> مقالات

وداعا،... عبدالله يرموك

كتب : خليل العريان |
وداعا،... عبدالله يرموك

في نهاية الستينات انتقل مع اسرته الي منطقة الصليبخات والتي تم تقسيمها الي منطقتين بعد ذلك ليكون منزلهم الجديد في الدوحة ومقابل نادي الصليبخات ..
ولأنه كان يجيد لعب كرة القدم معشوقة الشباب في ذلك الجيل ولست متأكد ولكن من الواضح من التسمية التي أطلقت عليه لأنه كان أحد لاعبي نادي اليرموك قبل أن ينتقل للعب في صفوف نادي الصليبخات الرياضي ليشتهر بين اقرانه باسم "عبدالله اليرموك" ..
هذا الانسان احب الخير لكل من هم حوله .. احب الناس فاحبوه وفتح منزله وحوله لديوانية للجميع وربما لا يعلم الكثيرون ان منطقة الصليبخات والدوحة هي انعكاس للكويت الكبيرة في منطقة صغيرة ففي تلك المنطقة تعيش الاسر جنبا الى جنب يجمعهم الحب والاخوة والمحبة ولا توجد أي فروقات أو اختلافات بينهم ويعيش الجميع فيها ليكونوا النسيج الاجتماعي الرائع فلا نجد في تلك المنطقة أي طبقيه او عنصرية فالجميع أصدقاء لبعضهم البعض جيران وأصحاب وأصدقاء..    
وفتح عبدالله اليرموك منزله ليكون ديوان يجمع ابناء المنطقة علي اختلاف اطيافهم وفئاتهم وجمعت تلك الجدران الاحباب من القبائل والعوائل والحضر والبدو والمثقفين من حمله الشهادات العليا والبسطاء من عامه الشعب.. وزار تلك الديوانية وجلس فيها معظم الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتي أبناء الأسرة الحاكمة وكان الجميع سعيد بوجوده وبحضوره لذلك الديوان الذي يجمع القلوب ولا يفرقها..
وفجأة.. جاء القدر.. والقضاء.. ليتوقف القلب عن الخفقان.. ويتوقف التنفس في لحظة .. ويرحل بهدوء عن عالمنا ويودعنا بابتسامته كما عهدناه دائما وكما كان يعيش بيننا بسلام رحل بسلام .. ووقف جميع اصدقاءه يستقبلون المعزيين فمن رحل هو اخوهم وصديقهم وتاريخهم وذكرياتهم ..
هكذا كانت الكويت وستبقي اسرة واحدة يجتمع ابناءها مهما كانت انتماءاتهم فلا يوجد فوارق بينهم الا في قلوب المرضي والذين لا يعرفون الكويت الحقيقية. لقد جمع عبدالله اليرموك في حياته أبناء الكويت كذلك اجتمعوا في وداعه.. رحم الله عبدالله ملك الكندري واسكنه فسيح جناته.        


عدد الزيارات : 2925 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق