> مقالات

فساد وشرف وحكومة

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
فساد وشرف وحكومة


في مثل هذه الأيام قبل عام كتبت مقالة بعنوان "ماذا أنجزت حكومتنا في 2019؟" وقد تطرقت حينها لتقصير الحكومة من ناحية التنمية وتطوير البلد وكذلك فسادها الذي لا تحمله البعارين، والأكيد أنها لا تزال من الناحية المحلية فاشلة ولا حصر لأوجه فشلها، أما من الناحية الإقليمية والدولية فالأمر مختلف وقد حدثت اختلافات جوهرية في الإقليم وانقلبت الكثير من الموازين وأصبح هناك مستجدات لم تكن موجودة قبل عام، ومع دخول العام الجديد 2021 ماذا نريد ؟
لقد مرّت على العالم أحداث كثيرة في العام الذي انتهى قبل أيام وقد أثبتت هذه الأحداث حقائق ونفت حقائق أخرى، ومن هذه الأحداث وفاة الرجل الأمريكي الأسود "جورج فلوريد" على يد الضابط الأمريكي الذي جثم على رقبته لسبع دقائق حتى فارق الحياة ما دفع الشعب الأمريكي للقيام بالإنتفاضة التي أثبتت عنصرية البيت الأبيض حتى مع شعبه وهو ما يمكن أن نستدل به على إن أمريكا غير قادرة على صنع الاستقرار والعدالة لنفسها حتى تصنعها للعرب الذين يرونها دولة مثالية وهذه هي إحدى الحقائق التي كنّا نعلم بها لكنها اليوم أصبحت أكثر وضوحاً.
ومن الأحداث البارزة التي مرت علينا في العام الماضي وباء كورونا والذي أثبت الكثير من الحقائق مثل ضعف بعض الحكومات وعجزها عن مواجهة أي أزمة خاصة في الدول العربية وبالتحديد في الكويت، وقد شهدنا جميعنا الحالة التي مرت بنا عندما توقف نقل المواد الغذائية حيث وصلت "خيشة البصل" لعشرة دنانير، ولو كانت حكومتنا مهتمة بمواردها وخاصة المورد الزراعي لما أصبح حالنا كذلك، كما إن الكورونا أثبتت إفلاس العرب قاطبةً حيث أن دول العالم المهتمة بالعلم بدأت منذ بداية أزمة كورونا بالبحث عن علاج لهذا الفايروس ودول العرب لا تملك إلا الانتقاد والتهكم، والحقيقة المستخلصة من ذلك هو أن العرب لا يملكون شئ إلا الأموال، ولو نفذت أموالهم لأصبحوا كدول المجاعة في أفريقيا.
ثم نأتي للحدث الأكثر بروزاً وهو تطبيع بعض دول العرب، والذي يثبت أن شعارات الإسلام والعروبة التي كانت هذه الدول ترفعها هي مجرد أقوال ليس لها قيمة.
وبعد هذه التطورات نجد أنفسنا اليوم أمام مطالب جديدة غير تلك التي كنا نتكلم عنها، فإن كان هدفنا بالأمس هو الإصلاح الداخلي فقط فإن هدفنا اليوم هو أن تبقى حكومتنا متمسكة بشرفها وعروبتها وإسلامها، بل إن عليها أن تصدّر هذه المبادئ للدول التي تخلت عنها، وكما أن للكويت أثر على المصالحة الخليجية، فإننا نتمنى أن تكثف جهودها في صد التطبيع والانتشار الصهيوني الذي بات يهدد منطقتنا ووجودنا وهذا لن يتحقق إلا بإستقرار المنطقة وإنهاء الحروب القائمة بها مثل حرب اليمن. أما الإصلاح الداخلي وتحريك عجلة التنمية ومحاربة الفساد فإننا سنبقى نطارد نواب المجلس من أجلها حتى يقوموا بتحقيقها، أو الاستبدال مصيرهم كسابقيهم.

عدد الزيارات : 17217 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق