> مقالات

برج التحرير وتحرير المخالفات

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
برج التحرير وتحرير المخالفات

شرق، قبلة، المرقاب، مدينة الكويت بشكل عام، عاصمة الكويت والتي من المُفترض أن تكون كبقية عواصم العالم واجهة للبلد وأرقى وأجمل منطقة فيها نجدها مع الأسف من أتعس مناطق الكويت، حتى لو لم تكن قد غرقت بالأمطار فهذا لا يعني أنها منطقة متطورة أو حديثة، فالأبراج المصممة على آخر موديل لا تدل على التطور لأنها بدون تخطيط للشوارع والمواقف.
     إن الفشل في تصميم شوارع الكويت لا يقتصر على منطقة العاصمة وحسب بل ينسحب على جميع مناطق الكويت لكني أردت أن أبدأ بالعاصمة لأنها من المفترض أن تكون "غير" ولنبدأ بعنوان المقال "برج التحرير" والذي يُعتبر برجاً حيوياً يتوجه له المواطنون والوافدون بأعداد كبيرة بشكل يومي لانجاز معاملاتهم الحكومية ولا شك بأن أغلبكم بل جميعكم قد ذهبتم لهذا البرج لانجاز معاملة معينة ولا شك بأنكم شاهدتم سيارات المراجعين مترامية يميناً وشمالا "فوق الرصيف وتحت الرصيف" والأكيد أنكم شاهدتم الأوراق الصفراء "المخالفات" على الزجاج الأمامي لتلك السيارات، وهذا الوضع ليس في برج التحرير فقط بل هو الوضع القائم عند جميع الدوائر الحكومية فلا مجمع المحاكم ولا وزارة التعليم العالي فيهم مواقف خاصة للسيارات بل هي ساحات ترابية تبعد عن مبنى الوزارة ما يقارب الكيلو متر يمشيها المواطن "رايح راد" إما في الشمس الحارقة وإما في الطين والأمطار، ثم شاهدوا الأبراج والعمارات التجارية وما تحتويه من مكاتب للمحامين والشركات والمؤسسات ووو .. وجميعها بدون مواقف سيارات وليس لدى المراجع حل إلى الوقوف على الرصيف لتأتيه الورقة الصفراء بالنهاية .. فهل تعديل الوضع بحاجة لسترات صفراء ؟ فالحكومة اقتسمت البلد مع تجارها وفاسديها ليخرج المواطن من المولد بلا حمص، فالكثير من أصحاب هذه الأبراج وبعد أن خصصوا سراديب أبراجهم لمواقف السيارات قاموا بعد حصولهم على الموافقات اللازمة لاستكمال البناء بإغلاق تلك السراديب ثم حوّلوها لمكاتب أو مخازن يؤجرونها وينتفعون بها ليبقى الرصيف هو الحل الوحيد للمواطن، فلا أصحاب الأبراج التزموا ولا الحكومة حاسبت .. والمصيبة أن من هذه الأبراج المخالِفة برج محكمة الأسرة "العاصمة".
     ثم لنتوسع لبقية محافظات ومناطق الكويت وما تعانيه من خلل في هذا الجانب، فعندما تجد جمعية تعاونية ومكتبة عامة وصالة أفراح ومجموعة من المطاعم ومستوصف ومسجد ومركز خدمة المواطن بالإضافة إلى أربع أو خمس مدارس في قطعة واحدة من منطقة سكنية وأحياناً في شارع داخلي واحد ستعرف حينها أن التخلف والغباء أكبر من أن يوصفا بمقالة، وبعد أن تم توزيع هذه الخدمات بهذا الشكل الغبي تم وضع عدد قليل من المواقف لا يتجاوز عددها مئتان أو ثلاثمائة موقف في حين أن المترددين على هذه الخدمات يصل عددهم لآلاف بشكل يومي.
     هذه المهازل موجودة في جميع مناطق الكويت القديمة منها والحديثة وهذا يدل على إن الدولة تسير منذ القدم "عالبركة" بدون تخطيط ولا دراسات، فالأخطاء التي وقعت بها الحكومة في المناطق التي تم انشاؤها قبل خمسين عام تكررت في المناطق التي أنشأت بعدها بثلاثين عام، فأين المهندسين والخبراء وأين المصممين وأين الخطط الخمسية والعشرية وأين الملايين .. وأين مجلس الأمة التعيس عن هذه المشكلة التي غطت كل مناطق الكويت ؟ كل ما نتمناه هو أن تستعين الحكومة بأشخاص "يفهمون" قادرين على عمل دراسات وخطط مجدية لتجاوز هذه المشكلة في المناطق التي لا تزال قيد الانشاء ولتعديل أوضاع المناطق القديمة.

والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 1872 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق