( المال والنفوذ ) ..الطبقة المتوسطة ( الاكاديمين والمثقفين) ..وطبقة العمال ( الايدي العاملة )..
ومنذ بدء الحضارات الانسانية فقد قامت تلك الطبقات بادارة شئونها مع نوع من التعاون الفطري بينهم , ووفقا لهذا التعاون رسمت المجتمعات المختلفة عبر الازمنة مسارها وتاريخها وبقائها من هلاكها.
في حالة البقاء فذلك مؤشر على ان الامور جيدة وتسير بشكل منطقي , ولكن في حالة الهلاك عادة ما يكون السبب بروز طبقة جديدة تعرقل عجلة دوران المجتمع وتطوره , وتكون السبب الرئيسي في تدميره ومن ثم هلاكه...تلك الطبقة تدعى طبقة المتنفعين...
المتنفعون يأتون من جميع الطبقات الثلاثة .. لا مبدأ لهم ولا عقيدة .. لا اخلاق لهم وليسوا باصحاب فضيلة ..يقولون ما لا يفعلون , ويفعلون عكس ما يقولون..يعطونك احساس بان الامور تسير على ما يرام ...نعم لمصالحهم ومنافعهم ..بكذبهم يتبوؤن المناصب , وبغشهم تتضخم ارصدتهم..
هذه الطبقة ليست تنظيم او حزب او حركة , لانهم اشخاص غير مأدلجين, والقواسم المشتركة بينهم تبدأ بالكذب والغش والتزوير والنفاق وتنتهي بكل ما هو مخالف للقيم الانسانية ...تراهم يصلون ويصومون ويحجون ويتعبدون بل وبعضهم يوهم الناس انه من فاعلي الخير !!!...
تلك الطبقة للاسف الشديد موجودة في الكويت منذ نهاية الثمانينات الى يومنا هذا وهي تنتشر وتزداد , واصبح نفوذها كبير لدرجة يصعب مكافحته لانها حصنت نفسها بتواجد في الحكومة والمجلس والهيئات والمؤسسات العامة وحتى الخيرية !!...اذا كيف يمكن التصدي للمتنفعين وخططهم المضادة لمصلحة الكويت ؟؟..
اولا بالحرية ..وثانيا بالحرية ..وثالثا بالحرية..
المتنفعون لا يهابون سوى الحقيقة ..والحقيقة لايمكن اظهارها الا بالحرية...فاذا اعطيت المواطن حريته في التفكير والبحث والسؤال والدراسة , سترى فناء المتنفعين سريعا , ولكن الابقاء على غياب الحريات سيكون جواز السفر للمزيد من الفساد للمتنفعين , وتدمير لمن يريد الاصلاح .

عدد الزيارات : 2679 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق