> محليات

في ذكرى التحرير الـ30 الكويتيون يستذكرون شهداء الوطن وأبطال التحرير


في ذكرى التحرير الـ30 الكويتيون يستذكرون شهداء الوطن وأبطال التحرير

كونا - يحيي الكويتيون غدا الجمعة الذكرى ال30 لتحرير البلاد من الغزو العراقي الغاشم بكل ما يعنيه ذلك من ملحمة وطنية كويتية رغم ما شكله الاحتلال من "صدمة تاريخية" لا تزال آثارها محفورة في وجدانهم حين انتهك المعتدي سيادة بلدهم لإسقاط شرعيته ضاربا عرض الحائط بجميع الأعراف والقوانين الدولية.
وبهذه المناسبة الوطنية يستذكر الكويتيون أيضا شهداءهم الأبرار أبطال التحرير الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الذود عن بلدهم وبقائه حرا مستقلا فيما يزداد عدد المنضمين إلى قافلة الشهداء بالإعلان كل مدة العثور على رفات عدد منهم كان آخرهم 20 شهيدا تم التعرف قبل أسابيع على هوياتهم بوساطة البصمة الوراثية.
ومنذ الساعات الأولى للاحتلال الغاشم الذي استمر سبعة أشهر سطر الكويتيون أروع معاني الوفاء والتضحية حين أدركوا نوايا المحتل بطمس سيادة البلاد وهويتها معلنين رفضهم التام لهذا العدوان السافر ووقوفهم إلى جانب قيادتهم الشرعية صفا واحدا للدفاع عن سيادة وطنهم وحريته.
وكان لأبطال التحرير دور بارز في كسب تأييد المجتمع الدولي لتحرير الكويت تحت ظل قيادتها الحكيمة فضلا عن الجهود الدبلوماسية المتميزة التي قادها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح لحشد التأييد والدعم العالمي للحق الكويتي وإدانة العدوان الغاشم.
ومن على منبر الأمم المتحدة وقف العالم أجمع ينظر إلى هذا القائد الذي جاء يخاطبهم عن قضية بلاده قائلا "لقد جئت اليوم حاملا رسالة شعب أحب السلام وعمل من أجله ومد يد العون لكل من استحقها وسعى للخير والصلح بين من تنازعوا وتعرض أمنه واستقراره ليد العبث إيمانا منه برسالة نبيلة أمرنا بها ديننا الإسلامي وتحثنا عليها المواثيق و العهود وتلزمنا بها الأخلاق".
وأضاف "جئتكم برسالة شعب كانت أرضه بالأمس القريب منارة للتعايش السلمي والإخاء بين الأمم وكانت داره ملتقى الشعوب الآمنة التي لا تنشد سوى العيش الكريم والعمل وها هو اليوم بين شريد هائم يحتضن الأمل في مأواه وبين سجين ومناضل يرفض بدمه وروحه أن يستسلم ويستكين للاحتلال مهما بلغ عنفوانه وبطشه".
وأثمرت كلمات ذلك القائد تأييدا عالميا فتضافرت الجهود الدولية في تحالف قل مثيله لإعادة الحق لأصحابه من خلال إدانة المجتمع الدولي لتلك الجريمة الكبرى حيث تصدى مجلس الأمن لهذا العدوان رافضا إياه بقرارات حاسمة بدءا من القرار رقم 660 الذي أدان الغزو مطالبا بالانسحاب فورا من الكويت دون قيد أو شرط.
واستمرت قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالكويت تتوالى تباعا حتى صدور القرار رقم 678 في 26 نوفمبر من عام 1990 الذي كان بمنزلة صدمة كبرى للنظام العراقي البائد عندما أجاز مجلس الامن استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت وعودة شرعيتها.
وفي تلك الذكرى يستعيد الوطن في ذاكرته إضافة إلى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي كان بطلا من أبطال التحرير وبذل جهودا جبارة في سبيل الدفاع عن الحق الكويتي.
فقد حرص الشيخ سعد منذ اللحظات الأولى للعدوان على الحفاظ على الشرعية الكويتية وخرج مع الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد إلى السعودية حيث شرع في تنظيم أوضاع الحكومة الكويتية في المنفى وتأمين حياة المواطنين في الخارج والداخل ودعم المقاومة الكويتية.
كما أن قلوب الكويتيين لن تنسى رجلا كان له دور كبير خلال تلك المحنة وهو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي ساهمت جهوده الدبلوماسية في كسب التعاطف العالمي لقضية الكويت العادلة والتأييد العربي والدولي لدعم الشرعية الكويتية.
ويستذكر الكويتيون بكل العرفان والتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود الذي فتح بلاده للقيادة الكويتية وأبناء الكويت منذ اليوم الأول للغزو وقدم الدعم المادي والعسكري مؤكدا رفض المملكة لهذا العدوان وضرورة انسحاب القوات العراقية من الأراضي الكويتية.
وقد عبر الملك فهد بن عبدالعزيز في خطاب له للشعب السعودي في 13 أغسطس من عام 1990 عن المه الشديد لما تعرض له أبناء الشعب الكويتي بسبب الغزو العراقي قائلا انها "بادرة خطيرة ويحز في النفس أن يتعرض شعب الكويت لهجوم لا أخلاقي من دولة عربية جارة له وشقيقة".
ومن على بعد آلاف الاميال يبرز موقف الرئيس الأمريكي الراحل جورج بوش الأب الذي أعلن وقوفه مع الحق الكويتي وتعهد بعودة الكويت حرة مستقلة حيث طالبت بلاده عقب الساعات الأولى للغزو العراقي للكويت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن تم خلاله تبني القرار رقم 660 الذي طالب بانسحاب الغزاة من الكويت.
واستمر الدعم الأمريكي حتى يوم 21 يناير من عام 1991 عندما تمكن الرئيس بوش من إقناع مجلس الشيوخ الأمريكي باستخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت معلنا بدء الحرب وعودة الكويت حرة أبية.
ومثلما كان للقادة دورهم في تحرير الكويت فإن للعسكريين دورهم الذي لن ينساه الكويتيون أيضا وعلى رأسهم القائد الأمريكي الراحل الجنرال نورمان شوارزكوف الذي قاد عملية (عاصفة الصحراء) إذ كان قائدا للقوات المركزية الامريكية ومسؤولا مباشرا عن عمليات حرب تحرير الكويت.
ولن ينسى الكويتيون أيضا قائدا عسكريا له بصمة مهمة في تحرير الكويت وهو الفريق الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب تحرير الكويت.
هؤلاء جزء من أبطال كثر ساهموا في تحرير البلاد وعودة الشرعية إلى أرضها وثمة أبطال غيرهم من قادة الدول الشقيقة والصديقة والمسؤولين في منظمات دولية وإقليمية ساهموا أيضا في ذلك وسيظلون في ذاكرة الكويتيين ووجدانهم.

عدد الزيارات : 537 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق