> مقالات

النائب الإصلاحي والناخب الحرامي

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
النائب الإصلاحي والناخب الحرامي



من خلال متابعتي للشأن السياسي المحلي وجدت أن "كل الناس"  ينتقدون النائب الحرامي، بل حتى النواب أنفسهم ينتقدون بعضهم البعض وكل منهم يتهم الآخر بأنه حرامي، وفي ذلك دلالة على إن النائب هو الشخص الذي دائماً يخضع للرقابة، وبغض النظر عن إن هذه الرقابة دائماً ما تكون بدون محاسبة حقيقية لا من قبل الدولة ولا من قبل الناخبين، فإننا يجب أن نقف على أسباب تزايد النواب الحرامية.
إن التركيز على أسباب وصول النائب الحرامي للمجلس أهم من التركيز على النائب نفسه وعلى الأسباب التي جعلته حرامي وعلى المصالح التي حققها لنفسه مثل الأرصدة الضخمة والمزارع والشاليهات والقسائم الصناعية وتعيين الأقارب في المناصب القيادية، وقد ذكرنا في مقالات سابقة الأسباب التي جعلت بعض النواب يصبحون حرامية ومرتزقة للحكومة وهي أن الحكومة تريد تفريغ المجلس من مضمونة عبر تحويل النواب لمجموعة من اللصوص والمرتزقة والمناديب بدلاً من أن يكونوا إصلاحيين يرفضون فسادها وقصورها. في الجهة المقابلة نجد أن الشعب ساهم من حيث لا يعلم بهذه العملية، بل إن الكثير من المواطنين أصبحوا اليوم يعلنون صراحة بأنهم سيصوتون لمن يدفع أكثر أو لمن يقوم بإرسالهم للعلاج السياحي، ربما لأنهم لا يعلمون أن هذا الفعل يُعتبر سرقة للبلد لكن بنطاق محدود، وهذا الوضع جعل النواب الإصلاحيين يجلسون في منازلهم ويراقبون من بعيد ويفسحون المجال لمرتزقة الحكومة، بمعنى إننا نحن الشعب ساعدنا الحكومة على تحقيق هدفها وجعلنا من مجلس الأمة مؤسسة لا قيمة لها، ثم نتذمر من الوضع !
إن الأرصدة الضخمة التي تملأ حسابات بعض النواب إنما تم دفعها من المال العام "أموال الشعب"، والمزارع التي يتم توزيعها عليهم إنما هي المزارع التي يجب أن تكون مورداً اقتصادياً ينعش البلد، والشاليهات التي يحصلون عليها إنما هي الأراضي السكنية التي يجب أن يتم توزيعها على المواطنين حتى لا ينتظروا 20 عام للحصول على سكن، والقسائم الصناعية التي يسيطر عليها طبقة المتنفذين إنما هي الأراضي التي يجب أن تنتفع بها الدولة وتنفع بها المواطنين، والمناصب القيادية التي يتم حجزها لعوير وزوير من المقربين للحكومة والنواب المرتزقة إنما هي من حق كل من مواطن صاحب كفاءة يستطيع خدمة نفسه ووطنه من خلالها. فلا تكن أيها المواطن رخيص جداً، لا تسرق من أموال البلد ألف دينار يأخذها المرشح المرتزق من المال العام التي تدفعه له الحكومة ليعطيك إياها مقابل صوتك الذي سيفتح له خزائن الدولة فيسرق من أموالك الملايين ويوزع حقوقك على المقربين منه .. احذروا كل من خرج من رحم الحكومة، فالحكومة تريد تحقيق مصالحها عبر مرتزقتها من بعض النواب لا مصلحتك يا شعب.

عدد الزيارات : 15201 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق