> مقالات

تجمع تواصل الثقافي الاجتماعي

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
تجمع تواصل الثقافي الاجتماعي

 في مقالاتي السابقة كنت أنتقد الحكومة والمجلس ومن ثم ألقي اللوم على الشعب وأحمّله مسؤولية ما يجري في البلد من تعطيل التنمية وتفشي الفساد، من باب "كما تكونوا يولّى عليكم"، فالشعب هو المسؤول عن اختيار وتغيير النواب الذين غالباً ما يكون أداءهم دون المستوى المطلوب والذي يكون هو السبب في ضعف أداء الحكومة وازدياد نسبة الفساد بأشكاله، ولكن هناك زاوية أخرى يمكن أن ننظر للشعب من خلالها وهي تعتمد على تقديم كافة انواع الخدمات للمجتمع الكويتي مباشرةً ودون مقابل بعيداً عن أعضاء البرلمان، وفي اعتقادي أن هذه الخدمات المقدمة من التجمعات الشعبية لها فاعلية كبيرة إذا ما أخلصت هذه التجمعات في أدائها وتقديمها دون تكسبات ومصالح شخصية.
     في الآونة الأخيرة، لوحظ أن بعض المؤسسات وجمعيات النفع العام أخذت منحنى سياسي حيث تخلت عن واجباتها والأعمالها المهنية والفنية المنوطة بها وأقحمت نفسها بدهاليز السياسة، وانشغلت بدعم بعض المرشحين أو "أفكارهم السياسية" وهذا ما يجعلها تنشغل عن الهدف الأساسي الذي أُنشأت من أجله فأصبحت بذلك خالية الوفاض من أي مضمون، وهنا تدخل هذه المؤسسات في نفس النطاق الحكومي والنيابي وهو نطاق التكسبات والمصالح الشخصية وتأخذ مصالح وهموم المواطنين كشعارات فقط. وبذلك نعود للمربع الأول وهو إلقاء اللوم على المواطن أو الناخب والذي تقع عليه مسؤولية تغيير كل ذلك، فإن كان المجلس مقصراً في أدائه فعلى المواطن تقع مسؤولية التغيير و إن كانت مؤسسات المجتمع المدني متقاعسة فعلى المواطن تقع مسؤولية سد هذا النقص والتقاعس، وبما أن العمل الجماعي أكثر فاعلية من العمل الفردي فإن المسؤولية تقع على التجمعات الشعبية والتي من الممكن أن تشكّل ضغطاً على السلطتين التنفيذية والتشريعية من خلال الاستمرار بالمطالبات وأيضاً هي قادرة على تقديم الخدمات الاجتماعية والثقافية التي من الممكن أن تغطي الفتور الذي سببته بعض الجمعيات والمؤسسات المدنية.
     إن من بين هذه التجمعات الشعبية على سببيل المثال لا الحصر هو تجمع تواصل الثقافي الاجتماعي والذي تم تأسيسه على أيدي شباب العوائل الإحسائية في الكويت بهدف خدمة وتنمية المجتمع الكويتي، فبالإضافة إلى إقامة التجمعات الاجتماعية والثقافية يقوم هذا التجمع اليوم بإنشاء الأندية التعليمية التي يمكن لأي فرد الانضمام إليها سواء من داخل التجمع أو من خارجه، بالإضافة إلى الأعمال التطوعية التي يتطلّع التجمع للقيام بها من أجل خدمةً الوطن والمواطن. من هنا يمكننا أن نقول أن المواطن الغيور قادر على تحمّل مسؤولية وطنه .. بكل ما تجود به يداه.
     إننا نتطلع لأن يكون المواطن هو العنصر الأساسي والفعال في بناء البلد، وهذا لن يكون إلا بوجود مواطن واعي لما يدور حوله من أحداث ومستجدات ولديه الثقافة الكافية لإبداء الرأي السديد والسليم وأن يكون اهتمامه الأول هو الوطن وليس مصالحه الشخصية .

والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 1932 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق