> مقالات

لغة الصراخ لن تجدي نفعاً

2021-02-12 02:29 PM

لم يصبح خافيا على احد ان لغة الصراخ والصوت العالي والوعيد والتحدي اصبحت اللغة الشائعة في الكويت وحلت بديلة للغة الحكمة والعقل والمنطق والرقي !!!..

وللأسف الشديد فإن لغة الصراخ والوعيد والتحدي قد تصبح ثقافة مع مرور الوقت كونها الشائعة في البيت والحي والمدرسة ومكان العمل ومجلس الامة والحكومة !!! وتلك اللغة تعكس حالة الإحباط والاستياء والخوف وعدم الارتياح لما يحدث في الكويت وما هو قادم ... ولكن هل لغة الصراخ ستكون البلسم الشافي لحل مشاكلنا ؟؟...

قد تكون تلك اللغة الحل قبل 10 آلاف سنة ماضية عندما كان الإنسان قاطنا في الكهوف مستخدما يده وصوته العالي للتواصل مع الاخرين، ولكنها لن تجدى نفعا في زماننا بل تعقد الامور وتوسع الفجوات وتزيد المتاعب بين الاطراف المختلفة...

فعلى مستوى البيت لو استمرت تلك اللغة بين افراد الاسرة لك ان تتخيل صعوبة التعامل مع اي شخص منهم .. وعلى صعيد الحي ( الفريج) فان المشاكل ستكون يومية لان ليس هناك من ينصت بعقل ويتفهم، وهنا ستغيب الحكمة والعدالة والانصاف.. وعلى مستوى المدارس فسيصبح التعليم كابوسا يخرج لنا سنويا نخبة من الجهلة بدلا من المتعلمين... اما مكان العمل ومن ضمنه مجلس الامة والحكومة، فلن ترى اي تقدم او انجاز كون الجميع سيتفرغ للوعيد والتحدي – كما هو حادث الان – ويتم ترك القضايا التي تمس المواطن وحياته!!..

ومن يشكك في وجود هذه اللغة ما عليه سوى الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي ليقرأ او يسمع او يشاهد المفردات المستخدمة من قبل الاكثرية الكاسحة... فنادرا ما تجد من يطرح القضايا بهدوء واعتدال ومنطق، بل ان المصطلحات السائدة لا تخرج عن (انا اتحدي) ... و ( انا اراهن ) وغيرها من المفردات الاستفزازية التي تعكس عقلية وثقافة الغالب والمغلوب مما يؤدي لغياب الحق والباطل والحقائق ...

ان ما يفعله البعض بهذه العقلية يذكرني بشخص يظل ضاغطا على زر المصعد معتقدا انه سيسرع من وصوله اليه او آخر يطلق ( هرن ) سيارته على اشارة حمراء متصورا انه سيقلبها الى خضراء !!!

ان الخطوة الاولى التي لابد ان يضعها الجميع في اعتباره نحو حل مشاكلنا في الكويت تبدأ بتغيير لغة الخطاب بيننا وعلى جميع الاصعدة والمستويات، فكلما حضر الهدوء والانصات الى اي حوار كلما اتضحت معالم المشكلة ليمكن بعدها وضع خطوات لحلها، ولكن استمرار لغة التحدي والصراخ والوعيد سيكون بمثابة الى الوراء سر لانها ستزيد من تراكم المشاكل وسط صوت عالي محبط ومستاء لا يقدر على فعل اي شيء ...

عدد الزيارات : 28119 زيارة

قد ترغب


ضاع الحلم .. يا الحكومة	رأيت إنسان...!	عشم ابليس في الجنة .... بقلم كويتية الهوى غادة الرفاتي

كل التعليقات

لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

آخر الأخبار

إقرأ أيضا

رأيك يهمنا

أقسام الموقع