> فن وثقافة

من داخل غرفهن.. كيف تعيد هذه الصور تعريف المرأة الكويتية المعاصرة؟


من داخل غرفهن.. كيف تعيد هذه الصور تعريف المرأة الكويتية المعاصرة؟

عند انتقالها إلى نيويورك قبل 5 أعوام، كان الأشخاص يُفتنون بخلفيتها الكويتية. واستنتجت من محادثاتها مع سكان المدينة الفضوليين إلى اعتقادهم بأن المرأة العربية مضطهدة. ولذلك، من خلال التقاط الصور لهؤلاء النساء وهن في مساحاتهن «المقدسة»، أي غرف نومهن، تهدف الفنانة البصرية مها العساكر إلى خلق مرجع بصري لكل من يسألها عن المرأة الكويتية المعاصرة!
ورغم أنها درست الهندسة الصناعية بسبب حبها للرياضيات، فانها أصبحت «مدمنة» على التصوير عندما حملت الكاميرا في عام 2007. وقادها شغفها الجديد إلى مختلف المحطات، ومنها إلى لندن عندما التحقت بدورة لتصوير الأزياء، وامتلكت استوديو خاصا بها لتصوير الـ«بورتريه» في الكويت، حتى انتقلت إلى نيويورك في عام 2013 لدراسة التصوير في المركز الدولي للتصوير الفوتوغرافي.
ومنذ وصولها إلى نيويورك، كان الأشخاص يشعرون بالإعجاب بخلفيتها، وشرحت ذلك في مقابلة مع موقع CNN بالعربية قائلة «منذ اللحظة التي وصلت فيها إلى نيويورك.. كان الأشخاص يُفتنون بخلفيتي وهويتي بشكل عام كامرأة كويتية وفنانة».
ومن خلال محادثاتها مع السكان المحليين، توصلت إلى أن لديهم اعتقادا مشتركا مفاده أن «المرأة العربية مقيدة ومضطهدة بطريقة ما، وأنهنّ مواطنات من الدرجة الثانية، وعالقات بلا أي مكان للهروب إليه».
ومن هناك، استوحت العساكر فكرة كتابها الأول بعنوان «نساء من الكويت»، والتي تهدف من خلاله إلى «خلق مرجع بصري لأي شخص يسألني عن النساء الكويتيات المعاصرات». ويتضمن كتابها المبني على معرض قامت به في عام 2018 بالعنوان نفسه، صوراً لـ25 امرأة كويتية معاصرة، وهن بين جدران المكان «الأكثر قدسية وخصوصية» بالنسبة اليهن، أي غرف نومهن.
وعن سبب اختيارها لغرف النوم كمكان تصوير الشخصيات في كتابها، قالت الفنانة إن «غرف النوم تسرد العديد من القصص. وهي أيضاً من أكثر الأماكن المقدسة والخاصة التي يستطعن فيها أن يتحولن إلى النسخة الأكثر صفاءً من أنفسهن».
وعند اختيار النساء اللواتي أرادت شملهن في كتابها، حرصت العساكر على عكس الركائز المختلفة للهوية الكويتية، فقالت المصورة «أردت شمل النساء اللواتي يرتدين الحجاب بطرق متنوعة، إضافةً إلى نساء يرتدين التنانير القصيرة وسراويل الجينز الفضفاضة، والنساء اللواتي ينتمين إلى طبقات اجتماعية مختلفة، واللواتي مررن بمختلف أنواع التنشئة الدينية».
ولكن، أثناء العمل على هذا المشروع، واجهت العساكر الكثير من الصعوبات التي جعلتها تشكك في نجاحه، حيث لاقت الرفض من النساء اللواتي كانت تتقدم إليهن. وحتّى إذا كان جوابهن القبول في البداية، كنّ يترددن بعد معرفة أن الفنانة لا ترغب بأن يضعن مساحيق التجميل أو التأنق. كما واجهت الكثير من الرفض خصوصاً بعد ذكرها أن غرف نومهن ستكون موقع التصوير.
ومن خلال الصور الفوتوغرافية في الكتاب، تتعاون العساكر مع الكاتبة الكويتية ندى فارس التي ستجسد عدة لحظات مهمة في حياة كل امرأة بشكل شاعري. وذلك بهدف إضفاء المزيد من الطبقات إلى قصصهن.
ويعد الكتاب الآن في مراحله الأخيرة، أي الطباعة. ومن المقرر أن يُنشر الكتاب من قبل منظمة Daylight Books في أبريل من عام 2019. (CNN)

عدد الزيارات : 1032 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق